|
العقل الديني لإثبات وجود الإله الإبراهيمي
خالد كروم
الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 22:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة:-
يقوم الشخص الديني بغلطة عقلية متواصلة عند تناول العلم ...وتتطابق مع غلطة استاذ المختبر في كلية العلوم عندما يقول للطالب أن تجربتك خاطئة ..! لأن نتيجتها يجب أن تكون كذا فهي مغالطة التقاط التوت أو التخير...
غلطة خطرة ... وأدت لهدم عقول ذات قدرة عالية وجهود مضنية لتكون هباء ...لأن الشخص سيخسر الوصول لأي اكتشاف او اختراع بسبب ذلك ...فهو يريد اثبات ما يعرف بدلا من اختبار ما لا يعرف ليعرف ...... ( Cherry picking Fallacy) ...
فهم العلم الحديث يكون أولا بفهم التجريب دون ذلك سيخطأ الديني بالكامل في فهمه بسبب خطأ منظاره حيث سيراه كنوع من الفقه بأساس نص..( Exegisis ) ..كمثال ...
سيتناول التكيف الطبيعي بإدانة كتاب ..( دارون )...كتاب أصل الانواع كقرآن او كتاب مقدس ألفه دارون ...تناول فقهي ...التجربة هي أن لا تفترض ولا تعرف و تختبر لتعرف بواسطة الاستنتاج ...
الطالب في المختبر لا يقال له تجربتك خاطئة أو عليك إثبات كذا وكذا ...أبدا ...يقال له ...ماذا تريد أن تعرف ؟ لماذا تطيق هذه التجربة ؟ كيف ستختبر ؟ كيف ستستنتج ؟ ما هي صحة النتيجة ؟ ما هي دقة النتيجة ؟
اذا كنت لا تعتقد انك توصلت لنتيجة ... إشرح لماذا وكيف تطور التجربة برأيك ؟ أنا لا اعرف واريد ان اعرف.. وليس أنا اعرف ولذلك سأطبق "ليزداد إيماني" أن تكون كافر لتختبر هل تصدق أم لا...
ثم تصدق ما تجسه آلويا ولا تؤمن أبدا"...لان الإيمان بالضرورة يعني موت المختبر بموت الرغبة بتجريب الكون ...ممارسة العلم المختبري كفر خالص بالدين ...لأنه يعني أني انا الإنسان اختبر الكون ...
وليس أني أنا الإنسان فأر تجارب في مختبر إلهي ينتظر يوم القيامة لإعلان نتيجة تجربته ...فكر العلم المختبر يصطدم مع الدين الإبراهيمي مباشرة كفلسفة ...الدين والعلم لايلتقيان فهما يسيران على خطين متوازيين... الأديان دعت للايمان بالغيب ...
العقل الديني...لان هناك علماء بوذين وهندوس ومسيح ويهود، مؤمنين لكن بعقل لا ديني... المشكلة في العقل الشرقي، حتى وإن ادعى أنه غير مؤمن بوجود قوة علوية أو خالقة للكون، سيوظف العلم لإثبات عدم وجود الإله الشرقي أو الإبراهيمي...!!
وليس من أجل خلق مفهوم فلسفي لمعنى وجودنا وكينونتنا في هذا الكون.. مثل المتدين بالضبط الذي يحاول تأويل العلم لإثبات وجود الإله الإبراهيمي...بكل الاحوال العلم شيء والايمان شيء آخر ...ولا يمكن البحث عن الله وإثبات وجوده الا في أفق الميتافيزيقيا....
فنحن منغمسون بالمغالطات المنطقيه باصنافها...وخصوصا بين اشخاص ذوي الشهادات العليا....يفكرون بافتراض مسبق اولا"... والاستناد للنص المقدس باعتباره مرجع يقيس عليه وينطلق منه بدون دليل....
من هنا أنا أختلف مع د.خزعل الماجدي في أن الرجل صنع الحضارة وأن السومريين ذكوريين ... بل العكس السومريين كانوا نهاية النظام الأنثوي المادي تلتقي مع ذكورة امبراطورية سرجون العظيم وبابل والآن والإغريق وهذا العصر....
المرأة پراجماتيكية واقعية مادية ... هنا الآن ...المراة بسبب تكوينها الجسدي (الهوية الجسدية- سيچينيڤ إيجور كون) كذلك علم النفس التطوري ...الرجل هو الذي يتجه للقيمة غير المادية ... قيمة الرمز ...
فالدكتور خزعل الماجدي أصاب كبد الحقيقة حينما قال أن الرجل عبد المرأة لأنه فهمها أنها تخلق كإلهة خليقة ...الرجل هو الذي يصنع الرمز...هو صنع الرمز - وهو من كفر بالرمز...هو صنع لها رمز يحاسبها إن خالفت رمزها...الرجل هو الذي صنع الكتابة ... لأنه يرمز ...
نامو إلهة الخليقة السومرية ..ننما إلهة خلق البشر أرارو إلهة البرية الخالقة ... إلهة الشدة الشديدة خالقة إنكيدو.. الدائرة التحتية لشجرة الحياة الآشورية ...الدائرة التحتية لشجرة القابالا اليهودية مؤنثة...فكرة الخلق عند السومريين مؤنثة بالأساس بخلاف الفراعنة مثلا ... خنوم ذكر ...
السومريون ماديون في فكرهم أكثر من الأكديين...حيث اخترعوا كل ما يتعلق بالمادة من أفكار كحساب الحصاد ومساحة الأرض والأوزان...الأكديون كامبراطورية عمموا الأوزان...شرعوا القوانين وامعنوا في التشريع هنا العصر البرونزي والذكوري مع حروب حيث ازدادت آلات الحرب...
السومريون أمعنوا بالتعامل مع الحجر والخشب وغير ذلك مثلا" صناعة كل ما يتعلق بالخميرة الخبز البيرة الخمر ...وكلما مر الزمن ارتفع الفكر الغنوصي في تفاصيله حيث إله الذكورة هو إله القدر والسماء البعيدة ..إله الرفعة...بينما عشتار على الأرض....
ذو الشرى ... الشرى = الثرى ...الثريا من الثرى من العزى ....عشيرات ... عشيرة إلهة التكاثر والسياسة والغنى ...مناة ... مناتو ... إلهة الأمنيات والموتة ... اللات إلهة الجاذبية والجمال ...
حاليا" ...عدنا بالعلم الحديث لفهم المادة مرة أخرى ...فاصطدم واقعنا المباشر بواقعنا العقلي المتخيل .. المخيال ... الكشتالت ...المؤمن حينما تقول له الشمس والقمر لا تجري ... هذا ظاهر ... نحن على كوكب يبرم حول نفسه ... سيشعر بألم صدمة ...
هذه صدمة الواقع الملموس تجريبيا ...كنا فيه من قبل بواسطة المرأة خرجنا بواسطة الرجل لنؤسس امبراطوريات وشرائع وفلسفات وعقائد ...حتى فقدنا الواقع الملموس بسبب احتقاره ...
احتقاره بسبب اعتناق الغنوصية ...واليوم عدنا ...ليس عجيب ان ترتفع اصوت الأنثنة في عصر الواقع الملموس المادي ...تحياتي للدكتور خزعل ... إن قرأ كلامي ....
الرجل صنع الحضارة لأن الرجل خلق مفهوم الحضارة...اما المرأة والرجل ...او الأصح الأنثى والذكر وعلاقتهم فهذا بحث آخر... وحتى بهذه العلاقة الرجل أو الذكر هو من خلق مفهوم الأسرة ... والمرأة أو الأنثى تماهت مع رغبة الرجل لهذه المفهوم.. تماهيا براغماتيا...
لأن الجنس مصحوب بأنانية ...الإنسان بطبيعته أناني ولذلك يحمل أدوات معه منذ الهومو نياندرتال و هومو الهابيلس ...حتى القردة وباقي الثديات تجدها بحالة تشبه الأسرة ولو لمدة معينة ...الخلل الوراثي بسبب زواج الأقارب سيؤدي لافتراضات دينية بوجود عقوبة إلهية من زنا المحارم ..
بالضبط كما يوجد مرض يحصل بسبب أكل لحوم البشر وهذا تكيف آخر ...حتى الطيور تختار أزواج لمدة معينة وفي السنة القادمة تتزوج مرة أخرى ...تمتاز القرود والبشر واعتقد الدلافين بالجنس لغرض المتعة وليس التزاوج فقط ...
هذه المتعة الجنسية تؤدي للجنس العشوائي ...وهذا مترابط مع الإدراك الراقي..( Metacognition ) ..حيث الجنس هنا مصحوب بخيال جنسي مع الفرد الآخر ..هذه القضية نعم تؤدي لعشوائية جنسية ..لكن مع ذلك ...لا افترض ان ذلك يزيل منظومة العائلة ...
تعريف الحضارة ...اذا كانت الحضارة هي الفكر والترميز كالكتابة فهي ذكورية طبعا .. فالرجل لا يفكر بوجود إمرأة حتى لو كان يريد ان يفكر لأجلها ...أما اذا كانت الحضارة واقع مادي فالمراة أقرب لذلك من الرجل ...
لذلك استطيع تعليل القفزة غير العادية للسومريين ولليونانيين بأنها جائت عند لحظة تحول من عقلية أنثوية لعقلية ذكرية ...لوغوس مثلا ...ان يكون الكون كلمة ... لماذا كلمة ...؟ الكلمة معنى والمعنى من الرجل حتى لو كان لأجل إمرأة...
الرجل يكون شاعر لاجل إمرأة لكن ...المرأة لا تحتاج أن تكون شاعرة لأجل رجل فهي تحكم عليه بسرعة الواقع ... هنا الآن ...بسرعة أحتقارها لرجل أحلامها إن جاء بخفي حنين أقصد لم يشترِ لها ما تريد ..أو ربما كل ما تريد....
الحضارات القديمة وليست مابعد الحداثة القائمة على التكنولوجيا...الحضارة القديمة صنعها الرجل واحتاجت إلى جيوش لحمايتها وميتافيزيقيا لشرعنتها... لأنها بالحقيقة حضارات دينية... تاسست على الدين....
أخيرا" :-
لا يعجبني عيد الأضحى فمؤسسه حاول قتل إبنه بالذبح لاسترضاء إلهه ...وذلك يطابق وأد البنات لاسترضاء العزى ....وطقسه هو نثر دماء في باب بيتك بدلا" من نشر السلام في بيتك ...وموعده وأنت تحتفل بقلق لعودة حاج....
جنس الإله يحدد نوعية الأضاحي البشرية له ...فالإلهة الأنثوية تؤدي للتضحية بالنساء لها ولما أن العزى هي إلهة الأرض والحرب والعزة والشرف يتم دفن البنات في أرضها ..هذا تفسير وأد البنات ..وتفسير اعدام النساء لاسترضائها خاصة النساء الكافرات بها ...
بنفس الشاكلة ...الإله الذكوري يتم التضحية بالذكور له سواء بقتل الكافر به او السعي للاستشهاد له او تقديم الأضاحي من الأطفال الذكور له ...والتضحية لاسترضاء الإله هي طقوس رعاة ...الراعي يسترضي تقديم خراف ...والتضحية ترتفع عنده لتقديم بشر كأن يضحي بنفسه ...
وهذا مغروس في قيمنا الرعوية لدرجة الغزل بجملة الموت هو لغة الراعي ... هو المقدس ... هو التجربة ...هو المبدأ الفرعوني ... والطريق الى حورس عن طريق مواجهة ماعت وريشتها ...
للأسف ...لن يكون لدينا من يغني مثلأندريه بوچيلي عايش علمودها..( Vivo per lei - Vivo por Ella ) ..لأن الحياة ليست مقدسة او ذات قيمة أمام الموت المقدس ...لازالت التضحية لبعل جارية وتقديس موت ويام مستمر ...وإن تغيرت المسميات المضمون لازال هناك ...
وأد البنات غايته التقرب للسماء وكوكب الزهره بالاخص...عباده الزهرة كان منتشر في الشرق الأوسط...وليس دفن العار والفضيحه بولاده انثى...هناك عدم فهم متعمد لكل ديانة أو دين جديد لما سبقه ... وهذا عدم الفهم ناجم من الرغبة بالانقطاع الكامل عما سبق ...
الانقطاع الكامل يأدي لاختزال كل شيء في العقيدة الجديدة ..بهذا الشكل تكون العقيدة الجديدة كيان جديد نامٍ مرة أخرى لتفرعات جديدة ...وعند ربط الناموس بما سبقه من نواميس ..يكون الإزعاج لمؤمنيه حيث يبدا الألم في رؤوسهم ...
#خالد_كروم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسطورة عودة الأنوناكي ج 1
-
نسيج الكون الإله العاقل وفيزياء الكمومية
-
رحل فارس الكلمة - القلم الصامد حسنين كروم
-
خلق الإنسان المختبري
-
وظائف الآلهة القديمة ...قصة إديان ... ج 1
-
عربات الآلهة اليهودية ... الشعائر السرية لمملكة كيميت الفرعو
...
-
الحضارات القديمة والتضحيات البشرية الدموية
-
الحضارة الفرعونية ..الفضائية .... الخلق والنشأة جزء 4
-
الحضارة الفرعونية ..الفضائية .... الخلق والنشأة جزء 3
-
الحضارة الفرعونية ..الفضائية .... الخلق والنشأة جزء 2
-
هل نهاية العالم يوم 29 إبريل
-
كورونا هل هو سلاح للإبادة البشرية ....أم أنفلونزا عادية ..
-
فيزياء مركزية الشمس وفرضية الإله
-
نظر الكيمتين للكون من حيث نشأته ...وبداية ظهورالألهة والبشر
-
الرموز الثقافية والروحية لدي العشائرية الشرق أوسطية
-
شيزوفرينيا الميثولوجيا في فهم عمل الكون التفاعلية ج 3
-
شيزوفرينيا الصراع بين الدين واطباق الطاسيلي الجزائر أنموزجا-
...
-
شيزوفرينيا وفرضية الصراع بين الدين والفراعنة المصريين ج1
-
شيزوفرينيا وفرضية فيزيائية الكون
-
العقلية الدينية والاستقطاب المغناطيسي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|