منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 6636 - 2020 / 8 / 4 - 02:27
المحور:
حقوق مثليي الجنس
عادة ما يفسر الاغتراب بأنه شكل من اشكال الضياع، وقد اخذ الاغتراب اشكالا وتعريفات متنوعة، فالماركسية عندها الاغتراب يأخذ شكلا طبقيا، الانسان يعاني من التفاوت الطبقي في المجتمع الذي يعيش فيه، او ان العامل هو انسان ينتج أشياء لا يمكن له ان يستمتع بها، لهذا يشعر بالاغتراب، الضياع، الاستلاب؛ اما الفلسفة الوجودية فإنها ترى الاغتراب على ان الحياة ضرب من الوجود الزائف، وقوف الانسان امام قوى الطبيعة عاجزا، يفكر في مصير الجنس البشري؛ اما الاغتراب الديني فهو يتحدث عن الموت وما بعده، فيكون موضوع الانسان الأوحد هو ما سيؤول اليه مصيره بعد الموت.
الاغتراب عند المثليين قد يشمل جميع تلك الاغترابات، وقد يكون اقساها، فهذا الانسان يجد نفسه "يختلف" عن الاخرين، فهو اذن انفصال، يعيش عزلة، يعجز عن التعايش مع الاخرين، فيكون لا مبالي، يشعر بعدم الانتماء لأي شيء، يعيش حالة من التوتر النفسي، فهذا المثلي قد يرى نفسه انه لا يستطيع مجاراة الحياة والعيش بسلام مع هذا المجتمع، بسبب نظرة المجتمع له، يشعر انه غير مرغوب به، فيتلاشى تفكيره وتتحطم قدرته على التواصل.
لكن هل كل ما هو واقع يكون بالضرورة مقبولا؟ هل يجب الاستسلام لمجتمع كهذا؟ الا يجب على الانسان ان يناضل في سبيل حياته، واولى الخطوات لذلك هي الثقة بالنفس، ان هذا الانسان "المثلي" ما يفعله هو من شأنه فقط، لا يمكن لأي انسان اخر ان يجبره على أفعال هو غير مقتنع بها، وعليه ان لا يسمح لأي اخر ان يقنعه بأن افعاله وسلوكياته هي خطأ، الثقة بالانا هي المفتاح الحقيقي امام المثلي لكي يتجاوز مشكلة الاغتراب، مشكلة الانفصال والعزل، اجبار وارغام المجتمع على حقيقة وجوده، كسر كل الحواجز امام المجتمع، محاولة الغاء تلك المفاهيم الخاطئة حول المثلية، تلك هي الخطوات الواجب عملها، وكل تلك الخطوات تبدأ بالثقة بالانا.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟