صلاح حسن رفو
(Salah)
الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 10:30
المحور:
حقوق الانسان
الاولى
10.8.2014
لابد من البحث عن مأوى آخر، ومسكن غير هذا ، فالأحياء من عائلتي وصلوا منهكين، والأموات لا ينتظرون منا دموعاً أخرى، حساب الفندق باهظ ،فقد كنت استأجرته لأيام لحين معرفة شيء عمّا أحدثه داعش من معضلات في المناطق التي استولت عليها في العراق وسوريا، وهي لم تكتفِ بذلك فها هي تدمر مدينتي سنجار وتفتك بأهلها فتكاً مروعا في صورة ولا أبشع معلنين عن دموية هذا التنظيم، لكن ثرثرتي الآن غير مجدية ، فمعي القليل من المال ،ومع ما جلبته عائلتي وإخوتي من مال ، يتطلبُ مني إيجاد مكانٍ مناسبٍ لأشهر لحين عودة الأوضاع إلى طبيعتها ،وتتحرر مدينتي.
الشوارع وهياكل البناء غير الجاهزة و،الجسور اكتظت بالأيزيديين الهاربين من هذا الجحيم. مثل حشود النمل تستولي على كل فراغ في هذه المدينة ، هاهم يفترشون كل زاوية وكل هيكل فارغ وكل رصيف وينامون منهكين، متعبين دون غطاء.
11.8.2014
أجد أن لغتي الإنكليزية جيدة ،وهذا سيساعد على إمكانية العمل مع المنظمات القادمة للإغاثة، كذلك هي فرصة لأحصل على بعض الأكل لهذه الأفواه الجائعة إذا ما تم توزيع المواد الغذائية، أو أعطوني المال مقابل خدماتي، وهذا ما أرجوه. الخطوة الأهم ألاّ أبقى مكتوف الأيدي وأبكي، وأنوح مثل أهلي، لابد لأحد أن يستنهض الهمم، فالمأساة كبيرة، والشرخُ عميق ، وجرح الإنسانية أعمق ، ولعلي من خلال العمل أنسى غدر الجيران وخذلان النفس من الجميع ،وصدمة العمر التي أمر بها الآن ،
نعم بكل تأكيد ،لم تصادفني من قبل و لن تصادفني صدمة بهذا الحجم ما حييت.
12.8.2014
أخبرني أحد الأصدقاء صدفة بوصولِ منظمة فرنسية للإغاثة و مهتمة بشؤون الحرب واللاجئين إلى كوردستان بسبب الأحداث الأخيرة ، وقد سارعت في البحث عن اسمها وبريدها الإلكتروني، لعلي أحظى بفرصة العمل الميداني معهم ، لأخرج من هذه الأجواء، أجواء اليأس والكآبة، والحزن التي أعيشها مع نواح الأهل، كذلك كنت جاداً في البحث عن منزل لأيوائنا ،بعد انتهاء المدة التي حجزنا فيها الفندق.
الفندق الذي حجزته لأجل الاستراحة والاستجمام وإيجاد طريقة للاستفادة من شهادتي الجامعية ، أصبح فجأة مأوانا ومنقذنا من التشرد .
أظنني سأنجح في مسعاي في إيجاد بيتٍ جديد ،لكن ماهو مؤكد أنه لا فرشَ فيه ولا طباخ أو ثلاجة ،فقط سقفٌ نظيف ،وهذا حلمُ كل عائلة سنجارية الآن.
#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)
Salah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟