أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم كويي - الأزمة الايدولوجية للرأسمالية















المزيد.....

الأزمة الايدولوجية للرأسمالية


حازم كويي

الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أختفى الوعد الرأسمالي عن المستقبل مع الأزمة المالية العالمية .كانت الفكرة أن الرأسمالية ستؤدي الى الاستقرار الاقتصادي والسياسي والابتكار والكفاءة .
لقد تعثرت على أبعد تقدير مع الأزمة المالية العالمية بعد عام 2007،خاصة في جنوب العالم .
فكرة الاستقرار الاقتصادي أصبحت عبثية بسبب الازمات الاقتصادية والمالية المستمرة والعميقة: من الأزمة المصرفية في نيويورك عام 1987 إلى أزمة المكسيك في عام 1994/1995،والأزمة الاسيوية في 1997/1998،والأزمة الروسية 1998/1999،وأزمة الارجنتين 1998ـ2002، وأزمة الدوت كوم 2000ـ2002 في الولايات المتحدة الاميركية حتى الأزمة المالية العالمية لعام 2007 ومايليها.
أثبتت النيوليبرالية أنها غير مستقرة أقتصادياً الى حد كبير وأثبتت عمليات الانقاذ المصرفية وسياسة التقشف نتيجة للأزمة المالية العالمية أنها لاتحظى بشعبية كبيرة وأدت الى أحتجاجات كبيرة في جميع أنحاء العالم،ونتيجة لذلك أنهار مفهوم الاستقرار السياسي في رأسمالية السوق المالية النيوليبرالية، وجرى تحويل دول الرفاهية الكنزية الى سجون عمل معتمدة الى توسيع القطاعات ذات الاجور المنخفضة،تآكل الضمان الاجتماعي وأنتقل الخوف الى البطالة الذي جلب بدوره التضامن الى المجتمع والتي أدت الى أزمة الشرعية والتمثيل من خلال تنفيذ تدابير غير شعبية ومنها صار الاقبال ضعيفاً على الانتخابات وأنخفاض شعبية الاحزاب التقليدية،وصعود الاحزاب اليمينية الراديكالية،وأيضاً احزاب يسارية جديدة .
إن تشتت الانظمة الحزبية جعل من الصعب التعامل مع الازمات بكفاءة،ففي اللحظة التي تكون فيها هناك حاجة لقادة أقوياء للاستجابة الى الأزمة،تتعامل بآلات التكتيك ويأتي قادة كارزميون الى السلطة،ترامب في الولايات المتحدة،ومودي في الهند،وبولسونارو في البرازيل،ودوتيرتي في الفلبين،وكاتشينيسكي في بولندا،وأوربان في المجر.أنها ساعة الرجال الاقوياء.
في الوقت نفسه أصبحت الرأسمالية الليبرالية نفسها أستبدادية بشكل متزايد.
الاتفاق المالي في الاتحاد الاوربي،هوالذي يُحدد الولايات على التخفيضات الاجتماعية، وكمثال على ذلك التعامل مع اليونان والذي هو ليس سوى قمة جبل الجليد.
أن الديمقراطية التي تتبع السوق الليبرالي في تراجع،وهو مايعترف به العديد من سياسيي النيوليبرالية بأعتبارها نهاية الرأسمالية الديمقراطية.
ومع ذلك فهذا يثير مسألة الشكل السياسي للرأسمالية،ومسألة لماذا لم تؤد الرأسمالية الحالية الى مزيد من الديمقراطية،ومسألة أشكال الحكم البرجوازي والاشكال الاستبدادية للحكومة في الرأسمالية،ولم يعد في نفس الوقت المتحدثون عن ديمقراطيات السوق الليبرالية يصدقون معتقداتهم.
أن فكرة، أن الرأسمالية أصبحت أقلية وبلوتوقراطية "حكم الاثرياء" ولايمكن السيطرة عليها بسبب تزايد نفوذ جماعات الضغط وأصحاب الاموال الضخمة كما يراها (آينشتاين) هو وباء،خاصة في الولايات المتحدة الاميركية،من أن الديمقراطية الاميركية لم يعد لديها أي شئ لتعليم الصين في الأزمة،كما يجادل في ذلك فوكوياما،ويتمنى (توماس فريدمان) أن تكون الولايات المتحدة اليوم مثل الصين،وهذا يعني،من أجل أدارة الازمات بكفاءة،ان يكون لها نفس مستوى القوة ونفس موارد سلطة الدولة .
ينظر المتحدثون في النيوليبرالية بحسد وبشكل محسوس الى نظام الحزب الواحد الصيني،والذي يتسبب بدوره في زيادة الاعجاب أو الاعجاب بالخوف في جنوب العالم في ضوء إنجازاته التنموية التي لاجدال فيها،والتي لايمكن إنكارها،بما في ذلك صعود منافس للتكنولوجيا العالية وإنتشال 770 مليون شخص من الفقر المدقع الى فئات الدخل المتوسط.
لقد قوضت القدرة الصينية على الابتكار فكرة القوة الابتكارية الخاصة للرأسمالية الليبرالية في السوق.
وحتى خلال الأزمةالآسيوية،كانت الدول التي عارضت بشدة إجماع واشنطن على فتح السوق هي الاقل تضرراً.وتمكنت الصين من الصعود، من الاجور المتدنية في العمل الى منافس التكنولوجيا العالية للولايات المتحدة والغرب بسبب تدخل الدولة القوي،الذي يُرى ويُعترف به قبل كل شئ في جنوب العالم،مؤدياً الى أزمة عقيدة نيوليبرالية جديدة،لاتزال تُهيمن على الاقتصاد الغربي .
ولكن حتى في الغرب نفسه،تضاءل الايمان بالقوة الابتكارية للاسواق الرأسمالية،على الاقل نتيجة النشرات المؤثرة مثل "الدولة الريادية" التي أعدتها الخبيرة الاقتصادية (ماريانا مازوكاتو)،التي أظهرت أن جميع الابتكارات في الرأسمالية الرقمية تعتمد في نهاية المطاف على الاستثمارات العامة (البحثية)التي كانت بعد ذلك براءة إختراع فقط من قبل (سيليكون فالي) وأستغلالها من قبل رأس المال المالي.
على خلفية هذه التطورات،تعيش الرأسمالية اليوم أزمة أيدولوجية عميقة،وبدا لفترة طويلة أن عدم الرضا عن رأسمالية الأزمة عظيماً،ولكن لم تكن هناك بعد فكرة كيف يمكن أن يكون الامر خلاف ذلك.
كتب (أكسل هونت) قبل بضع سنوات "المجتمعات التي نعيش فيها،تتميز بنزاع مزعج للغاية ويصعب تفسيره من ناحية، أزداد القلق بشأن الوضع الاجتماعي والاقتصادي،وحَولَ الوضع الاقتصادي وظروف العمل بشكل كبير في العقود الماضية".
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يُصدم الكثير من الناس مما يحصل من العواقب الاجتماعية والسياسية لاقتصاد السوق العالمي للرأسمالية.
من ناحية أخرى كان هناك غضب جماعي لعدم وجود أي أحساس معياري للانتقادات المقدمة وبقيت صامتة بشكل خاص ويبدو كما أن الامر هو نقص في الانزعاج المتفشي في القدرة على التفكير وراء ما هو موجود وتخيل حالة أجتماعية تتجاوز الرأسمالية.ومع ذلك أعادت الأزمة المالية العالمية مسألة البدائل الاساسية لرأسمالية السوق المالية النيوليبرالية الحالية الى جدول الاعمال.
في جميع أنحاء الغرب،ينقسم المشهد السياسي الآن الى جانب وجهات النظر الايديولوجية العالمية الحادة،تتحدى الليبرالية الجديدة المتآكلة للمركز من قبل القوى الاستبدادية القومية والفاشية من اليمين،والاشتراكي الجديد من اليسار.
في الولايات المتحدة،على سبيل المثال،يتجسد هذا الاستقطاب من خلال الليبرالية الحزبية الجديدة لهيلاري كلينتون أو جيب بوش أو جو بايدن،والتي تتحدى ترامب (المحافظ الاستبدادي) وساندرز(الاشتراكية الجديدة).
ويعبر اليسار عن عدم الرضا عن الوضع الراهن بشكل متزايد بلغة (الاشتراكية )،التي تزدهر الآن في الغرب،خاصة بين الاجيال الشابة، في البلدان التي تمر بأزمات.
على سبيل المثال صوتت الشبيبة،التي تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في ديسمبر 2019 بهذه الطريقة في الانتخابات البرلمانية في بريطانيا، لحزب العمال البريطاني،في الوقت نفسه فأن المرشح (الاشتراكي الديمقراطي) بيرني ساندرز في الولايات المتحدة دُعمَ بشكل كبير من السكان وخاصة الشباب،الذين يفضلون الاشتراكية على الرأسمالية،وتشهد الاشتراكية نهضة أيدولوجية ملموسة للغاية في ألمانيا من خلال المناقشات في عدة مسائل،منها مايخص أرباح العقارات الفاحش .
نعم هناك ترحيب بعودة (الاشتركية) في المستقبل وبشكل صريح وعلى الاقل بمعنى دولة أعادة توزيع أجتماعية ديمقراطية قوية.
بأختصار نحن نشهد اليوم نهاية قصص (نهاية التأريخ) والليبرالية في أزمة أعادت مضاداتها :القومية والفاشية.
ولهذا فالرجوع الى الاشتراكية ليست مفاجأة،فالرأسمالية تجد نفسها في أعمق أزمة منذ عام 1930،والاكثر من ذلك،في تاريخ التصنيع القصير الذي دام 250 عاماً،جعلت الرأسمالية، البشرية على شفا أزمة حضارة، يمكن أن تعني نهاية البشرية، وهذا بالضبط ماتوقعه (بيري اندرسون) عندما كتب عام 1993:"أذا ما بدأ النموذج الليبرالي في التنفيذ،فلا يمكن إستبعاد إعادة تأهيل الاشتراكية في المستقبل".
أن الافراط في الليبرالية لايؤدي حتماً الى حفاري القبور للرأسمالية،لكنهم يجبرون المجتمع على الدفاع عن نفسه من أن تدمره الليبرالية وقوى السوق التي تطلق العنان لها.
الليبرالية ليست لها أجابات لأزمة الرأسمالية الكبرى وأبعادها الستةـ أزمة الاقتصاد والتماسك الاجتماعي والتكاثر الاجتماعي والديمقراطية، النظام العالمي والبيئة / المناخ.على العكس من ذلك،كلما كبرت أزمة هذا النظام،كلما كانت الإجابات أصغر وأقل بصيرة.
عام 1994 حذرنا المؤرخ البريطاني أيريك هوبسباوم،من أن البديل لمجتمع متغير هو هزيمة المرض وتصحيح أخطاء النظام.

ترجمة وإعداد: حازم كويي



#حازم_كويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل أشتراكية القرن الحادي والعشرين
- الفاشية :المفهوم والتطور
- اليسار والفاشية
- المانيا: من يتحمل التكاليف طويلة الاجل للازمة الاقتصادية بسب ...
- فيروسات وادي السيليكون
- كورونا وأزمة الليبرالية الجديدة
- موت الليبرالية الجديدة
- بيرني ساندرس - الاشتركية الديمقراطية ،الطريق الذي أدعوا له
- سيناريوهات مستقبلنا بين الكارثة والامل
- هل الاشتراكية ممكنة
- مائة عام على اغتيال المناضلة الشيوعية روزا لوكسمبورغ كيف تنظ ...
- البحث عن المستقبل المفقود
- الحرب الاقتصادية: الاقتصاد السياسي للعنف
- فلورا تريستان المناضلة التي دعت الى الاشتراكية الانسانية.
- تصاعد الديون العالمية ،والدول الفقيرة تجابه المزيد من المشاك ...
- هل ستحدث أزمة مالية عالمية عام 2019!
- التيارات في حزب اليسار الالماني .. الوحدة والاختلاف
- طريق الشعب تشارك في مهرجان صحيفة المانيا الجديدة
- انتخابات البرلمان الاوربي وموقف اليسار
- لمحة عن واقع المرأة الالمانية في البرلمانات المحلية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم كويي - الأزمة الايدولوجية للرأسمالية