حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 16:14
المحور:
المجتمع المدني
وقعَت فتياتٌ تحت طائلةِ القانونِ لتخطيهن قيمَ المجتمع ِ حسبما وردَ في عريضةِ الإتهامِ. أثارَت قضاياهن مواقعَ التواصلِ وشغلَت حيزًا في المواقعِ الإخباريةِ الأجنبيةِ، فيهم من رأى أنه تعدٍ على المرأةِ خاصةً وأن الفتياتِ صغيراتِ السنِ وأن الملاحقاتِ لا تطولُ رجالاً.
قيمُ المجتمعِ كثيرةٌ، من ضمنهِا تجريمُ السرقةِ والسبِ والقذفِ والتعدي على الحقوقِ الخاصةِ والعامةِ. المجتمعُ المصري مُتخمٌ بالمخالفاتِ؛ سلعٌ مغشوشةٌ، بناءٌ مخالفٌ، تعدي على الطريقِ العامِ بعرباتِ الفولِ والأطعمةِ الفاسدةِ، قيادةٌ في الممنوعِ، تحويلُ شققِ الطوابقِ الأرضيةِ لأنشطةٍ تجاريةٍ بدون ترخيصٍ، سبٌ وقذفٌ عبر وسائلِ الإعلامِ، كلامٌ مغلوطٌ عبر مختلفِ الوسائطِ، تسميمُ حيواناتٍ في الشوارعِ، وغيره وغيره مما يعجزُ عنه الحَصرُ.
لماذا لم تُمنعْ تلك التعدياتُ؟ لما لا يُحاسَبْ مسؤولو الأحياءِ المرتشون؟ ألا يدلُ وقوعُ المخالفاتُ مساءً على انعدامِ الأخلاقِ في المجتمعِ وعلى تراخي المحلياتِ؟ لماذا لم يَطُلْ القانونُ جرائمَ السبِ والقذفِ علنًا؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ أليست كلُها تعدياتٍ على قيمِ المجتمعِ؟ هل وقَفَت قيمُ المجتمعِ عند فلانة وعلانة؟ هل هي قيمٌ مطاطةٌ؟ هل ترى بعينٍ واحدةٍ؟ هل تُعَرَفُ حسب الحالةِ؟
الحفاظُ على قيمِ المجتمعِ ضروريٌ في مواجهةِ كلِ التعدياتِ، حفاظًا على قيمِ المجتمعِ ذاتِها من التاويلِ والاستغلالِ. المجتمعاتُ السويةُ لا تُميِّزُ بين مخالفةٍ وآخرى ومخالفٍ وأخر. مخالفةُ قيمِ المجتمعِ تستوجبُ المحاسبةَ سواء وقعَت من مسؤولين قَصَروا عمدًا في أداءِ وظائفِهم أو من أفرادٍ تعدوا عليها بسوءِ نيةٍ، وسواء وقعَت من إمرأةٍ أو من رجلٍ.
لكن لَما كانت العقوباتُ لا تطولُ كلَ المُتعدين وكلَ التعدياتِ على قيمِ المجتمعِ أليس من الضروري أن نُعَرِفَ ما هي قيمَ المجتمعِ؟؟
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
Twitter: @albahary
www.albahary.blogspot.com
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟