أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - شرف وشرفاء














المزيد.....

شرف وشرفاء


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 15:02
المحور: المجتمع المدني
    


تتردد مفردتا شرف وشرفاء منذ زمن بعيد بين الخاصة والعامة من تركيبات المجتمع العراقي الحديث ،وشرف وشرفاء لهما بعد لغوي أساسي واحد في معجم العربية وهو العلو والمجد ،والشريف هو الرفيع العالي ثم أصبح كل أمرء شريفا إذا كان أصله من النبي ،وشرفة البيت هي التي تطل على الاخرين ...

لكن معنى الشرف الواقعي الذي عاشه ويعيشه الناس هو غير ما ذكر أعلاه ،فالشرف البدوي العشائري الديني الذي يتعلق بالغزو والثأر والنهب والفخر والحسب والنسب وقطع الطرقات وحجر النساء وبكارة المرأة وعنوستها والغنى والفقر ، ليس له أية علاقة بالرفعة والسمو والمجد ،هذه الصفات التي تشكل الجذر الأصلي لمفردة شرف .

من المؤكد إن الطبيعة البشرية ،هي طبيعة معقدة ،والأنسان لايمكن التنبؤ بتصرفاته على مدار الساعة والايام والسنين والمحن والظروف ،فهو كائن متغير الطباع مهما حاول الثبوت والجماد،لذا فكل إنسان هو بطبيعته يحمل خيرا ً وشرا ً ولكن بنسب متفاوته ،وهكذا نجد بعضنا شريفا وفاسدا ً في أن واحد وحسب الواقع المعاش الذي مزج الشرف الاجتماعي بالسياسي إستنباطا من قيم البداوة والعشائرية الدينية المتأصلة الفاسدة في النفوس .

لست بعالم إجتماع ولكن ما يضطهدنا بعض العراقيين والعرب به ،هو إصرارهم على الشرف والشرفاء ،فنسمع عبارات من قبيل (أبناء الشعب الشرفاء ،والمقاومة الشريفة ،والمسؤولين الشرفاء ،والسياسيين الشرفاء ،ورجال الدين الشرفاء ،وأصحاب الهمّة من الغيارى الوطنيين الشرفاء ،ورجال الأمن الشجعان الشرفاء ،و أبناء العشائر الشرفاء ،وممثلي الشعب الشرفاء تحت قبة البرلمان ،وأعداء الأحتلال من الشرفاء ،والمثقفين الشرفاء،وأبناء التيار الصدري الشرفاء .....ألخ )،وإشكالية الشرف والشرفاء تلك هي عبارة عن حراك وحروب مصالح تتدخل فيها كل شرور البشر ومحاسنهم فيكون فيها المنتصر شريفا ً والخسران وضيعا ً وقد تتبدل الأحوال ..،أما الجالس على التل فسيكون هو الكسيح الفاشل الجبان ،فهو مسالم ،وطبيعة البشر أن لارحمة للمسالمين .

قال لي أحد أصدقائي القدامى من معارضي الحكم التكريتي السابق (الذي عرفت إنه سني ..الأن)،لقد نهبت تكريت أو عائلة المجيد خيرات العراق ،لكن الأن الكل نهابّون وفاسدون وأشقياء ...لذا فقد ضاع حتى القليل مما أبقاه حكم صدام من كرامة الدولة العراقية
والكل يقولون نحن شرفاء ..!!!، فمن هو الوضيع إذن ..؟

إستمعت مؤخرا ً عبر تلفزيون فضائي الى محافظ البصرة الحالي وهو يذود دفاعا ً عن شرفه الوظيفي أمام سؤال الصحفي(فائق العقابي ) الذي أوصل اليه تهم عديدة من أفواه الناس ،تتعلق بتهريبه للنفط وغض النظر عن المفاسد الكثيرة في البصرة والتي تتعلق بالماء والكهرباء وطرق تموين الناس والعصابات الدينية العشائرية ،وكان جوابه إنه من عائلة معروفة (بشرفها في البصرة ) وان الحزب الذي ينتمي اليه هو من (أشرف) أحزاب البصرة الدينية التي تعدت العشرة أحزاب ،وإن المغرضين هم من يشيعوا هذه الشائعات عن مقامه (الشريف ) ..أي من يتهمه بالفساد ليس شريفا ً ...

وإذا عدنا عزيزي القارىء الى مفهوم الشرف ،فإننا نجد محافظ البصرة (النفطي ) ومنافسيه (من غير النفطيين ) لاعلواً ولا مجدا ً لهما ،فثروات البصرة تسرق علنا ً والناس يشربون ويغتسلون بالماء المالح ..وكذلك الخدمات الاخرى ناهيك عن أوضاع الارامل والثكالى والايتام واطفال الشوارع ،فيما (الشرف) يحتم على الجميع ومنذ بزوغ ثورة النفط أن يكون سكان البصرة هم أغنياء العراق ..رغما ً على كل العراق ..

وللشرف والشرفاء مقاييس إخرى غربية وشرقية ،فشرف الشرقيين ينصب على فروج بناتهم وأزواجهم وذويهم ، بينما يكون شرف الغربيين بمدى جديتهم بالعمل والمجتمع وعدم الاضرار بالناس عبر الفساد والاعمال غير الشرعية ...

وارن بيفيت ،رجل أعمال اميركي ،لم يرث بئر بترول عن أبيه ولم يغش شريكا ً ولم يغدر بصديق ،فقد بدأ صغيرا ً في الاعمال التجارية والعلمية حتى أصبح ثاني أغنى رجل على الكرة الأرضية بعد صديقه بيل غيتس ، قبل يومين تبرع وارن بيفيت بـ 85 % من ثروته التي فاقت الستين مليار دولار ...
فقد تبرع بـ 16 مليار لمكافحة مرض الأيدز وعلاج ضحاياه ،وبستة مليارات للجياع في العالم ،وستة مثلها لمكافحة مرض الملاريا ،وخمسة مليارات لمكافحة الامية الالكترونتية ،والباقي هي مليارات تضمن مقاعد دراسية بكامل المواصفات لكل تلميذ في بلده أمريكا ،قيمة ما تبرع به هذا (الشريف ) تساوي ثروات دولة بوليفيا بكاملها ....



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة سيد القمني أوعودته
- العربة....الإسلام
- الجنوب والفتى
- عراقيون في مهرجان سيدني للكتّاب
- في امسية تأبينية في سيدني، تألّق الشاعر كمال سبتي
- صباح الدم ّ المراق
- ينحدرُ المجنون إلى العقل
- موت ... دخان أسود ... و زفة عرس
- الحمار .. في نعي كمال سبتي
- النقاب والمايوه ...في قضية ميشيل ليزلي
- السندان..والسيستاني
- عالم قبيح ..
- عمرو موسى ...كنّاس الشارع العربي
- مدارس إسلامية .. وأخرى عامة
- كوردستان.....
- مواليد أواخر الخمسينيات من القرن العشرين في العراق
- الناس الشيعة ..
- أحلام
- لكل ما ماضى ......
- المشكلة الدانماركية ....إنتصار بن لادن


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - شرف وشرفاء