راهبة الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 01:15
المحور:
حقوق الانسان
تمر بذاكرة العراق هذه الايام، الذكرى الموجعة للنكبة التي حلّت بمسيحيي سهل نينوى، حيث اضاف تنظيم داعش الارهابي لجرائمه الوحشية، جريمته البربرية بحق المكون المسيحي العريق الاصيل، الذي رسم في مناطقه اول خطوات الحياة وبنى لبنات العيش فيها بعرق جبين ابنائه، وغرس البذرة الاولى ليحيا بأمان وشرف على ارضه، ارض ابائه واجداده.
طالته الايادي المجرمة لتقتلعه من جذوره بجريمة إبادة عرقية ودينية، وَصَمَتْ بها التاريخ وصمة العار التي لاتنسى.
فبعد ان خطط المجرمون لدمغرفة المنطقة، ومحو معالمها وانتهاك حرمتها، وتدمير وحرق وهدم كنائسها وأديرتها وحتى مقابرها.
عمدوا لتهجير سكانها الآمنين المسالمين، فوضعوهم تحت وطأة التهديد لتغيير دينهم، ووضعوهم حد السيف، فقتل الكثير من ابناء سهل نينوى، وانتهكت اعراض الناس دون رحمة، وخطف العديدون وعٰذبوا بسيوف المجرمين، اجبر قسم منهم على ترك بيوتهم، وانهزم القسم الاكبر فارّاً من الموت المحتوم.
لقد تشتت مسيحيو سهل نينوى وهاموا على وجوههم، مثلما هرب اخوانهم من قبلهم من الحدباء يوم العاشر من حزيران عام 2014 ، الذي تلته ليلة السادس من آب المشؤومة؛ لتشهد عملية اقتلاع مرعب لأهالي قرى وبلدات سهل نينوى، في الحمدانية وبرطلة وقره قوش وباطمايا وبحزاني وتللسقف وبعشيقة وكرمليس وغيرها.
هرب اهالي سهل نينوى لانقاذ ارواحهم وعوائلهم، ونزحوا لمناطق مختلفة من كوردستان، ومنهم من هرب خارج العراق، نازحاً مكسوراً في مختلف الدول الاخرى.
وكبقية الجرائم البشعة المروعة اللا انسانية والخارجة عن اي مفهوم للشرف او القانون، بقيت هذه الجريمة قيد الملفات المطوية، ليضيع بداخلها الحق الانساني والدم البريء، دون اي عقاب للمجرمين، ودون اي تعويض يبرد جذوة النقمة في قلوب المجنى عليهم بالجرم الداعشي الارهابي الوحشي البربري.
سكت العراق... وسكتت دول العالم...والتزمت منظمات حقوق الانسان العالمية صمت القبور.
فأين هي
نصوص عقوبات جرائم الابادة ضد الشعوب؟ وأين حقوق مسيحيي العراق الذين تعرضوا للابادة العرقية والدينية، وكانوا ضحية لأقذر عمل اجرامي فاق جرائم هولاكو بحق الابرياء؟
9/8/2020
#راهبة_الخميسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟