زياد عبد الفتاح الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 6639 - 2020 / 8 / 7 - 22:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إيمانويل ماكرون يُقدم بغباء النصائح للبنان واللبنانيين .....!!!!
ربما نسي ماكرون الذي قام بزيارة لبنان أحداث الانتفاضة الفرنسية الغاضبة التي اندلعت ضده في نوفمبر عام 2018 , وقادتها لاسابيع طويلة حركة السترات الصفر, وشارك فيها مئات الالوف من العمال والفقراء والموظفين والطبقة الوسطى والطلاب وتلاميذ المداررس والمُتقاعدين ... إحتجاجاً على سياساته التعليمية والاقتصادية التي شملت زيادة الضرائب ورفع أسعار الوقود وبعض المواد الاساسية وتجميد الرواتب ورفع سن التقاعد ...الخ ... حيث طالبت هذ المُظاهرات الغاضبة بإصرار على استقالته ... ولكن ماكرون تمكن من إخماد حركة الاحتجاجات والسترات الصفر وتمكن من البقاء رئيساً لفرنسا رغم أنف معظم الفرنسيين من غير الاغنياء والطبقات الثرية ... وهنا يبدو أن ماكرون قد درس قبل أن يُصبح رئيساً لفرنسا علم الاقتصاد الذي يخدم فقط الطبقات الغنية وفاحشة الثراء.
ولكن على ما يبدو أن ماكرون الذي يزور لبنان الجريح والمنهوب والمُحاصر والمُمزق لم يقرأ عن التاريخ الاستعماري لفرنسا في لبنان أو ربما لم يفهمه على حقيقته .. واخذ يُخاطب اللبنانيين بحضور أقطاب الطبقة السياسية الطائفية الحاكمة ويُقدم بكل وقاحة النصائح المُبطنة بالتحريض للبنان واللبنانيين .. وللاسف كان أقطاب الطبقة الطائفية والمذهبية الحاكمة في لبنان والغارقة في التبعية لمختلف المحاور القليمية وغير الاقليمية, يستمعون بإعجاب لماكرون وهو يقدم نصائحه التي ستنقذ لبنان بعصاه السحرية .. ولكن هذه الطبقة الفاسدة المُنشغلة بتضليل اللبنانيين وتمزيقهم والغارقة بالنهب والصراعات والولاءات الاقليمية, قد نسيت أو ربما تناست أن الرئيس ماكرون الذي يستمعون اليه باهتمام بالغ, كان قد لفظه معظم الفرنسيين وطالبوا باستقالته عام 2018 ولم تُنقذه سوى أجهزة القمع والبوليس الفرنسي .
وهنا فمن المُلاحظ أن هذه الطبقة الاجرامية الجاثمة على صدور اللبنانيين والغارقة في النهب والفساد والمهاترات والاهمال والولاء للخارج تعشق في معظمها فرنسا ..حيث كان معظم أقطابها كما نعلم يلجؤون الى فرنسا " الام " كلما ضاقت بهم الامور ... وهم في ذلك لا يأبهون لتاريخ فرنسا الاستعماري في سوريا ولبنان بعد الحرب العالمية الاولى وانهيار الحكم العثماني للمشرق العربي .. عندما زرع الاحتلال الفرنسي الفتن المذهبية والطائفية في سوريا , وقام بتقسيمها عام 1920 الى دويلات ومنها دولة حلب ودولة العلويين في الشمال ودولة السويداء وجبل الدروز في الجنوب ودولة لبنان الكبير في الغرب ... وبينما فشل الاحتلال الفرنسي في استمرار تقسيم معظم أجزاء سوريا بعد انطلاق الثورة السورية الكبرى من جبل العرب بقيادة سلطان باشا الاطرش نجح في إقتطاع دولة لبنان الكبير وترسيخ النظام الطائفي المُدمر فيها .... وبالتالي لماذا لا يعشق أصحاب الطبقة الطائفية التي تحكم لبنان دولة فرنسا ورؤسائها وهي التي منحتهم الحكم الطائفي في لبنان لكي يحكموه وينهبوه كما يشاؤون .... لذا ألم يحن الوقت لكي يستفيق شعب لبنان و يبدأ رحلة الالف ميل ورحلة الخلاص من تبعات وآثار الكابوس الفرنسي الذي مهد الارضية لتدمير لبنان منذ عام 1920.... الم يحن الوقت ...؟؟؟؟؟
#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟