أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد الأحمد - قراءة في رواية (عباس عبد جاسم) الموسومة ب - مربع المواجهة















المزيد.....

قراءة في رواية (عباس عبد جاسم) الموسومة ب - مربع المواجهة


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 05:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


(مربعُ المجابهة) اسمُ المدونة القصيرة التي امتدت على مدى مئة و أربع صفحات، من القطع المتوسط، الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة (2006م).التي استهلها الكاتب (عباس عبد جاسم) بمقولة النفري الشهيرة (قال لي القراء ثلاثة، فقارئ عرف الكل، وقارئ عرف النصف، وقارئ عرف الدرس)، ليرسم في الإشارة الواضحة، بأنه يتابع دلالاته التي وزعها في النص، ليُعرّف القارئ ما معنى ما يكون به المتلقي فالذي عرف النص هو ذلك القارئ العارف لمعنى ما تكون عليه الرواية، الحق، وعرف الدرس لمعنى ما تكون به أبعادها، الحقة. جاءت في خمس فصول متوالية بأسماء شخصيات الرواية، كذلك جاء كل فصل باسم ثان، (فرعي) سردت بضمير المتكلم (أنا) المقدم نفسه في مفتتح كل فصل.. بهيئة الاعتراف (أنا فلان)، وأخرى بضمير الروائي الآخر الناظر العليم (هو).. بلغة لم تعتمد التصوير الدقيق، كما ألفناه في بقية المدونات الروائية، وتلك خصاصة لها فعاليتها في النظام الروائي قد أجهدت التبرير الموضوعي لما يحدث... ففي هذه المدونة فصول جملية غير مترابطة لا يجمعها سوى النص المكتوب، عبر مطبوع بين دفتي كتاب، وتحت مسميات هي:- (الفصل الأول) عنوانه- (سعيد عبد الباقي)، وله عنوان فرعي آخر(الانفجار)، و (الفصل الثاني)، (سعدي عبد اللطيف- النفق)، (الفصل الثالث)، (احمد المصري- الطيور)، (الفصل الرابع)، (زينب الأمين- المخاض)، و(الفصل الخامس)، (تتمة المتون- مربع المجابهة)، حيث لم يكن (مربع المواجهة) سوى نصٌ تميز بحلاوة دلالته الشكلية، وحسب. ولم يعتمد السردية، بل اعتمد الخطاب المباشر، كونه لم يستند حدثاً واحداً متواصلاً ببقية ليربط بين الأحداث المهمة التي جرت على العراقي كمواطن مستهدف من قبل أعداء بلده، سوى انثيالات نثرية.. فـ (القصة العربية ترتفع إلى مستوى مسئولياتها، فتنهض بعبء التعبير والتقييم، والتوجيه لحياتنا الجديدة – د. غالي شكري ) .. أرادت أن ترسم سيرة بطل عراقي متميز بعراقته.. من هذا الزمان، محددة ما على الراوي من أن يكونه، تارة يسمع عن المروي عنه كإنسان واضح القسمات، و أخرى لهُ نبرة صوت واثقة بين الأصوات، ليمتاز بين أقرانه بشخصية عريقة لها عمق أيدلوجي، و مسار عريق عراقة الإبداع العراقي الجليل.. إذ الشخصية المدونة بدقة (في أية رواية) هي التي تعطي للقارئ نفسها، بكل مسارها الجدلي ضمن الأثاث الروائي، و التقني.. بشفافية، و بيسر مثلما تعطي للباحث وللمحلل مدولولاتها.. شكلا جديدا بتنوع الضمائر الساردة، كأنها اعتمدت حدثاً، و رؤية. وتلك مزية الرواية الحديثة التي كتبها كل من توفرت عنده ثقافة عصره، وحلاوة نهجه.. (الرواية شكل أدبي يزاد خطره وتتنوع أساليبه ويزحزح كثيرا من سلطان الشعر… والرواية المكتوبة لها طاقتها وتطوراتها، وقد أخذت مكان الصدارة في الأشكال الأدبية عالميا وعربيا لأنها الوعاء الأنسب للمرحلة التاريخية التي نجتازها اليوم، واهم سماتها التغيرات السريعة المتلاحقة وتدافع المعتقدات والأيدلوجيات في سباق لاهث على عقول الناس لتوجه تفكيرهم و تصوراتهم، وبالتالي سلوكهم وتصرفاتهم- د. سهير القلماوي (.
حيث سر هذه المدونة مفتوح من الداخل، ولا يقبل التأويل المتعدد.. بمعنى إن القارئ سوف يعرف ما معنى مربع المجابهة، الذي يشير إليه، الاسم، ضمناً - كبيت يسكنه مواطن، له أربع جدران، ويساوي بدلالة الإيواء، البلد - الوطن، الذي يتحدى بمشروعية بقاءه كل الطامعين الأشرار القادمين من الجوار أو من وراء البحار، ومؤكدا إن المجابهة حقيقية من اجل الدفاع عن العرض، والحياض، والمبادئ.. هي أسمى غايات الوجود بدلالة شراسة المدافع عن نفسه.. القارئ في هذا النص لا يتطلب منه أن يكون قارئا عابرا أثناء مسيرة النص، فنقاط التركيز كلها انصبت شكليا ضمن وحدة تناوب الضمائر، ووحدها غير كافية لأجل أن تتجلى خطوط النص الروائي.. فالنص (أي نص) يجعل من متلقيه منتجا كما يؤكده النقاد العالميون أمثال (آيزر، وهانز، وإنغاردن)، لأن القراءة هي عملية جدلية تبادلية مستمرة بين اتجاهين من القارئ إلى النص ومن النص إلى القارئ وتعمل هذه الجدلية دائما على محور الزمان والمكان، والقارئ العربي قد كان واحدا أينما حل، وكل قضاياه هي واحدة.. فان الحرب وجهتها الكبرياء.. (العلاقة بين الإنسان والأرض، علاقة لا تعترف بقانون النسبية، قد يتغير جزء فيها، هنا أو هناك، وقد يتطور معنى من معانيها في موقف دون آخر، ولكنها في حقيقتها تبقى رمزا للثبوت والدوام- د. إحسان عباس ).. يمكننا القول بان اسم الكاتب (عباس عبد جاسم) قد كتب النقد، فأجاد ما أراد أن يقوله بواسطة نصوص غيره، ولم يكن موفقا في نصه هذا، فيمكننا أن نستعير قول النفري الشهير(إذا اتسعت الرؤية.. ضاقت العبارة)، لنقول: إذ اتسعت المواجهة النصية داخل المدونة الروائية، ضاق أمل الخلاص، وعلى الرواية أن تكون رواية بتوفرها على الصنعة، والمران أولا. لكن الإنسان الذي له الحق في قضية ما، يبقى بطموح لا ينتهي.. يميل إلى حقه في كل زمان ومكان.. يبقى النص يواجه الحسم، ولابد من أن يقول شيئا، فهو أن لم يكن التاريخ المدون، فهو التاريخ المسكت عنه.. ودائما النص هو التدوين الحقيقي الذي يصير التاريخ جزءاً منه، فالشكل غير كاف لاعتباره تجنيسا ب(رواية) كالذي اقترحه (نص: مربع المواجهة).. فالكاتب (أي كاتب) يجور في روايته، على أية شخصية يتناولها كشبح غير محدد الملامح، وغير ظاهرة هوية المكان، وما لم يعطها الصورة الواضحة بسرده المتمكن، الدم والموقف. لان الكتابة مشروعية دائمة تتطلب مهارة من كاتبها نحو قارئها، لتكون جديرة بالخلود، وبإثبات حقها لأجل أن تدل على مبدعها؛ فلابد من إشارة ما تدل على عمق علاقة الشخصيات بعضها البعض، وخاصة تلك الشخصيات التي سميت بها أسماء الفصول، فما عدنا نعرف مدى التقاء الشخصيات ببعض البعض.. من بعد أن تسلطت الجملة السريعة، التي بدورها لم تعمق الخطاب الروائي شيئاً، ولم تسفر عن غاياته، إطلاقا، كما لم ترو من ظمأ.. نزلت كأنها إشارات تلميحية عاجلة، مثل التي تودّ استعراض ثقافتها، وحسب.. على الرغم من الشكل الجميل.. ذلك لم يشفع للكاتب إلا قوة حدث لم تدققه الرواية، وإلا أصبح فعلا متناميا جعلنا كقراء لا ننسى الشخصية البطلة، المسلط عليها الضوء لتسفر هي عن زمنها وتاريخها الحقيقي، ومازالت المكتبات الإنسانية حافلة بالعديد من الروايات، التي بإبطالها مازالوا يشخصون ببطولاتهم الفردية لم تنسها الذاكرة، وهي الدروس البليغة التي كنا منها نتعلم، ولم نزل... لأجل أن نصل إلى التمايز (الدلالي/الشكلي) ما بين الرواية كفن وجنس أدبي ونوع، وما تشمله من عناصر ومكونات وأنماط وبيئات مكانية حاضنة للحدث وتداعيات اللحظة التواصلية مع التقنيات السردية ما بين الرواية والتاريخ من جهة، والمجتمع من ناحية ثانية.



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطر (كاظم حسوني) وظمأهُ القديم
- حلمٌ عراقي قد يتحقق
- مساحةُ الثقافة والنشر في الصحف العراقية
- جدلية (يورغن هابرماس) الصارمة
- شفافيةُ السرد في قصص ضوء العشب
- الضحك
- ما ذنب العراقي؟
- عبقريةُ (ماريو بارغاس يوسا) المذهلة
- رواية تحت سماء الكلاب
- رواية العطر لباتريك زوسكند، واقعية كضربٍ من الخيال
- نص وقراءة
- الحكواتي
- الدروب التي لا تصل بطريق
- رواية غايب لبتول الخضيري
- الفكر العربي في محيطه الأسود
- أجوبة الحوار المتمدن للملف
- قراءة في رواية وردة لصنع الله ابراهيم
- الشارعُ السياسيّ بعد غياب المثقف
- لائحة مهرجان بغداد للسينما
- نوبل للآداب والعرب


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد الأحمد - قراءة في رواية (عباس عبد جاسم) الموسومة ب - مربع المواجهة