|
تساؤلات في الوجود
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 19:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
( الوجود اللغز الأكبر ... بعيدا عن كل التعاريف و المفاهيم )
* كيف وجدنا على الأرض ! ، ولم وجدنا عليها ! ، ومن أوجدنا ، وهل كنا قرود ! ، وهل كان القرد قبل الأنسان ، أو بالعكس ، ولو فرضنا أن الانسان الأول هو : الإنسان القديم الذي يسمى هومو سابين "Homosapiens"! ، فكيف تناسلنا أول مرة ، وكيف تعلمنا هذا الأمر / في حالة كوننا بشر ، وهل هذا الفعل تأتى عن طريق مراقبة الحيوانات ( وبالحديث عن كيفية اكتشاف البشر أن ممارسة العلاقة الحميمة ما أسمته العالمة البيولوجية " هولي دانسوورث " بـ " الإنجاب بوعي " ، فإنه على الأرجح تم من خلال مراقبة دورات تكاثر الحيوانات ، واستخلاص أن المرأة التي لم تعاشر أحدا لن ينتهي الأمر بها حاملا / نقل من https//arabic.sputniknews.com ) ، وكيف تم الأعتناء بأول وليد ! ، وكيف ولد ! ، وكيف تمت أول عملية ولادة ! ، وهل كان لدى الأنسان الأول خبرة جراحية أولية ! . * لم وجد الشرق يتكلم العربية ، ووجد الغرب يتكلم لغات غير العربية / كالأنكليزية والفرنسية والألمانية .. ، ولم كان الأمر كذلك ، وكيف توزعت اللغات على البلدان ، وكيف نطقت الشعوب أولى الكلمات ، وكيف أحتاجوا لهذا الأمر ، وكيف تعلمت الشعوب رسم الكلمات ، ولم أختلفت اللغات ، وهل كان من الممكن أن تختلف اللغات وتتوحد الكتابة بطرق نطقها ، وكيف تطورت الكتابة لتصل الى وضعها الحالي ( الكتابة قديمة في المجتمعات البشرية ، لكن من غير اليسير إعطاء تاريخ محدد لنشأتها وأول ظهورها ، ويبدو أن الكتابة الأبجدية ، وهي التي تقوم على تخصيص رمز واحد لصوت واحد ، جاءت بعد مراحل من التطور حاول فيها الإنسان أن يجد وسيلة لتسجيل أفكاره ولغته ، ويكاد مؤرخو الكتابات البشرية يتفقون على أن الكتابة مرَّت بمراحل متعددة قبل أن تصل إلى مرحلة الكتابة الأبجدية / نقل http://www.dr-ghanim.com ) . أذن كل أمر مجهول وغير معلوم ! .
* وجدنا ووجد الأختلاف والخلاف الديني العقائدي ، فالعرب تدين غالبيته الساحقة بالأسلام ، والغرب يدين معظمه بالمسيحية واليهودية و.. ، العرب المسلمين يكفرون الغرب ، وبنفس الوقت يهاجرون لبلدانهم ، ويعيشون في مجتمعاتهم ، العقيدة الأسلامية متعصبة متزمتة ، مغلقة ملغية للأخر ، عكس نقيضتها المسيحية المتسامحة ! ، المهاجرون المسلمون للغرب ، عقلهم على لأسلام وقلبهم يهوى حياة الغرب ، وهذا الوجود شكل تناقضا نفسيا لسيكولوجية المسلم في المجتمع الغربي ، وجعلهم يعيشون شخصيتين في آن واحد ، لذا المجتمع المسلم في الغرب يعيش حالة من الشيزوفرينيا ، وتعرف هذه الحالة على أنها ( الفـُصام أو الانفصام العقلي - Schizophrenia هو اضطراب حاد في الدماغ يشوه طريقة الشخص المصاب به في : التفكير ، التصرف ، التعبير عن مشاعره ، النظر إلى الواقع ورؤية الوقائع والعلاقات المتبادلة بينه وبين المحيطين به / نقل من http://www.webteb.com ) .
* أرى أن الأيدولوجية / العقيدة الفكرية ، للثقافة العربية - وتعرف بأنها " النسق الكلي لـلأفكار و المعتقدات و الاتجاهات العامة الكامنة في أنماط سلوكية معينة . وهي تساعد على تفسير الأسس الأخلاقية للفعل الواقعي ، وتعمل على توجيهه . وللنسق المقدرة على تبرير السلوك الشخصي .. / نقل من الموسوعة الحرة " ، لا زالت مرتبطة ومتأثرة بالوقت ذاته بالوجود المكاني والزماني والعقائدي لرسالة الأسلام ، وفق حراك ذلك المجتمع القبلي العصبي المغلق فكريا ، وأرى أن الفرد العربي ثقافويا ، لا زال يرزخ تحت تأثير الأسلام كعقيدة وفكر لذلك الوجود المجتمعي ، ولكن هذا الفرد ذاته ، جعله هذا التأثير الديني على فكره وسلوكه وفعله المجتمعي ، أن يفقد وجوده الانساني في كثير من الأحيان ، لذا فهو يهرب للبحث عن وجوده الى محاور مجتمعية و حياتية وفكرية وعقائدية أخرى ، كالتحول للمسيحية أو للألحاد أو اللادينية ! .
* رجال الدين الأسلامي / شيوخ ودعاة ومنظرين و .. ، قد فقدوا وجودهم الأنساني والمجتمعي والوطني ، و ألتصقوا بوجودهم الدنيوي النفعي ، وما يحقق لهم هذا الوجود من مكاسب ، وذلك من خلال المتاجرة بالدين ، فهم فقدوا صفة المواطنة ، بل أنهم أنسلخوا من كونهم مواطنين ، وألحقوا بالعقيدة الأسلامية كمروجين لها ، لأنها هي التجارة الأربح ! ، وهم بذات الوقت يحثون بخطابهم على ألغاء وجود باقي مكونات المجتمع من غير المسلمين ، ولكنهم كعادة رجال الأسلام ، يصرحون خلاف ما يؤمنون به ، وهذا الأمر يدعى " بالتقية " ، التي تعرف ( .. وقال الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري : يعرف المفيد التقية عندهم بقوله : التقية كتمان الحق ، وستر الاعتقاد فيه ، وكتمان المخالفين ، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا .. / نقل من موقع الأسلام سؤال و جواب ) . * الوجود الديني / الأسلامي ، عربيا ، كان عاملا مساعدا في ألغاء الوجود العقلي للفرد ، وبنفس الوقت كان محركا في تغييب عملية الوعي لديه ، الأمر الذي جعل من الفرد المسلم أن يضع أنتماؤه الديني فوق أنتماؤه الوطني ! ، ومحصلة كل هذا يتمثل بفقدان أي قطر عربي لوجود أي حضارة ، حتى ولو كان بمفهوم الحضارة الأولي ! ، وذلك لأن غالبية المجتمع مغيبة ، ويعزى كل هذا الى تأثير دور رجال الدين بمختلف فئاتهم على عقلية الفرد العربي المسلم ، وتعبئة فكره بكم من الموروث الأسلامي .. المملوء بالغيبيات والأساطير والخرافات ، لذا أصبح المجتمع العربي خارج نطاق الزمن والواقع الحياتي لمجتمع اليوم ! .. ونتيجة لكل هذا أرى أن الأقطار العربية كوجود أصبحت خارج التأريخ ، لأنها أصبحت منزوية تكنولوجيا وثقافيا ومجتمعيا ! ، وذلك لأنها لم تساهم في كتابة أي جملة في حراك مسار التمدن الحضاري لعالم اليوم ! .
* الفرد / عامة ، يهوى وجود قرينه معه ، فوجود القرين يعزز الهوى والعشق والشغف ، وهو قمة السعادة ، ووهو الذي يجعل من وجود الفرد وقرينه معنى للحياة ، ولكن الكثير من الأفراد لا يتوافق وجودهم الحياتي مع قرائنهم ، ولكن الحياة أيضا ستستمر ، ولكن وفق وجود من المعايشة وسياسة الأمر الواقع ! ، لذا نرى أن الفرد ضائع بين وجوده الذي يجب أن يكون مع قرينه / وهذا هوى الفرد ، ومع ما آلت الحياة أليه من ظروف ، وينطبق على هذا الأمر قول شاعر العرب الأكبر .. أبو الطيب المتنبي : ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
* الموت هو السلطان على وجود الحياة ، والحاكم بأمرها ، لأنه الناهي لأي وجود ، والموت بكل صوره ، له القدرة على أنهاء أي حراك بكل أشكاله أو أي فعل بمختلف أنواعه .. فألغاء العقل ، أنتحار الأفكار ، موت البشر ، نهاية الحقب الزمنية ، فقدان الوعي المجتمعي وهدم الحضارات .. كل هذا هو نماذج وحالات وأشكال من مفاهيم الموت ، فالموت لا سلطان عليه ، لأنه هو السلطان ، ولا قدرة عليه ، لأنه ختام كل الأمور .. فهو نهاية كل بداية ، ونحن الساعين واللاهثين للوجود طوال مراحل حياتنا ، ننسى أو نتناسى ، أن الموت هو أخر باب مغلق ينتظرنا لكي يختم لنا نهاية طريق الوجود ! ، لأن الموت هو قاهر وجود الحياة .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة عقلانية لآية - ق والقرآن المجيد -
-
الأعتراف
-
القضم
-
النهوض ..
-
الأنقلاب الداخلي في الأسلام المبكر
-
قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية /
...
-
غزوة كنيسة آيا صوفيا والخذلان العالمي والكنسي
-
قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية /
...
-
قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية -
...
-
قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية / الجزء الثاني - الخلافة
...
-
قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية ( الجزء الاول -
...
-
قراءة نقدية ل .. كلمتي - الله أكبر - في علم العراق
-
قراءة في ... التمايز والتصنيف الفوقي في الموروث الأسلامي
-
الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “ صلاح الدين الأيوبي
-
عراق اليوم والأسلام السياسي
-
الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “
...
-
هل يقف التاريخ والفكر عند ظهور - محمد و الأسلام -
-
قراءة خاصة .. في أي قرآن يقرأ المسلمون
-
قراءة في .. أنقلاب الصحابة على الرسول وآل بيته
-
تساؤلات في الشريعة الأسلامية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|