عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 23:14
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
مرة أخرى تتجسّد أمامنا صورة تتكرر لضغط السياسي على الطبيب ورجل العلم.. فمنذ بداية أزمة وباء فايروس الكورونا كانت أصوات العلماء تؤكد أن لا حل جذريا قبل التوصل الى لقاح ضد الفايروس، هذا الذي أصاب حتى الآن 18 مليونا من البشر وفي أكثر من 180 دولة حول العالم.. وأذا حدّدنا هذه البداية فلابد أن تكون في شهر نيسان الماضي، حيث بدأت التجارب، وتواصل العمل في مختبرات المراكز العلمية للتوصل الى أكثر من 20 تجربة لقاح.. كلها ستأخذ زمنها اللازم لأعطاء النتائج..ولن يكون لقاح دون التأكد من سلامته وفعاليته وأمكانية أنتاجه.. ولكنه رجل السياسة اليوم الذي يريد أن يعاد أنتخابه مثلا وعنده سقف زمني لابد أن تكون فيه الأخبار السعيدة عاملا مساعدا وقويا في بناء رأي عام أيجابي حول حاكم أنتشر في زمنه الفايروس كالنار في الهشيم، وتداعت فيه عوامل بناء الأقتصاد فأنخفضت معدلات النمو أنخفاضا غير مسبوق وزادت فيه أعداد العاطلين عن العمل.. فهل الأمل في أخبار مفرحة عن اللقاح في أكتوبر/تشرين1 المقبل وقبل أنتخابات نوفمبر/تشرين2 لرئيس أمريكا؟..
الفايروس لا يعرف زمنا معينا.. وهو لا ينصت لدقات ساعات البيت الأبيض.. الكورونا لا يعرف حدودا ولا يحترم شخصيات.. الفايروس لا يخضع لتوقيت ساعة الرئيس.. فلا تسيّسوا الطب يا أهل السياسة.. فطوق نجاتكم لن يكون لقاح الكورونا..
للعالِم معادلاته التي تحترم قواعد العلم.. فلا سرعة في التوصل لنتيجة حتى التأكد من صحتها.. هو توازن تفرضه طبيعة العلوم.. وضروروات المختبر وأسس العمل في شؤون البحث العلمي.. فأي تسرّع في أنتاج لقاح غير مأمون مثلا سيؤدي الى فقدان ثقة الناس بالعملية كلها..وهو شيء خطير وقد يكون أخطر من الفايروس نفسه بنتائجه..
(جديد اللقاح: العمل يتواصل في شركة موديرنا الأميركية وبالتعاون مع معهد فاوتشي بغية تطوير لقاح ضد الكورونا ولقاح آخر دخل المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل التجارب ..حيث يجري العمل عليه من قبل شركة فايزر..)
(منظمة الصحة العالمية تقول اليوم: أن هذا الوباء قد يطول مكوثه.. كما حذرت المنظمة من التعب نتيجة طول المعاناة من الفايروس ومتطلباته وبالتالي فقد يفقد المسؤول والشعب صبره...!).
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟