فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 12:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت المرحومة جدتي تجمعنا بعد العشاء ونحيط بها جالسين على الأفرشة بدون كلام وعيوننا تحدق نحوها حتى نقضي السهرة مع حكاياتها الجميلة وحكايتها الآن كانت عن الإنسان والأسد. فتقول جدتي بعد الصلاة والسلام على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وأصحابه أجمعين) .. إن الإنسان اقتنى أسد صغير وأخذ يعتني برعايته وأصبح كبير الحجم وهو يتحاور معه بالكلام ويشاركه في الطعام وكان يطلق عليه اسم (أبو خميس) وفي أحد الأيام كان الأسد يتناول معه طعام الغداء فقال للأسد .. أبو خميس في فمك رائحة كريهة اذهب اغسل فمك .. فذهب الأسد وتناول الماء ونظف فمه من الرائحة الكريهة وعاد إلى صاحبه وفتح فمه وقال له : هل توجد رائحة الآن فقال له صاحبه كلا لقد نظف فمك من الرائحة الكريهة ... فقال له الأسد اذهب واتي بتلك الفأس ... فذهب صاحبه وجلب الفأس .. فقال له الأسد اضربني في رأسي ضربة شديدة بحيث تجعل الدم ينفجر من رأسي .. فغضب صاحبه وقال للأسد كيف أضربك على رأسك وأنت صاحبي وصديقي ؟.. فأخذ الأسد يزأر بغضب وبعصبية وقال له إذا لم تضربني ضربة شديدة تفجر الدم من رأسي سوف أفترسك .. فخاف صاحبه وضربه ضربة شديدة أحدثت شق في رأس الأسد وفجرت الدماء .. فترك الأسد صاحبه وبعد عدة أيام جاء الأسد إلى صاحبه وقال له : هل شفي الجرح ؟.. فنظر صاحبه إلى رأسه وقال له نعم شفي الجرح ... فقال الأسد لصاحبه وجرح كلامك لم يشفى .. ويقول الشاعر :
جراحات السنان لها التئامُ ولا يلتئم ما جرح اللسانُ.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟