حيدر سالم
الحوار المتمدن-العدد: 6638 - 2020 / 8 / 6 - 20:58
المحور:
حقوق الانسان
الاقصاء
لعل هذه الكلمة متجذرة في التكوين العراقي، فهو ذو طوائف شتى، كل واحدة ترى أنها الأصلح لقيادة العالم، و حتى التوجهات الحزبية التي طرأت في تاريخه الحديث تتمحور حول احزاب إقصائية شمولية.
لقد تغذت لغتنا اليومية بأسلاك شائكة تمنع اطلالتنا على الآخر،، و هي انعكاس ليس قريبا قرب اتخاذ الصبات الكونكريتية حاجزا امنيا / ثقافيا، بل أقدم، لعله منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة ( أقول الحديثة كرامة للمنهج، رغم ميلي للمطلق).
اليوم كشاب عراقي / بغداد ( هجين) ، يحكمني ثلاث اجيال، جيل الستينات و جيل السبعينات و الثمانينات، أجيال تعاقبت عليها اعتدائات إغتصاب متنوعة للفردانية، و تفتيت الواحد في القطيع، داخل تنظيمات اقصائية، دموية، بمختلف التسميات، التقدمية منها و القومية و الدينية، ناهيك عن تراتبيات مناطقية متأصلة. لا عداء اتجاه تلك الاجيال، و لا اود المحاولة لاقصائهم كفعل عكسي، و لا انوي جمعهم تحت غطاء واحد فلولا ترجماتهم، و عملهم الدؤوب الثقافي لم نقرا و لم نعي، لكن الغالب و الواقع يكتب نفسه خارج خطوط الاستثناءات.
في بلد لا ينمو فيه اي رأي لا ينتمي الى منظومة طويلة و شاقة و مرعبة من القوالب الفكرية الجاهزة، و الشعارات السوداوية القاتلة، يجد الفرد نفسه مهروسا في قافلة لا نهاية لها ، الفرد الذي انفتح على عالم عار، واسع، و مترابط قدر تباعده، على شبكة عالمية سريعة، و ثقافات متنوعة، و افكار غزيرة.... في وقت اننا نطلع على افكار تمجد التغيير، و تطالب بشطب كل القضبان من المنظومة الاجتماعية و انعكاساتها اللغوية، كان ذلك بدا منذ ستينات القرن الماضي على أياد فلاسفة ومفكرين ترجمت اعمالهم الى العربية! ، فوكو، تشومسكي، سارتر، هيدغر.... و القائمة تطول
اقتبس من كاتب يصف فوكو ( ارتدى اقنعة، و عادة ما غيرها ) .... اشارة للنزعة الجديدة وقتها؛ للتخلي عن المركزية الواحدة في التفكير، و الخروج عن المحور النمطي في قراءة الواقع فلسفيا، و التمرد على القولبة، و اتاحة الفرصة للروح، للذهن، للفرد... الانسياب داخل دوامة الحياة كيفما شاء... وقد آن الاوان أن تبدا بوادر التغيير ... و شطب كلمة اقصاء من قاموس جيل التسعينات و ما يليه...
#حيدر_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟