علاء داوود
الحوار المتمدن-العدد: 6639 - 2020 / 8 / 7 - 18:49
المحور:
الصحافة والاعلام
أخبرتنا كتب التاريخ عن الطوفان العظيم، وقرأنا سطورا ً وصفحات عن سنين البسوس الأربعين، وأطلّ علينا الفقراء بويلاتهم التي لا تُحتمل، وأتى صَمويل بيكيت بتفاصيل المعاناة المريرة لفلاديمير وستراغون في انتظار غودو، وأثرى غابرييل ماركيز صفحاته الأدبية بالكوليرا إذ جاء في زمنها الحب، وجاءت كتب السماء بالقَصص تلو الأخرى عن انشقاق القمر وتحقّق المستحيل والمعجزات والتيه وعودة الموتى الى الحياة.
كلّ ما سبق خرج من جُعبة عقود بل قرون متتالية وأكثر، وإثر مرور أعوام أربعة متتالية تُطِلّ علينا سنة نسميها "كبيسة" لأنها تزيد عن سنواتنا المُعتادة بأربعة أرباع ليكتمِل الحساب الزمني، أما أن تتكاثف الأحداث والسنوات العِجاف جميعا ً في حسابٍ زمنيٍ خاص بسنةٍ واحدة، فهذا ما لا يُطاق بل ويكاد الأرق أن يقضي على العقول في بحثها عن وصفٍ يليق ولو من بعيد لهذه الطامة التي مضى على جريانها مئتان وتسعة عشر يوماً، كيف يمكن الإتيان بالتسمية المناسبة ؟!.
ما زلنا في الساعة المئتين والسبعين بعد الألف الخامسة من هذه الطامة التي توافقت أرقامها، دون بادرة حسنٍ للنية في الآفاق الكونية جمعاء، لا اقتراب للحلول الإلهية في ظِل الهذيان البشري، لا نور في آخر النفق الطويل حدّ الثمالة، ظُلمات تكاد توازي ظُلمات يونس المُتراكمة، وعذابات تقترب من عذابات المسيح، اصطفّت الأحاديث على جنبات الطرقات لترمي التساؤلات الغريبة والمريبة في آن معاً، هل هذه هي القيامة في صورتها الدنيوية ؟!، أم أنها رغبة السماء بالنهاية ؟!.
ما زال في جعبة هذه السنة مجهولة النسب ما يكفي من أيامٍ لترمينا بويلاتها، ولدينا في قلوبنا بعض النبضات لنشهد القادم المرير، هذه الطامة علّمتنا بالسياط معنى التشاؤم الحقيقي، علّمتنا نسيان التفاصيل السعيدة وإن قلّت، وفي الخِتام نرجو من سُلطات الكون وجيوش العالم والفضائيين في الكواكب والمجرات القريبة من التبانة ودربها، إقناع الفنان العظيم حسين الجسمي بأن لا يغني للجنة ذات يوم.
#علاء_داوود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟