أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شكيب كاظم - أحمد زكي الخياط.. قبس من أخلاقه ونزاهته














المزيد.....

أحمد زكي الخياط.. قبس من أخلاقه ونزاهته


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 14:49
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


وأنا أقرأ في كتاب (خواطر وأحاديث في التاريخ) الصادر سنة 1983 للدبلوماسي المؤرخ نجدة فتحي صفوة، الذي قرأت منذ سنوات بعيدات كتابه الجميل (العراق. في مذكرات الدبلوماسيين الأجانب) الصادر عام 1969 وكتبت عنه حديثاً نقدياً، نشرته مجلة (الثقافة) عدد مايس 1972 التي كان يصدرها أستاذي الدكتور صلاح خالص، الكتاب الذي احتوى على المقالات التي نشرتها مجلة (الف باء) الأسبوعية العراقية تحت العنوان ذاته، بدءاً من شهر نيسان عام 1982 كنت قرأت اكثر هذه الموضوعات حين نشرها، ولقد أحسن الأديب الأنيق نجدة فتحي صفوة صنعاً، إذ جمع هذه المقالات التي تحدثت عن التأريخ العراقي المعاصر، ونشرها على حسابه الخاص، في كتاب كي يسهل الرجوع إليها.
وأنا أقرأ أو أعيد قراءة هذه المقالات، وقفت طويلاً عند حادثة، ذكرها الأستاذ نجدة، جديرة بالتدبر وأنعام النظر، مشيرة الى علو أخلاق الرجال الذين بنوا العراق، بدايات تأسيس العهد الملكي والدولة العراقية، ونكران الذات التي تحلى بها ذلك الرعيل، مما يستدعيني، إعادة تدوينها ووضعها بين أيدي الجيل الحالي، كي يتعرفوا على أخلاق ذلك الرعيل، الذي جعل المصلحة العامة، هي الأساس في عمله، في وقت نرى تهافت الجيل الحالي على المصلحة الذاتية، وليكن من بعدي الطوفان، الأمر يشير وبأسف الى انهيار منظومة القيم الأخلاقية، بسبب سلسلة الحروب الكافرة والحصار المدمر.
الدبلوماسي المؤرخ نجدة فتحي صفوة، ينقل لنا عفو الخاطر، هذه الحكاية، إذ يذكر في حديث خص به الدكتور مصطفى جواد – رحمه الله- أن عُيَّنَ سنة 1943 الأستاذ أحمد زكي الخياط- رحمه الله- مديراً عاماً للدعاية، وتعني في مفاهيم هذا الزمان، وزارة الإعلام أو الإعلان، وكان الخياط رجلاً فاضلاً نابهاً يحب العلم والعلماء والقراءة والثقافة، فشاء رفع مستوى الإذاعة من خلال تكليف عدد من كتاب ذلك الزمان، لإلقاء أحاديث ثقافية وتاريخية وعلمية و…و من خلال أثير إذاعة بغداد اللاسلكية،
فألف لجنة تتولى قراءة هذه الاحاديث والمقالات، وإجازة الصالح منها، ألفت اللجنة برئاسة الأستاذ الخياط بوصفه مدير الدعاية العام والمشرف على الإذاعة وعضوية العلامة طه الراوي، الأستاذ في دار المعلمين العالية، والدكتور مصطفى جواد والصحفي الرائد روفائيل بطي، صاحب ومؤسس الجريدة الرائعة (البلاد) وتولى سكرتارية اللجنة الأستاذ نجدة فتحي صفوة.
لكن اللجنة رأت أنها خلوٌ من الاختصاص العلمي، لأن أعضاءها مؤرخون ولغويون وصحفيون، فاقترحت إضافة الأستاذ جعفر الخياط، الذي كان حاصلاً على شهادة من إحدى الجامعات الأمريكية في الزراعة والعلوم الطبيعية، لكن الأستاذ أحمد زكي الخياط، لم يوافق على إضافة أخيه الى عضوية اللجنة، حفاظاً على سمعته، ودرءاً لتقولات المتقولين، في وقت كان الناس حريصين على سمعتهم ونظافة أياديهم، لكن الأعضاء ألحوا عليه، بضرورة القبول لا لكونه شقيقاً له ولكن لاختصاصه العلمي الذي هم بحاجة إليه، فوافق رحمه الله على مضض!!
وما دمنا بصدد ذكر الأستاذ جعفر الخياط، فقد تقدم في الهرم الوظيفي، حتى صار مديراً عاماً للتعليم المهني، في وقت كان العراق يسير بالتدرج الوظيفي، واضعاً نصب عينيه الكفاءة والنزاهة وصولاً الى بناء المجتمع المتقدم المتحضر، قبل ذلك اليوم الدموي التموزي، كما أنه عمل في الترجمة، وكان من أرقى الأعمال التي تولى الأستاذ جعفر الخياط ترجمتها، الكتاب الذي ألفه ستيفن همسلي لونكريك أحد ضباط البعثة البريطانية أيام الانتداب على العراق، بعد الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 والموسوم بـ (أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث) ويعني بذلك دخول العثمانيين العراق عام 1534 وحتى خروجهم منه عام 1917، ولقد قلت مرة وأنا أتحدث عن هذا الكتاب أنه من واجب كل عراقي وضعه تحت مخدته، كناية عن ضرورة مداومة القراءة فيه، إذ غاص هذا الضابط البريطاني في وثائق ومخلفات الحكم العثماني، ودرسها ومَحّصَها ليخرج لنا بهذا الكتاب الثر.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانا يغيّران في قصيدهما أبو عبادة البحتري ونظيره أبو فرات ال ...
- حين يمسي المفكر التنويري عنصريا إطلال على بعض آراء إسماعيل م ...
- عزوّ أقوال إلى قائليها
- (لماذا تكرهين ريمارك؟) لمحمد علوان جبر نص روائي مثقف تناوب ع ...
- في رحيل الشاعر والمفكر اللبناني صلاح ستيتية.. خافوا التاريخ
- في الحديث عن القومي العروبي الماركسي محسن إبراهيم
- تاييس رواية الحب العذري العفيف.. الوصايا تتحول وبالاً على مط ...
- مَنْ يتذكر محمد حسيب القاضي. شاعر الثورة الفلسطينية؟
- محمد عوض محمد نقلها عن الألمانية - (فاوست) ونزغات الشر في ال ...
- هل تعاني قريحة الروائيين نضوبا؟
- رواية(هل تحبين برامس؟) لفرانسواز ساكان حين يمسي ضعف المترجم ...
- محمد مهدي البصير.. الشاعر الثائر الذي غادر الشعر والسياسة
- ابتسام عبد الله.. مواهب في القصة والرواية والترجمة والحوار ا ...
- السيد محمد سعيد الحبوبي شاعر الحياة وفقيه الجهاد
- مناقشة هادئة مع المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل
- ذاكرة العراق؛ عبد الحميد الرشودي يدرس حياة الرصافي وآثاره وش ...
- صورة المناضل مهدي بن بركة
- قصائد اكليل موسيقى رؤى في بنى تضاد .... النسيان مصاب بداء ال ...
- ( بم تحلم الذئاب؟) لياسمينة خضرا رواية عن العشرية السوداء في ...
- وما آفة الأخبار إلا رواتها سفير بريطاني في حضرة السلطان سليم ...


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شكيب كاظم - أحمد زكي الخياط.. قبس من أخلاقه ونزاهته