|
العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
عبد الفتاح غانم
الحوار المتمدن-العدد: 1598 - 2006 / 7 / 1 - 11:01
المحور:
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
ان مصطلح العلمانية هو مصطلح حديث، وقد ترافق مع بداية عصر النهضة في اوروبا تحديدا، أي بعد بداية القرن السادس عشر، وقد كانت الكنيسة هي الحاكم المطلق في اوروبا، لانها امسكت بين يديها بالسلطتين الزمنية والدينية، ولأن ما تقوله الكنيسة يعتبر مقدسا ولا يجوز نقضه أو الاعتراض عليه، فأن طلائع العلماء الأوروبيين، سواء علماء الطبيعة ام علماء الفلسفة والفلك وغيرها، قد ذاقوا الآمرين من حكم رجال الكنيسة المتعسفة ضد هؤلاء العلماء، وتبقى في ذاكرة البشرية جمعاء جريمة البابا بالتنكيل بالعالم كوبرنيكس، وجملته المشهورة وهو يذهب للمقصلة،" أنها تدور رغم انف البابا " بينما كانت الكنيسة تعتبر الأرض مركز الكون وان جميع الكواكب تدور حولها. وترافقت الثورة العلمية في اوروبا وصدامها الدموي مع الكنيسة بالثورة السياسية وثورة الاستكشافات على صعيد العالم، والثورة السياسية بالتحديد، خاضت معارك دامية لانتزاع السلطة السياسية من قبضة البابا والكنيسة، ومع نجاح هذه الثورة السياسية واندحار المفاهيم الدينية وعلاقتها بالسلطة السياسية أو الولاية الزمنية، ومع الثورة البرجوازية ودورها في اطلاق حرية الرأي والتفكير، والثورة الثقافية التي ترافقت معها، فأن القوى الإقطاعية والرجعية وجدت ملاذها في الكنيسة وتخندقت في خنادقها، من هنا فأن مفهوم العلمانية في اوروبا ارتبط بنزع سلطات الكنيسة السياسية، وعودتها إلى مهتمها الأساسية متمثلة في الاهتمام بالشأن اللاهوتي لا غير. وفي بلادنا هذه الأيام يربط رجال الدين الإسلامي العلمانية بالزندقة والتكفير، وهم يعرفون أكثر من غيرهم ان ما يدعونه افتراء وكذب صراح، بدليل أنهم مستمرون في تحريضهم ضد الصليبية وضد اليهودية فأذن هم يعرفون ان العلمانية الأوروبية لم تقض على المسيحية وإلا لا مبرر لاستمرار حملتهم على هذه الدول الأوروبية باعتبارها دولا مسيحية، ان رجال الدين أي دين يسعون دوما لتكون كلمتهم هي العليا، وهذه المعركة كانت وما زالت منذ بداية التاريخ وهي مستمرة في أيامنا هذه، ومن المهم هنا ان نركز الاهتمام على الدور الرجعي الذي تلعبه دولة إسرائيل، باعتبارها دولة تقوم على أساس ديني بالرغم من ان جوهرها استعماري استيطاني إجلائي، واستخدم الدين هنا من قبل المركز الامبريالي الاستعماري ومن قبل القيادة الصهيونية للتغطية على الأهداف الاستعمارية والعدوانية والعنصرية لمشروع اقامة هذه الدولة، ان إسرائيل باعتبارها دولة لليهود حسب التضليل الاستعماري الصهيوني تقوم بدور الدينامو من اجل استحضار مقابلها الديني الإسلامي، تحت ادعاء ان نجاح الصهاينة في اقامة دولة إسرائيل باعتبارهم يهودا يفرض على الطرف المقابل اعتماد الدين الإسلامي في مواجهته في هذا الصراع. ان جميع الديانات المعروفة السماوية وغير السماوية، لا تعترف الا بشرعيتها الخاصة ، وتعتبر الديانات الأخرى باطلة وغير شرعية، هذا بالرغم من تناقضها مع ذاتها عند بداية الدعوة الخاصة بكل ديانة ففي الإسلام مثلا نقرأ في القرآن الكريم " قل يا أيها الكافرون ، لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين " ونقرأ أيضا " ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة " ولكنه بعد الانتصار في مكة والجزيرة، " ومن يرتض غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " ويقتل كل من يرفض الدين الإسلامي رجلا كان ام امرأة ، وتفرض على اتباع الديانتين المسيحية واليهودية الجزية باعتبارهم من أهل الذمة. ولا حاجة بنا هنا للاستشهاد بالمعارك الوحشية والضارية التي دارت بين اتباع الديانات المختلفة، ولا حتى بين أبناء الديانة الواحدة واختلاف الطرق والطوائف فيها، ولعل ما يجري هذه الأيام في ايرلندا مثلا بين البروتستانت والكاثوليك، وما يجري في باكستان بين السنة والشيعة يكفي لإعطاء فكرة غنية وثرية عما يمكن ان يترتب على قيام الدول على أساس ديني. ان ابن خلدون يعتبر ان العصبيات التي تطلقها الحركات الغيبية هي من اخطر العصبيات وأشرسها، وهي تتفوق بما لا يقاس على أي عصبية أخرى في حالة الصراع على السلطة أو بعد استلامها السلطة، ان الوحدة مثلا بين إقليمي البنجاب والبنغال وهو ما عرف بباكستان الغربية وباكستان الشرقية، ان هذه الوحدة قامت على أساس الوحدة الدينية الإسلامية، وكان هدف المستعمر البريطاني تقسيم شبه القارة الهندية، والتأسيس لصراع دموي ابدي بين الهنود اتباع الديانة الهندوسية والهنود أبناء الديانة الإسلامية، وقد نجح الاستعمار في مؤامرته تلك ولكن باكستان الشرقية " البنغال " قد دفعت فيما بعد ثلاثة ملايين قتيل لتتحرر من نير التسلط البنجابي " باكستان الغربية " ولعل ذلك يعطي انصع الأمثلة عن وحشية الصراعات المرتكزة إلى العصبية الدينية حتى بين أبناء الديانة الواحدة ، هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فأن أمثال هذه الدول " الباكستان وإسرائيل " لا يمكن ان تكون الا أداة قمع وإرهاب بتصرف المركز الامبريالي العالمي، فالباكستان على سبيل المثال كانت القاعدة الوحيدة التي تنطلق منها طائرات التجسس U 2 على الاتحاد السوفياتي، بالرغم من ادعائها أنها دولة اسلامية، ومطالبتها الشعوب الإسلامية بمساندتها ودعمها ضد الحكومة الهندية وليس ضد الاستعمار والمركز الامبريالي بالتحديد " امبريالية الولايات المتحدة الأميركية " وكانت حكومة الباكستان صاحبة الحظوة لدى الأنظمة الرجعية العربية والإسلامية، وتم تمويل حصول الباكستان على القنبلة الذرية لمحاربة الهند، وها هي حكومة مشرف تعلن حربها ضد أفغانستان وتشكل حليفا من الدرجة الأولى لإدارة بوش الأميركية. اما حكومة إسرائيل فأنها ومنذ بداية المشروع الصهيوني في نهاية القرن التاسع عشر، وحتى اليوم، العدو المضمون للحركة التقدمية في العالم، ويفاخر شارون بأنه سيمارس ضد الفلسطينيين نفس ما كان يمارسه هتلر ضد اليهود ابان سطوة الحكم النازي، ولا يجد من يحاكمه كمجرم حرب هو والجنرالات القتلة في الكيان الصهيوني لأن الحماية الامبريالية تحميه من أي مساءلة أو ممارسة عنصرية. من هذه المقدمة نستطيع ان نتفهم أسباب نزول الوحي الرباني على الرئيس جورج دبليو بوش هذه الأيام، بحيث يدعي انه يوميا يتلقى أوامر الرب ويعمل على نشر " الخير والفضيلة والديمقراطية " بأوامر الرب وهو ليس بحاجة حتى لأخذ رأي والده الرئيس الأميركي جورج بوش،عندما نوى غزو واحتلال العراق، ويشاركه في هذه المهمة الربانية شريكه في الإجرام توني بلير، وكل الحركة المسيحية الأصولية في أميركا، والصهاينة في الإدارة الأميركية الذين يبيحون لأنفسهم القيام بالحروب الاستباقية، وتزوير المعلومات واختلاقها من اجل تبرير غزو العراق واحتلاله وقتل أطفاله واغتصاب نسائه ورجاله من اجل نشر وتعميم الخير والفضيلة والديمقراطية واعتبار الآخرين محاور للشر في الوقت الذي يوحي بأن إدارته الأميركية هي محور الخير. ان نضال البشرية عبر القرون، هدفه انتزاع حريات الشعوب من حكامها ومستغليها، وتوفير الحرية والحياة الكريمة لبني البشر، ولن تدعي أي جهة مهما كان انتماؤها أنها احرص على الشعوب وانها تحكم بالنيابة عنها، بل ان الشعوب في نضالها ومحاولة انعتاقها هي الأقدر على تشخيص أوضاعها ورسم مستقبلها بنفسها، خاصة بعد ان جربت العديد من أنماط الاحكام السياسية سواء الفردية أو الملكية أو الجمهورية أو حكم الحزب الواحد، وحكم العائلات الملكية الدينية وغيرها وغيرها، ومن خلال التجارب المريرة، فان النظام الديمقراطي العلماني هو الأكثر ملائمة للتطور البشري وسعادة الناس على كوكب الأرض. ان العلمانية بالمفهوم السياسي ليست حركة الحادية وليست حركة كافرة لكن العلمانية لا تبيح لرجال الدين " رجال الكهنوت " التدخل بالسياسة والسعي لحكم الشعوب، لأن جميع التجارب على هذا الصعيد اتسمت بالمجازر الدموية الوحشية ونكلت بالمفكرين والفلاسفة الأفذاذ، ان الدين في المفهوم العلماني لله، وهو علاقة خاصة بين الإنسان وربه، والإنسان له مطلق الحرية في اعتناق الديانة التي يقتنع بها، ومن حقه تغيير ديانته إلى ديانة أخرى، أو الا يكون متدينا، وهذا اذا اعتمد الأساس الديني في الحكم فأنه يستوجب القتل أو التوبة العلنية، ان العلمانية لا تمنع المرأة من الزواج ممن تحبه بغض النظر عن دينه، وطبعا هذه من المحرمات في جميع الديانات المعروفة، والعلمانية لا تفرق بين المرأة والرجل، ولا تقسم المجتمع إلى طبقات وفئات مجتمعية لا يجوز لطبقة ان تندمج في الطبقة الأعلى أو ان تكون هناك طبقات المنبوذين...الخ ان في مجتمعاتنا منظمات الإسلام السياسي على سبيل المثال، وهي ترفع شعارها " الإسلام هو الحل " وهذا الشعار العام يوظف الدين بشكل انتهازي وخبيث مستفيدا من عواطف عامة الشعب المتدينة، ليحشدها كجمهور تأييد ومساندة لمثل هذه الحركات، وفي حالة الاستجابة والتأييد، فأن الحركة السياسية تجر هؤلاء ليحاربوا في أفغانستان كجيش لأميركا في صراعها مع الاتحاد السوفياتي، ويعتبرون ذلك جهادا وتقربا إلى الله، انهم بذلك يساهمون في هزيمة حليف شعوبهم المستعمرة من قبل الامبريالية الأميركية، وقد نجحت الإدارة الأميركية في هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، ولكن هؤلاء المجاهدين هزموا أنفسهم هم أيضا، ورزحت شعوبهم وأوطانهم تحت وطأة أقسى من السابق من قبل الامبريالية الأميركية، بل ان إدارة بوش هذه الأيام تعتبر العرب والمسلمين هم أعداؤها الأول في حربها على إرهاب العالمي، وتدمر بلدانا اسلامية وعربية تحت هذه الذريعة الزائفة. هل قامت منظمات الإسلام السياسي بمراجعة لما اقترفته في أفغانستان، كلا بالطبع، بل ان جهادها في أفغانستان محسوب عند الله سبحانه وتعالى؟!! اما شعوبهم فحسابها عند الإدارة الأميركية المزيد من المجازر والقتل والتنكيل، كما يجري هذه الأيام في فلسطين والعراق وغيرها من بلدان العرب والمسلمين. ولعلنا لن نذهب بعيدا ولن نغالي اذا قلنا ان حبلا صريا يربط هذه المنظمات الإسلامية وبين امبريالية الولايات المتحدة الأميركية، وهنا قد يصرخ في وجوهنا احدهم وهو يرتعش ويرتجف : كيف ذلك وجيوش بوش ومخابراته يطاردون " المجاهد " بن لادن والظواهري وغيرهم وغيرهم وقد استشهد الزرقاوي شهيد الأمتين على أيدي الأميركيين في العراق قبل أسابيع قليلة، الا تتقون الله فيما تلفقونه من أكاذيب، ان هذا هو الكفر بعينه، ويستعيذ بالله ويبيح الدماء ويبشر من يقتل أمثالنا بأن له الجنة. نحن هنا نسأل هؤلاء الم يكن بن لادن صنيعة الأميركيين؟ الم تغدق عليه الولايات المتحدة وأدواتها العربية والإسلامية ما يزيد على 100 مليار دولار اثناء الحرب الأميركية في أفغانستان؟ هل سمع أي شخص في العالم ان إدارة بوش كانت ذات يوم على علاقة ما مع أسامة بن لادن؟ بالقطع لا تنبس الإدارة الأميركية حتى اللحظة ولو بجملة واحدة عن العصر الذهبي مع بن لادن، ترى ما السبب ؟ هل تخاف إدارة بوش من القاعدة وزعيم القاعدة ؟ وهل ذبح الأبرياء في العراق على يد الزرقاوي هو الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الأميركي؟ وأخيرا هل ذبح الديبلوماسيين الروس والدفاع شرعا بأن الإسلام يبيح ذبح أمثال هؤلاء ، هل هذه هي الصورة التي تجلب الدعم للمقاومة الوطنية الباسلة في العراق؟ هل يجوز للزرقاوي ان يقتل المدنيين في الأردن ويقتل العشرات وهم يقيمون عرسا لأحد أبنائهم تحت ذريعة ان الفندق مكان الانفجار يؤمه إسرائيليون وأميركيون من رجال الأمن، هل من حق الزرقاوي ان يكفر أكثر من نصف الشعب العراقي لأنهم شيعة وهم الأكثرية، وهم مشهود لهم بالوطنية ومحاربة الاستعمار والاحتلال؟ هل الموقف من عبد العزيز الحكيم أو قوات بدر تبيح للظواهري وبن لادن والزرقاوي ان يكفروا هذه الملايين من أبناء الطائفة الشيعية المناضلة؟. ان الحكمة والعقل لا تجيز ما يذهب إليه بن لادن واتباعه ن وهل الدعوة للجهاد ضد المسيحيين لا يخدم بوش وبلير وإضرابهما؟ وهل شارون واولمرت والقيادات الصهيونية لا يفركون أيديهم فرحا لهذه الدعوات الهستيرية التي تدعو للجهاد ضد الصليبية واليهودية، وتنعت اليهود بأنهم أبناء القردة والخنازير والأخطر ان هذه الحركات تعطي شرعية بطريقة غير مباشرة لدولة إسرائيل باعتبارها دولة لليهود، لانها تدعو إلى دول اسلامية هنا وهناك من الوطن العربي وفي الدول الإسلامية. نعم ان العلمانية تريد لرجال الدين ان تقتصر دعوتهم ونشاطهم في المسائل الدينية والا يزجوا ويوظفوا الدين في السياسة، ولذلك يشن رجال الدين حربهم الرهيبة ضد العلمانية والعلمانيين، وقد أفتى الشيخ يوسف القرضاوي قبل عدة سنوات ومن فضائية الجزيرة القطرية بأن من حق ولي الأمر ان ينفذ حكم الإعدام بالعلماني بعد ان يطلب منه التوبة لمدة ثلاثة أيام فأن أبى التوبة قتل شرعا!!! وهذا الشيخ من القيادة العالمية للإخوان المسلمين وكثيرين من إتباعهم ومحازبيهم يعتبرون فتاويه غير قابلة للنفي وهو مرجعيتهم على هذا الصعيد. ان التجارب الملموسة لحركات الإسلام السياسي في بلادنا لا تبشر بالخير، وهذه تجربة الإخوان المسلمين في مصر ناطقة بلسان فصيح عن المدى الذي يمكن ان تجسده مثل هذه الحركات، فبعد حفلات الذكر والدروشة في الإسماعيلية التي ابتدأها الأستاذ حسن البنا، انتبهت له في ذلك الحين الإدارة البريطانية الاستعمارية، وساعدته ب 500 جنيه مصري بعد حين تشكلت جماعة الإخوان، ونادوا بفاروق خليفة للمسلمين، وشكلوا الجهاز السري للاغتيالات، وقاموا بقتل النقراشي باشا، وقام النظام الملكي بقتل حسن البنا، وفي عام 1955 حاولوا اغتيال جمال عبد الناصر وجرت بينهم وبين النظام معركة شرسة، ولكن العدوان الثلاثي، ومعركة السد العالي، وتأميم قناة السويس، ومعركة عبد الناصر ضد الأحلاف ووحدة مصر وسوريا لم تكن كافية لتقوم حركة الإخوان المسلمين بمراجعة مواقفهم وتصحيحها من نظام بلدهم الذي أصبح عبد الناصر في ذلك الحين الرجل الأول في القارة الإفريقية " أبو إفريقيا " وشخصية وطنية ثورية على صعيد العالم من خلال حركة عدم الانحياز ومؤتمر باندونغ، بدلا من كل ذلك وثقوا علاقاتهم مع الأنظمة الرجعية العربية وساهموا وأيدوا انفصال الوحدة بين مصر وسوريا، واعتبروا هزيمة حزيران 1967 عقابا من الله لنظام الفرعون الكافر جمال عبد الناصر، ولم ينبسوا بكلمة واحدة ضد ما جرى باعتباره عدوانا أميركيا – صهيونيا ضد الأمة العربية، بل ان احد الأقطاب منهم " الشيخ اسعد بيوض التميمي " كان يقول بالصوت المرتفع " انا قلت لو انتصر عبد الناصر لا يكون القرآن من عند الله" وبانتصار موشيه ديان ثبت لأمثال هؤلاء ان القرآن من عند الله... بعد ذلك تحالف الإخوان المسلمون مع الرئيس السادات، وذلك من اجل مواجهة الناصريين والشيوعيين والتقدميين المصريين، ولا نعتقد ان هذه التحالفات والمهام تشرف القائمين بها. اما تجربة الإخوان المسلمين في الأردن وسوريا، ففي الأردن وقف الإخوان المسلمون مع النظام الأردني من اجل الانضمام إلى حلف المعاهدة المركزية عام 1955 وقد كانوا شركاء مع قائد الجيش الأردني يومها البريطاني باجوت كلوب وأطلقوا النار على المتظاهرين المناهضين للحف الاستعماري اثناء زيارة سيسكو نائب وزير الخارجية الأميركية عام 1955، وقتل عدد من المتظاهرين في تلك المظاهرات، وظلوا حلفاء للنظام إلى يومنا هذا وحتى الصدامات الدموية في مجازر أيلول الأسود عام 1970 ، بين المقاومة والنظام الأردني، لم تؤثر على حلف الإخوان المسلمين مع النظام الملكي في الأردن، وفي سوريا كان دور الإخوان المسلمين معاديا للوحدة بين مصر وسوريا، وعندما قام الرئيس الأسد ببناء تحالف مع الاتحاد السوفياتي عام 1980 قام الإخوان بتفجير الوضع الداخلي في سوريا، وجرت مذابح مروعة بينهم وبين نظام البعث هناك في نفس الوقت الذي كانوا يتحالفون فيه مع نظام البعث في العراق. وفي الجزائر وبعد فوز جبهة الإنقاذ في الانتخابات في الجزائر، صرح السيد المدني المرشد العام للإخوان هناك " ان الديمقراطية ليست من الإسلام في شيء" مما أعطى الذريعة للقيادة العسكرية كي تنقض على الإخوان ونتائج الانتخابات ويغرقون الجزائر في بحار من الدماء كلفت هذه المعارك أكثر من 150 ألف قتيل وما زالت أزمة الجزائر مستمرة حتى اليوم. أخيرا لا بد من المرور على تجربة الحركة الإسلامية في تركيا وفي إيران، ففي تركيا نجحت الحركة الإسلامية في الانتخابات وهي تحكم تركيا بنظامها العلماني، ولكن القواعد الأميركية موجودة بكل الأمان والسلامة على الأرض التركية، وتعتبر التجربة التركية متقدمة على صعيد التعددية والحريات الحزبية على غيرها من الحركات الإسلامية التي استلمت الحكم في البلدان الإسلامية، مع الأخذ بعين الاعتبار ان تركيا هي الحليف الاستراتيجي لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط. أخيرا أيضا فأن تجربة الثورة الإيرانية، ومناهضتها للامبريالية الأميركية والإطاحة بنظام الشاه التابع للإدارة الأميركية، شكلت نهوضا عاما في المنطقة، وفي نفس الوقت فان الثورة قامت بسحق كافة الأحزاب والقوى التقدمية حتى بقى النظام في إيران هو نظام اللون الإسلامي الواحد، وقد كانت حرب الثمان سنوات مع النظام العراقي حربا تدميرية مكلفة خسر فيها الشعبان الإيراني والعراقي حوالي مليونين من البشر بالإضافة للخسائر المادية التي قدرت بمئات المليارات من الدولارات، وما زال النظام الإسلامي في إيران يشكل نظام مقاومة وممانعة للهيمنة الأميركية بالرغم من انعدام الحريات والتعددية السياسية فيه، وهذه النقطة هي كعب أخيل هذا النظام من وجهة نظري، ولها انعكاساتها السلبية على ما يجري في العراق هذه الأيام. أما هنا في فلسطين فإن تجربة الحركة الإسلامية تحتاج إلى وقفة خاصة ربما تفرضها خصوصية القضية الفلسطينية والساحة الفلسطينية، تاريخيا كانت هذه الحركة تتبع جماعة الإخوان المسلمين في كل من الأردن " الضفة " ومصر " قطاع غزة " وكانت مواقف الإخوان هنا انعكاس لمواقف الإخوان في الأردن ومصر، في الضفة الفلسطينية وفي الخمسينات شاركوا باجوت كلوب والنظام الأردني في مواجهة الحركة الوطنية الأردنية، وفي قطاع غزة شاركوا الإخوان المسلمين المصريين معركتهم ضد عبد الناصر، وكانت لهم مواقف خاطئة ولا تخدم قضيتهم الوطنية، وقد هاجر عبد الله عزام من فلسطين المحتلة " ليجاهد " ويقود المجاهدين لتحرير أفغانستان بدلا من قيادتهم لتحرير القبلة الأولى للمسلمين ومسرى الرسول " ص " في القدس الشريف. لقد استمرت حركة الإخوان المسلمين هامشية حتى شاركت فصائل الثورة الفلسطينية في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبقيت دون المستوى المطلوب حتى انخرطت في العملية الديمقراطية الفلسطينية، وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة حصدت حركة حماس الغالبية من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، والمستقبل مفتوح امام حركة حماس والجهاد الإسلامي اذا ما تم اعتماد سياسة وطنية تتعاطى مع الواقع والخريطة السياسية فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا، ودون ذلك فأن الحركة الإسلامية لن يقدر لها الاستمرار بنفس معدلات النجاح في السنوات الماضية. ان جميع القوى في بلادنا سواء كانت علمانية أو قومية أو وطنية أو دينية لا يمكن ان يستقيم عودها الا اذا كان الهدف المركزي هو النضال لتحرير الوطن من الاحتلال الإسرائيلي، وحيث اننا ما زلنا في مرحلة التحرر الوطني ، فالجميع مطالب باعتماد الديمقراطية كأساس للعلاقات البينية لجميع الفصائل والأحزاب الوطنية الفلسطينية، ومن هنا استطاعت حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس ان يصححا مواقف الحركة الإسلامية، ويصوبا اتجاه الرمح المقاوم للاحتلال ويبقى الامتحان الأصعب، وهو ديمقراطية هذه الحركات وعدم اعتماد الفتوى في العمل السياسي، لأن الفتاوي لن تتلائم مع صراع معقد مثل الصراع العربي – الصهيوني، وإنما الأمر يتطلب سياسة جامعة شاملة تأخذ متغيرات الواقع يوما بيوم بعين الاعتبار، والا كانت وبالا على نفسها وعلى شعبها وهذا ما لا يقره دين ولا عقل على كل حال. ان مجرم الحرب جورج دبليو بوش يدعي ان غزوته للشرق الأوسط واحتلال للقطر العراقي، انما جاءت لنشر الحضارة وتكريس الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير، ولكن الماء تكذب الغطاس كما يقولون، وإذا الديمقراطية الأميركية هي عبارة عن التعذيب بالكهرباء، واغتصاب الرجال والنساء، وقتل المعتقلين الأبرياء في التحقيق، حتى أصبح سجن أبو غريب في العراق وسجن غوانتنامو عناوين للوحشية الأميركية ، وتعالت الأصوات داخل المجتمع الأميركي من اجل إغلاقهما ومسح وصمة العار من جبين الامبريالية الأميركية، وتذكرنا جرائم بوش والإدارة الأميركية اليوم بالسجل الأسود للإدارات الأميركية السابقة طيلة القرن العشرين، فهذه الإدارات وخاصة في البلدان العربية لم تقم العلاقات الحميمة الا مع الأنظمة الديكتاتورية والرجعية، فمثلا تعتبر العلاقة الأميركية – السعودية نموذجا في العلاقات الحميمة بين الولايات المتحدة والدول العربية، وفي مملكة آل سعود يمنع المواطنون منعا باتا من الحديث في السياسة، ناهيك عن الحق في تشكيل أحزاب سياسية، ويساق الناس بالعصا كالبهائم لأداء فريضة الصلاة، من قبل زبانية النظام " جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " وتمنع المرأة من السفر الا بعد اخذ الاذن من ولي الأمر، ولا يسمح لها بالسفر الا ومعها " المحرم " وممنوع على المرأة ان تقود السيارة، وحرام على المرأة ان تلبس البنطال، وتقطع أيدي السارق في الأسواق العامة، اما لصوص الأسرة المالكة فحدث ولا حرج، ويستطيع ولي العهد مثلا ان يدفع سبعة ملايين دولار في الليلة الواحدة على طاولة القمار الخضراء، كما فعلها الأمير فهد في النمسا قبل ان يكون ملك وخادما للحرمين الشريفين!!! وكل من يعارض النظام السعودي تلقي به الطائرات في صحراء الربع الخالي، ويقولون بعد ذلك " الله تولاه " وآخرين من المعارضة تأخذهم زبانية النظام وتقتلهم في الصحراء وتترك جثثهم طعاما للوحوش والطيور الجارحة، وآخرين من المعارضة يسجنون تحت الأرض، بدون أي عناية أو اشراف للهيئات الدولية، وتقول روايات لشهود عيان ان أظافر بعض المعتقلين كانت تصل حتى نصف متر!!! وتعلن الإدارات الأميركية المتعاقبة الحرب الوحشية على أي نظام للتغيير من الأوضاع العربية المزرية، مثلا الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون كان يشارك عام 1970 في مناورات الأسطول السادس في البحر الأبيض المتوسط، وكانت هذه المناورات تحمل تهديدات لنظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر وتترافق مع مجازر أيلول الأسود في الأردن ضد المقاومة الفلسطينية، يومها كان الرئيس الأميركي يقول : انني احتاج إلى شم البارود في هذه المنطقة " وفور ورود نبأ وفاة الرئيس المصري يومها قطع مشاركته في المناورة وقال : " الآن لا ضرورة لرائحة البارود في الشرق الأوسط". ان الديمقراطية العلمانية لا يمكن ان تتعايش أو تنمو في تربة الأنظمة القمعية والديكتاتورية وأنظمة العائلات الحاكمة المقدسة، كما ان الديمقراطية الحقيقية والعلمانية لا يمكن ان تكون الا في مواجهة مثل هذه الأنظمة، وبالأساس في مواجهة المركز الامبريالي العالمي – امبريالية الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، والأساس الذي نستطيع القياس عليه والبناء، انما يتمثل في مقدار التناقض مع جوهر النظام، الرأسمالي، هذا النظام الذي أصبح هذه الأيام يشكل خطرا على استمرارية الحياة على كوكب الأرض ان لم يكن وجوده يتناقض مع استمرار توفر شروط الحياة نفسها، للبشر والشجر والحيوان، ان النظام الرأسمالي يخرب الشروط المناخية لكوكب الأرض – الاحتباس الحراري وتخريب طبقة الأوزون ، ويدمر الحياة الطبيعية كما يجري في غابات الأمازون، بما يهدد بتغييرات مناخية مدمرة – إعصار كاترينا والتسونامي وغيرهما – وتبتكر مختبراته من الأوبئة والفيروسات وأسلحة الدمار الشامل البيولوجية ما يكفل انتشار الأوبئة وغيرها وغيرها ، مثل الايدز، وجنون البقر، وفيروس أنفلونزا الطيور،...الخ ان أي حركة سياسية وخاصة الحركات الدينية، من خلالها تقديسها للملكية الخاصة، انما تلتقي في الجوهر مع الامبريالية، ومن هذا المنطلق فأن أصحاب اللاهوت الثوري في أميركا اللاتينية، انما يشكلون بداية الثورة الحقيقية، داخل المؤسسة الدينية ذاتها، وهم يتمثلون جوهر الدين بإنسانيته وأخلاقه، وقد تلاقت هذه الحركة في القارة اللاتينية مع الحركات الاشتراكية الديمقراطية ، وهناك نهوض ثوري عام في هذه القارة، وهذا النهوض يرتكز للجماهير الشعبية ويتسلح بهذه الجماهير وهو ينعتق من القيود الامبريالية وعولمتها المتوحشة، وكذلك فأن الحركة الشعبية الاجتماعية في العالم تشكل بداية ثورة عالمية ضد وحشية الرأسمال، وتشكل قفزة في تاريخ البشرية المعاصرة بقصد الانعتاق من قانون الأمركة غير الإنساني. العلمانية والدولة الحديثة: تتلاقى روافد الحركات التحررية في العالم، سواء حركات التحرر الوطني والقومي في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، امام الحركات الاجتماعية والعمالية في البلدان الرأسمالية، ومنظمات المجتمع المدني من كل القارات، والحركات الثورية والديمقراطية، تتلاقى هذه الروافد من كل البلدان والقارات وتتجمع في التيار العالمي المتمثل بالحركة الاجتماعية التحررية، وهي تقاوم تخريب البيئة، واجراء التجارب النووية في المحيطات والبحار ومنع الدول التي تنوي تلويث مياه البحار والمحيطات بالنفايات النووية، والكيماوية، وتجارب العولمة التي هي الأمركة باللغة المباشرة، وتقاوم قانون التجارة العالمية، ونهب ثروات العالم الثالث، كما تقاوم الحركات العنصرية والاحتلال كما هي حال الحركة الصهيونية والاحتلال العسكري الإسرائيلي، وتقاوم سياسة التمييز العنصري وتفرض الحصار والمقاطعة على من يمارسون هذه السياسة ، كما هو حال النظام الإسرائيلي واعتماد سياسة الابارتهايد " التمييز العنصري " ضد الشعب الفلسطيني، وقد بادرت منظمات أهلية وكنسية في الولايات المتحدة الأميركية وأعلنت الحملة العالمية لمناهضة سياسة التمييز العنصري الإسرائيلية، ولبى هذه الدعوة الأكاديميون والجامعات والكليات البريطانية واتخذت قرارا بمقاطعة الجامعات والأكاديميين الإسرائيليين لسكوتهم وتأييدهم لسياسة التمييز العنصري التي تعتمدها حكومتهم ضد الشعب الفلسطيني، ولبت النداء أيضا المنظمات الأهلية والعمالية في كندا، وقررت نقابة عمال اونتاريو إعلان المقاطعة على البضائع الإسرائيلية حتى تعترف الحكومة الإسرائيلية بحق تقرير المصير وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم وممتلكاتهم، وما زالت حركة الحصار والمقاطعة لدولة إسرائيل العنصرية في بداياتها ومن المتوقع والمؤكد أنها ستستمر وتتعاظم حتى يندحر هذا النظام ويلاقي مصير نظام التمييز العنصري البائد في جنوب إفريقيا. ان هذه الحركات المجتمعية والتحررية والوطنية والقومية والعمالية، ومن خلال التجارب المريرة في كل القارات، قد تبلورت لديها ونضجت تجربتها لتكتشف زيف الديمقراطية الليبرالية، وهشاشة نظام الحزب الواحد، وإفلاس النظام الامبريالي الرأسمالي، وكل هذه التجربة الثرية ترشح العلمانية والديمقراطية العلمانية أساسا لتشكل خشبة الخلاص للبشرية، وفي مثل هكذا نظام فأن الجميع في أي بلد أحرار فيما يختاره كل فرد من عقائد سياسية أو دينية أو ثقافية...الخ ، وتستطيع أي مجموعة من السكان ان تشكل الجمعيات والأحزاب والاتحادات التي تلبي مصالحها، طموحاتها وتشكل الإشباع الروحي لها وهلم جرا، ان عالم اليوم والمستقبل لا يمكن ان يعود القهقرى إلى الحركات الديكتاتورية، والاستعمارية والأصولية الرجعية، ان عالم اليوم والمستقبل هو عالم الحرية والديمقراطية، عالم الفرح والسعادة، بعيدا عن استعمال عصا التخويف والتربية بالعصا، سواء كانت هذه العصا عصا مجتمعية، أو سلطوية أو دينية، ان الديمقراطية العلمانية هي المرشحة لحل الجرائم التي أوجدتها الامبريالية ونظام الرأسمالية في عالمنا. ان الصراع العربي – الصهيوني على سبيل المثال، لن يجد الحل الإنساني والعادل لهذا الصراع الا من خلال دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية، هذه الدولة التي لا تهدد أي طرف من إطراف الصراع بالإبادة المستحيلة التحقيق، وإنما تبني نظاما جديدا في فلسطين، أساسه العدل والمساواة وعدم التمييز بين العرب والإسرائيليين، وهذه هي طريق السلامة للجميع، وهذا ما يضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم ويضمن الأمن والأمان للإسرائيليين الذين كان إباؤهم ضحايا الاضطهاد والظلم في أوروبا الرأسمالية، وصار لهؤلاء الضحايا ضحايا جدد هم أبناء الشعب الفلسطيني، ان الرأسمالية غير مؤهلة لحل مشاكل الأقليات والشعوب وأبناء الطوائف الدينية التي تعاني الاضطهاد والتمييز والقمع. ان النظام الديمقراطي العلماني هو الكفيل بحل مشكلة الشعب الفلسطيني الذي طرد من وطنه بقوة الحديد والنار والإرهاب، وهو كفيل بحل عقدة أبناء الطائفة اليهودية الذين اضطهدوا ثم صاروا يمارسون نفس الممارسات العنصرية التي مارسها هتلر ضد اليهود، ان ما يقوله شارون هو بالضبط الحل الرجعي للرأسمالية المتوحشة، وهل بمثل هذه الحلول يضمنون أمل اليهود الذين جلبوهم من شتى إنحاء الكرة الأرضية إلى فلسطين؟ ان ستة عقود تقريبا هي عمر الدولة الإسرائيلية تكذب مصداقية مثل هذه الحلول الاستعمارية ، لأن المواطنين الذين انتزعوا من بين الشعوب التي ينتمون إليها واستوطنوا فلسطين يعيشون طيلة العقود الستة في حروب وصراع دموي مستمر. ان حل الصراع العربي – الصهيوني لا يمكن ان يستقيم ويكون حلا راسخا الا من خلال قيام الدولة الديمقراطية العلمانية، التي تضع الدين حيث يجب ان يكون بعيدا عن الشأن السياسي، وبفتح المجال الرحب والواسع للإسرائيليين والعرب الفلسطينيين ليعيشوا معا متساوين ويبنون مستقبلهم ومستقبل أبنائهم بشكل واثق وسعيد.
#عبد_الفتاح_غانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مذكرة حول الازمةالوطنية الراهنة
-
الحوار الوطني...او الانتحار الوطني
-
الحوار الوطني الفلسطيني
-
الزرقاوي في بلاد العجائب
-
ديانات جديدة...انبياء جدد!!!
-
الظواهري جندي أمريكي وقاضٍ إسلامي لتخوين المناضلين
-
حماس والخيارات الصعبة
-
العلاج بالصدمة الانتخابية
-
الانتخابات التشريعية الفلسطينية خطوات للوراء بدون أي خطوة لل
...
-
ميليس يفضح هشاشة الأنظمة العربية
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
ما بعد الإيمان
/ المنصور جعفر
-
العلمانية والدولة والدين والمجتمع
/ محمد النعماني
المزيد.....
|