أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
جاء في تقرير اليونسكو عام 2015 أنّ ما ترجم للإسبانية في ذلك العام يعادل ما ترجم إلى العربيّة منذ عصر الخليفة المأمون"786-833م" حتّى يومنا هذا. وممّا جاء في ذلك التّقرير أنّ الفرنسيّ يطالع 290 ساعة في السّنة، بينما يطالع العربيّ ستّ دقائق في السّنة.
وفي بداية العام 2020م وعندما صدرت روايتي الأخيرة "الخاصرة الرخوة" عن مكتبة كل شيء في حيفا، هاجمها وهاجمني بعض "المتأسلمين الجدد" بناء على تحريض أحد التّكفيريّين الذي يزعم أنّه من حماة الدّين دون أن يقرأ هو وهم الرّواية، فكنت أشكر "المهاجمين" على "حسن أخلاقهم!" وأرسل لهم الرواية إلكترونيّا، وأقول لكل منهم" ليتك تقرأ الرّواية أوّلا، وبعد ذلك سأقبل رأيك بها مهما وكيفما يكون." فردّ عليّ أحدهم:" نحن لا نقرأ لأنّنا مشغولون بعظائم الأمور."وهذا يؤكّد من جديد أنّ أمّة إقرأ لا تقرأ". ولست هنا في مجال البحث عن أسباب عزوف أمّتنا العربيّة الإسلاميّة عن المطالعة وزيادة المعرفة، وإن كانت أسبابها تنبع من "الجهل السّائد".
ومع أنّ العديد من الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة الشّريفة تحثّ على العلم والتّعلّم، إلا أنّ ذلك لا يحظى بما يستحقّ من اهتمام وتطبيق على أرض الواقع، حتّى أنّ خطباء المنابر يركّزون في خطب الجمعة على عذاب جهنّم، وكأنّ الله-سبحانه وتعالى - لم يخلق النّار إلا لتعذيب المسلمين الذين لا يطبّقون الشّريعة حسب فكر الخطيب! ومن يستمع لغالبيّة هؤلاء الخطباء يحسب أنّ المسلمين قادة وشعوبا ودولا هم سادة العالم في المجالات كافّة! دون الإنتباه أنّ العرب والمسلمين وبفضل القادة الأشاوس قد تفوّقوا على العالم بهزائمهم المتلاحقة، وبسيادة الجهل السّائد الذي أدخل الأمّة في حلقات مفرغة من التّخلف الذي يقود إلى الجهل حتّى في الفهم الصّحيح للدّين.
ومن أهمّ أسباب هذا كلّه هو الإنغلاق على ثقافات وحضارات وعلوم الشّعوب الأخرى. ودون إدراك أنّ العلوم والثّقافة والحضارة الحقّة هي ملك عامّ للبشريّة.
وهل ننتبه أنّ أحدا من الأمّتين العربيّة والإسلاميّة لم يكلّف نفسه عناء البحث عن الأسباب التي جعلت هذه الأمّة تسود البشريّة بحضارتها في مرحلة تاريخيّة، ولم يتساءلوا عن أسباب تراجعهم عن ذلك؟ فبعد أن حكموا العالم تراجعوا وأصبحوا مطيّة للدّول الإستعماريّة الطامعة بثروات هذه الأمّة. لكنّ هناك ما يشبه الإجماع من الخطباء ومن أتباعهم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ"، فأين نحن من الحديث الشّريف الذي يقول:" اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا" فهل نوفّق بين متطلّبات الدّنيا ومتطلّبات الآخرة، أم نعيش للآخرة فقط؟
وبسبب الإنغلاق والجهل حول الشّعوب الأخرى فإنّ البعض منّا يعتقد وبإيمان غير قابل للنّقاش بأنّنا نعيش في رخاء ونعيم تفتقده الشّعوب الأخرى "الكافرة"! وقد يجد المرء عذرا لهؤلاء الذين يعيشون نعيم جهلهم لأنّهم يجهلون كلّ شيء عن الأمم والشّعوب الأخرى. لكن لا عذر لهم في الاستمرار بهذا الجهل. فكم منّا مثلا يعلم أنّ دولة مثل بلجيكا عدد سكّانها ستّة ملايين نسمة وثرواتها تعتمد على صناعة الأخشاب وصيد السّمك يعادل دخلها القوميّ دخل السّعوديّة أكبر منتج للبترول في العالم؟ وأنّ دولة مثل اسبانيا والتي تعد من أفقر الدّول الأوروبّيّة يعادل دخلها القومي دخل الدّول العربيّة مجتمعة؟ وهل تساءلنا عن أسباب ذلك؟
وهل فكّر بعضنا بأسباب الحروب الدّاخليّة في بلادنا العربيّة؟ وإلى أين ستقودنا هذه الحروب؟ وهل تساءلنا عن تحالفات دولنا مع الدّول الإمبرياليّة التي تحتلّ أراضينا وتنهب خيرات شعوبنا؟ وهل تساءلت شعوبنا عن أسباب تغيير التّحالفات واعتبار الأعداء أصدقاء والأصدقاء أعداء، والإستعداد للقيام بحروب بالوكالة لتحقيق أهداف الأعداء؟ وهل نتساءل كيف أخرج القادة أمّتنا من التّاريخ؟ وهل نتساءل عن كيفيّة نشوء الشّعوب والدّول وكيفيّة زوال شعوب ودول؛ لنتلافى ضياع أمّتنا؟ والحديث يطول.
3-8-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر
- خلف العبيدي والسيرة الغيرية
- سليم بركات وأبوّة محمود درويش
- بدون مؤاخذة-I can,t breathe
- بدون مؤاخذة- العنصريّة في أمريكا
- بدون مؤاخذة-حزيران الهزائم
- بدون مؤاخذة-إلى أين نحن ذاهبون؟
- بدون مؤاخذة- أمريكا والحب القاتل
- - من سخافات الفيس بوك
- بدون مؤاخذة- صراحة مفرطة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره