أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب














المزيد.....

بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن العواطف ورغم أنّ القلوب دامية بسبب الإنفجار المريع في ميناء بيروت مساء الرابع من شهر -اغسطس- 2020، والذي يوازي زلزالا بقوة 4.5 درجة حسب مقياس ريختر، وما سببه من خسائر في الأرواح، ودمار يصعب تعويضه، ومع تضامننا الشّديد مع أسر وعائلات الضّحايا وصلواتنا لشفاء الجرحى، ومع الأسر المنكوبة التي خسرت مساكنها ومحلاتها التّجاريّة، ومع لوعتنا على ما تهدّم من بيروت الحضارة والتّاريخ، إلا أنّ هذا لا يمنع من التساؤل حول أسباب هذه الإنفجار المدمّر.
وعندما تعود بي الذّاكرة إلى بداية سبعينات القرن العشرين، عندما انتسبت لجامعة بيروت العربيّة بين 1971-1974؛ لدراسة اللغة العربيّة، وكنت أقيم في بيروت كلّ عام بين ثلاثة وأربعة أسابيع؛ لتقديم الامتحانات، تجوّلت في بيروت وعرفت ميناءها عندما استقبلت فيه قريبي المهندس علي حميدان صبيح الذي جاءها زائرا على متن سفينة قادمة من الإتّحاد السّوفيتي حيث كان يدرس.
بهرت ببيروت وبالشّعب اللبناني الذي رأيته يتفوّق على شعوب المنطقة علما وحضارة واقتصادا ونمط حياة، وعندما شاهدت على شاشات الفضائيّات ما لحق ببيروت من دمار وخراب جرّاء الإنفجار أصابني الحزن الشّديد على مدينة لا تشبه غيرها من المدن، وعلى شعب يستحق الحياة وكلّ شيء جميل.
أثناء دراستي في بيروت كان الدّولار الأمريكيّ يساوي ليرتين وربع الليرة اللبنانيّة، والآن يساوي ستّة آلاف ليرة! والإقتصاد اللبنانيّ في انهيار متواصل، ونصف الشّعب اللبناني تحت خطّ الفقر.
فمن الذي أوصل لبنان إلى هذه الدّرجة من الإنهيار؟ ومن يقف خلف الإنفجار الهائل الأخير الذي دمّر بيروت؟ ومن المسؤول عن الفساد المستشري في أجهزة الدّولة؟ وكيف ولماذا يسمح بتخزين 2700 طنّ من "الأمونيا" شديدة الإنفجار في ميناء بيروت دون اتّخاذ اجراءات الوقاية اللازمة؟
وإذا ما توقّفنا قليلا أمام نظام الحكم اللبنانيّ "الدّيموقراطيّ"، لا نحتاج إلى كثير من الذّكاء للوقوف أمام نظام المحاصصة الطّائفيّة، والتي تتمثّل في غالبيّتها من أحزاب طائفيّة بشكل وآخر، تتوارث زعامتها قيادات طائفيّة اقطاعيّة أو رأسماليّة، تخدم عائلاتها وتثري على حساب شعبها. وتخدم في غالبيّتها أجندات وسياسات دول أجنبيّة تموّل هذه الأحزاب، حتّى باتت بعض الزّعامات الحزبيّة لا تتورّع من المفاخرة بولائها لسياسات معادية لشعبها ووطنها وأمّتها، وهذا أورث فسادا مستشريا نخر جسم الدّولة اللبنانيّة، وجيّر مؤسّسات واقتصاد الدّولة لها، كما أورث فسادا وظيفيّا تنقصه في الغالب الكفاءة.
ويلاحظ أنّ فساد قيادات غالبيّة الأحزاب، والتي تنشر الخوف بين أتباعها من الطّوائف جعلت العامّة يعتقدون أنّ هذه الإنعزاليّة هي سبيل النّجاة الوحيد لوجودهم وبقائهم!
ومن منطلقات الحفاظ على التّوازنات الطائفيّة فإنّ الفساد الوظيفي استشري لعقود جرى خلالها نهب اقتصاد الدّولة وتجييره لأشخاص وعائلات بعينها، حتّى وصل اقتصاد الدّولة إلى حافّة الإنهيار. ولا يمكن عزل الإنفجار التّدميري الهائل الذي أصاب بيروت وميناءها في مقتل عن الفساد الوظيفي والذي لا يخلو من إدارات أخر ما يهمّها هو لبنان الوطن والشّعب. ولا يمكن استبعاد النّوايا الخبيثة لأيادٍ مسؤولة وظيفيّا، ومسؤوليّتها المقصودة في التّفجير لقلب الأوضاع في لبنان، تحقيقا لأجندات معادية ولأكثر من سبب.
5-8-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر
- خلف العبيدي والسيرة الغيرية
- سليم بركات وأبوّة محمود درويش
- بدون مؤاخذة-I can,t breathe
- بدون مؤاخذة- العنصريّة في أمريكا
- بدون مؤاخذة-حزيران الهزائم
- بدون مؤاخذة-إلى أين نحن ذاهبون؟
- بدون مؤاخذة- أمريكا والحب القاتل


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب