أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل معتوق - القانون الدولي وحقوق الإنسان














المزيد.....

القانون الدولي وحقوق الإنسان


خليل معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 467 - 2003 / 4 / 24 - 05:42
المحور: حقوق الانسان
    


1-3
المحامي خليل معتوق
من الملِّح جداً وضع حد للاستهتار بالشرعية الدولية، ومن الضرورة وضع هذه االشرعية تحت سلطة قضاء دولي مستقل وفعال يحظى بالثقة. فالقانونين الدولي والدولي الإنساني بحاجة إلى هيئات قضائية ذات مصداقية. تتمتع بالاحترام والثقة وتسهر على حسن تطبيقهما. وخاصة بالنسبة للجرائم الأكثر خطورة كجريمة الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجريمة العدوان، هذه الجرائم الفظيعة التي تهز الضمير الإنساني.
إن اختلال موازين القوى على الساحة الدولية والعولمة المتوحشة وتداعياتها التي تقودها الإدارة الأمريكية حالت دون الالتزام الفعلي بقواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة والخروج على قرارات مجلس الأمن.
وإن أهم الثغرات في مجال القانون الدولي والدولي الإنساني ومعاهدات واتفاقيات حقوق الإنسان افتقارها إلى آليات دولية فعّالة قادرة على إقامة العدل وإنصاف المظلومين وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والتأسيس لمبدأ سيادة القانون الدولي، وإلى آليات قادرة على ردع مرتكبي الجرائم الفظيعة ضد الإنسانية بأشكالها المختلفة ومنها جريمة العدوان الأخيرة على العراق التي تقودها الولايات المتحدة و بريطانيا، وقادرة على ملاحقة المجرمين وعدم تمكينهم من الإفلات من العقاب وإسقاط حصانتهم وتكبيدهم مسؤولية تعويض الضحايا المدنيين، وإن كانوا في مواقع المسؤولية السياسية أو العسكرية.
ولا شك أيضاً أنه، أصبح من الضروري جداً تكاتف جهود جميع قوى الخير في العالم من أجل إقامة العدل واحترام حقوق الإنسان لتوفير آلية فعالة للحماية والإنصاف لمواجهة تحديات العولمة المتوحشة واختلال التوازن العالمي بسبب قوى الهيمنة والتسلط العسكري والاقتصادي والتكنولوجي.
وإن وجود سلطة قضائية مستقلة وفعالة ونزيهة على المستوى الدولي يوازي في أهميته استقلال السلطة القضائية في كل دولة، ويعادله من حيث الأهمية في ترسيخ الديمقراطية وضمان العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان. وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع وإفساح المجال لتحقيق التنمية والتقدم والازدهار.
إن هذه المطالب الإنسانية التي تصطدم بمعارضة قوى الشر تجد كل التأييد والمساندة من شعوب العالم ودوله وكل الأفراد ذوي الضمائر الحية التواقين إلى عالم يسوده سلام عادل ويتمتع فيه بنو البشر بالكرامة والحقوق ويجدون فيه الفرصة للعطاء وتحقيق الازدهار والتقدم.
والمحكمة الجنائية الدولية هي دليل تصميم الشعوب على التصدي لمظاهر التعسف والتسلط والهيمنة وللحد من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان.
وتختلف المحكمة الجنائية الدولية عن محكمة العدل الدولية التي تختص بالمنازعات بين الدول من حيث إنها هيئة قضائية ذات سلطة وصلاحية دولية لمحاكمة الأفراد التابعين إلى إقليم أو دولة طرف في المحكمة على انتهاكاتهم الفظيعة لحقوق الإنسان والقانون الدولي كما تختلف عن المحاكم الجنائية الدولية السابقة من حيث أنها ليست مؤقتة أو محدودة جغرافياً مثل محكمة طوكيو ومحاكم نورمبرغ ومحكمة يوغسلافيا السابقة ومحكمة برواندا.
والآن بعد أن تحول حلم المحكمة الجنائية الدائمة إلى حقيقة واقعة بعد أن اكتملت التصديقات الستون الأولى اللازمة لدخول المحكمة حيز النفاذ في 11/4/2002.
وتم إقرار مشروع النظام الأساسي في مؤتمر روما الدبلوماسي الذي عقد من 15 حزيران إلى 17 تموز 1998 بالعاصمة الإيطالية روما ذلك النظام الذي يقضي بأن تدخل اتفاقية المحكمة حيز النفاذ بعد ستين يوماً من تصديق الدولة رقم 60.
ولكن نظامها تشوبه بعض نقاط الضعف التي تثير قلق المعنيين. منها أنها ليست قضاءاً دولياً له ولاية عامة إذ يستثني من إطار صلاحياتها الأفراد من مواطني الدول غير الأطراف في المحكمة.
كما أن مجلس الأمن يملك حق طلب تأجيل النظر بالقضايا مدة 12 شهر قابلة للتجديد وبالتالي تعطيل عمل المحكمة إضافة إلى إفساح المجال للدول بإيراد طلب استثنائها من صلاحيات المحكمة مدة سبع سنوات بعد التصديق على النظام الأساسي للمحكمة. ولا بد من السعي لتعديل هذه النصوص، ولكنها بالتأكيد لا تقلل من أهمية إنشاء المحكمة من حيث المبدأ والدور الذي يمكن أن تلعبه في إرساء مبادئ القانون الدولي وتعزيز احترامها وتطبيقها وفقاً لأسس موضوعية عادلة ومنصفة وعامة.
إن الغاية السامية للمحكمة الجنائية الدولية لابد أن تواجه معارضين ولابد أن تتعرض لمحاولات عرقلة وتقييد وإفساد، ولكن الإرادة الصلبة للشعوب والدول صاحبة المصلحة في حماية الإنسانية من هذه الفظائع ستحول دون ذلك.
وحتى نتمكن من النهوض بمسؤوليتنا في هذا المجال لابد لنا من الانخراط في هذا الجهد الدولي بوعي وفعالية كما لابد لنا من آليات للمتابعة على المستوى الوطني وعلى المستوى العربي أهلياً ورسمياً ولابد لنا من المعرفة العلمية التفصيلية التي تمكننا من الإسهام الجدي في تحديد مسار المحكمة الجنائية الدولية وفي تطوير أدائها وتعزيز دورها الذي يتطلع إليه الأفراد ضحايا الانتهاكات، والشعوب ضحية الجرائم، ولابد لنا من وعي لمصالحنا وتعزيز إمكانيات الدفاع عن حقوقنا من خلال تجسيد وتكييف قضايانا بما يمكننا من طرق باب العدالة الدولية لرفع المعاناة والظلم عن الشعوب المقهورة وخاصة في العراق وفلسطين.
_____________________
سقط سهواً اسم المحامي خليل معتوق كاتب مقال «مؤتمر العدالة العربي الثاني» المنشور في العدد السابق. فعذراً من الكاتب والقراء.

***************

الراي



#خليل_معتوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...
- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل معتوق - القانون الدولي وحقوق الإنسان