سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6638 - 2020 / 8 / 6 - 04:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لسؤال الحضارى هو ذلك السؤال الذى يتضمن فعليا كل الاسئلة الاخرى من سياسة و اقتصاد و اجتماع الخ.
انه السؤال الكلاسيكى الذى يسال لماذا تقدم هذا المجتمع و ذاك لم يتقدم, و السعى لفهم اسباب التقدم او عدمه .و انا هنا اتجنب الدخول فى تعريف ما اعنيه بالحضاره لانه موضوع طويل جدا .لكن دعنى اضع الامر فى الاطار العام الذى لخصه اباء عصر النهضه بتعبير جميل الا و هو الترقى
.لاحظ مثلا ان ان الاحزاب الدينية و هى فى راى تعكس حالة مجتمعات ضعيفة الحداثة و موجودة غالبا فى مناطق معينة هى التى يغلب عليها بنى اجتماعية تقليدية ضعيفة العلاقة بالحداثة.
و يمكن لاى واحد ان يضع خارطة لللاحزاب الدينيه فى بلادنا سيجد انها توجد فى مناطق ضعيفة الحداثة اى فى الاماكن الاكثر انغلاقا فى البلاد.ففى كل المناطق التى توجد فيها احزاب دينية تجد ان نسبة العلاقات العشائرية و التقليدية الريفية المتخلفه هى المسيطرة.هل جاء هذا بالصدفة؟ انا لا اظن ذلك.انا اعتقد ان هناك بيئات داخل بلادنا قابلة للفكر الدينى المنغلق خاصة الاكثر تزمتا بسبب سيادة الثقافة الغيبية فى تلك المناطق و اسباب عدة اخرى يطول الحديث عنها .
و على كل حال بدون الدخول فى تفاصيل كثير اقسم البيئات الجاهزة لاستقبال الاسلام السياسى الى نوعين .
اولا , مناطق تغلب عليها صفة العشائرية و الثقافة الريفية التقليدية فى البنى الاجتماعية و بالتالى فى انماط التفكير بسبب ارتباط العاملين.
.ثانيا , تتركز الحركات الاسلاموية فى المناطق العشوائية كما تسمى فى مصر .اى بين السكان القادمون من الارياف الى العاصمة و قد فقدوا هوياتهم الريفيه و لم تتكون عندهم هوية مدينية و كونوا مدن صفيح فى المدن و يعيشون حياة بلا امل و ظلوا يعيشون ضمن انماط اجتماعية ما قبل الحداثة.
و يمكن لاى واحد ان يرى امثلة من العواصم المختلفه حيث سيجد ان القادمون الجدد المهمشون هم الاكثر استقبالا لللاسلام السياسى لانه يقدم لهم هوية . هذا عدا تقصير الدولة التى فتحت المجال للقوى الدينية ان تساعد المواطنيين و ان تقدم لهم بعض الامل الامر الذى اكسبها بعض الصدقية .
المشكلة انه من المطلوب للبيئات الحداثية فى بلادنا ان يكون لها عضلات كافية لاجل التاثير على البيئات الاقل تطورا .و انا لا ارى ذلك ممكنا فى الوقت الحاضر لان نسبة البيئات المستقبله لللاسلام السياسى فى مجتمعنا اكبر كثيرا من بيئات الحداثة الموزعة على نخب محدودة .الامر الذى يجعلنى اعتقد انه لا مناص من مشروع وطنى يقوم على اكتاف قوى الحداثة و تتبناه دولة نزيهة لاجل القيام بنوع من ثورة ثقافية فى كل بلد
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟