أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العهر الأخلاقي والثقافي 6















المزيد.....

العهر الأخلاقي والثقافي 6


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 467 - 2003 / 4 / 24 - 05:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الحرية ... العدالة ... الاستقلال ، هذا هو الشعار الذي رفعه مايقارب من خمسة ملايين مواطن من ابناء العراق وهم يحيون ذكرى ثورة الامام الحسين (ع) وفي مدينة كربلاء ( كما رفع ابناء الموصل والناصرية والبصرة وبغداد وباقي مدن العراق الشعار نفسه ) ، ولا اعتقد إن هذه الكلمات الثلاث بها من اللبس ، أو من عدم الوعي بمضمونها ، أو هي كلمات ( لرعاع جهلة ) كما يحلو لخفافيش الظل ، ومروجي ثقافة (  سلاما أيها الاستعمار ، مرحى أيتها الخيانة ) من ترويجه كما كتب أحدهم : ( إن دعوات خروج القوات المتحالفة من العراق اليوم تقع بين تيارين  : تيار يقوده بعض العوام لجهل مستحكم في النفوس ، وتيار يقوده انتهازيون لهم مصالحهم المباشرة في خروج تلك القوات … ) ، خمسة ملايين من ابناء العراق ، خمسة ملايين زائر لكربلاء الفعل والفجيعة ، كربلاء الثورة والرمز ، كربلاء ثقافة ال( لا ) للخيانات وتجار الوصاية ، كربلاء الحسين (ع) ، وخلف هؤلاء الزائرين ملايين ينتمون اليهم من الأهل والاقرباء ، أي أن الصوت الذي دوى في كربلاء مطالبا بالحرية والعدالة وبعراق دون احتلال ، كان صوت العراقيين أجمع ، ولا أعرف كيف يتجرأ البعض من ابناء الإماء أن يصادر صوت شعب بأكمله خدمة لغاز محتل ، وأن يصف هذا الصوت بأبشع وأحقر وأنذل وصف وهو ( صوت لعوام جهلة ) ، أقول لأرباب الخيانة ومادحي الغزاة ، ليس هناك في العراق من عوام جهلة ، بل وحدكم طوائف العار من يستحكم الجهل بهم ، فهل يعتقد سماسرة الخيانة أن هناك من يسمع وصاياهم ( في عراق الحضارة والوعي والزهو النبيل ) بالانسحاق للغزاة والتبرقع بعباءات العبودية ،يبدوأن عشق العبودية لدى البعض قد أوجد معادلا لعامل الاحتقار للذات ، للحدّالذي ماعاد الاحساس بالوجود ممكنا وممتعا دون الانسحاق لعبودية  ، والاستمتاع بمكارم السيد الذي يجلد هذه الذات ويصادر كيانها ، إنه مرض (احتقار الذات والاحساس بالدونية أمام الاخر) متأصل عند الكثيرين من الذين لايتمتعون بوجودهم دون انحناءة تصادر كيانهم وتمسخ فعلهم الحياتي والانساني والثقافي .
 أصبح هؤلاء ينظرون إلى الحرية باحتقار كونها داء ينهش عقولهم المستسلمة أبدا إلى الالغاء ، بل وينظرون إلى دعاة التحرر والخلاص من العبوديات بنظرة عدوانية ، بل وتسفيه خطاب االتحرر وفعل الانعتاق ( لاغرابة من أن يشنّ أبناء العبودية حملات تشويه وتهجم على كلّ من يحاول التذكير بحاجتنا إلى وطن دون طغاة أو غزاة ، كما هي الهجمة الشرسة على سعدي يوسف نموذجا) تحت حجة أن لا قدرة لنا في العيش وبناء الوطن دون محتل ( الانسحاق والتسليم بعلو الاخر حتى وأن كان غازيا ) تسمو عظمته و قدرته العقلية والذهنية في تحديد الفعل  ورسم حدود الحاضر والمستقبل ، وحتى مناهج الحياة الفكرية والأجتماعية والأقتصادية وتنصيب الحاكم وتلقين المحكوم ، فلا غرابة من أن يتصرف المتأمركون ( من المؤسف وصفهم بالعراقيين )  من عملاء ونهازي فرص ومن دعاة احتلال وفارضي وصايا على الشعوب والأوطان، بسلوك منفلت من الدونية وإلغاء الذات ومباركة العبودية و الاحساس بالوجود وثرائه من خلال التمرغ تحت أقدام الغزاة مستبدلين مواضع الرأس والقدم ، وتلقي سياط السيد والتمتع بلذة الجلد التي تنخر الكيان والوعي والضمير ، ومصادرة الوجود الفطري الذي يؤكد حرية الأنسان ( بل   والشعوب بشكل عام ) وقدرته على الفعل ورسم ملامح كيانه المستقل والفاعل وتأكيد التفكير والوجود ( أنا أفكر أذن أنا موجود ) .
نماذج من العهر:
نموذج للصلف العهري وثقافة الانبطاح ، كاتب يبيح العبودية ويصادر إنسانية وكيان العراقيين بكتاباته السيئة ، بل يلغي عن العراقيين أي نمو ووعي حضاري ، وينظر لمفهوم الوصاية على العراقيين ( من قبل الغزاة ) حتى في الحفاظ على معالم العراق ومقتنياته الحضارية :
( اعتقد من حسن الطالع أن تدير أرقى دول العالم أرقى حضارات التاريخ، فآخر حضارة تستعيد أول الحضارة!!.... إذن الحضارة ملزمة بحماية معلمها الأول من أن يقوده الجهل والخراب والظلام.) متناسيا أن أسياده من أورثونا الطاغية ، ومن حرقوا مدن العراق ( بحجة الطاغية أيضا ) وسرقوا العراق أرضا وثروة وحضارة ، فهل يعتقد هذا المخلوق المنسحق  بالخيانة أن المساكين من ابناء العراق والذين  فتح لهم الغزاة أبواب المتحف العراقي لكي تصورهم عدسات الكاميرات على أنهم لصوص ورعاع صادروا حضارة بلدهم ودمروها نتيجة الجهل ( نفس الوصف الذي يكيله ابناء الخيانة على العراقيين في كتاباتهم الان ) ، وهل هم من أوصل هذه المقتنيات إلى فرنسا ونيويورك ، أحقا هو فعل هؤلاء الصغار الباحثين عن مقعد أو مروحة في ثنايا المتحف ، أم هو فعل أسيادك من ابناء الحضارة الأخيرة والذين سرقوا وصادروا الحضارة الأولى، ومن هم قادة الجهل والخراب والظلام ؟ .
يسفه هذا المنفلت من قيمه كلّ رمز أو قيمة وتحت مفهوم الانفلات الحضاري وربما العهري وحرق ورمي كل ّ مايؤكد انتماء الانسان اليه فيكتب :( احد الفلسطينيين الاحرار ، وهو شخص متمرد مشهود لشجاعته،قال لي: كم اتمنى لو افجر المسجد الاقصى ونتخلص من هذا العبئ الذي يدفعنا اليه المسلمون كي نموت وننتحر . )
هي دعوة ملفقة ( أنا على يقين لايوجد حتى أدنى تافه من الشعب الفلسطيني يصرح بهذه الكذبة الذئبية ) بل محاولة هذا ( المتمرد الورقي ) إيجاز( الخطاب الأمريكي بصليبية الحملة كما أعلنها بوش ) فالانتصار ديني وعليه ضرورة هدم العراق أو تبرير هدمه من قبل الأمريكان ، وربما هي مقاربة بين هدم المسجد الأقصى وضرورة هدم ( بمفهوم هذا العبثي الكذبة ) ضريح الأمام الحسين (ع) أو الأمام علي (ع) أو جامع أبي حنيفة أو مراقد وجوامع أخرى تناغما مع الرؤية الأمريكية للحرب ، ثم أي مقدس أو محرم يمتلكه هذا النموذج ، أنا على يقين  أنه قد يبيح حتى .... إذا ماطلب هذا أحد جنود الغزاة من ..... العراق .  يغازل في موضع اخر وبنفس المقالة  ديانة المحتل على حساب مشاعر وانتماء العراقيين العقائدي : ( الأمر الذي لا يجعلنا أمام أي عذر لديمقراطية لبنان لولا الثقافة المسيحية،التي هزمها بعض الشيء خطاب الاستبداد المزدوج بعروبته وأسلمته،بيساريته ويمينيته المتباطنة.)
يبدو أن خطاب هذا المعجون بالخذلان والانهزامية قديم ، قدم روحة المشرئبة للهزائم والذل والاحتلال ، وربما كانت سنوات الغربة لديه سنوات تقديم الخدمات لكل من يدفع ، وبيع كلّ مايملك وطنا أو ....  : (في عام 1985 سألني الشاعر ستار موزان متى تعود للعراق؟ قلت له إلا إذا كان محتلا من دولة غربية .) هكذا يكتب أبناء الخديعة ومروجو ثقافة المكدونالد ، هكذا يرحب أجلاف العمالة للرامبوية الأمريكية وهي تحرق وتدمر وتذلّ العراق ، بل يتغزل هذا (المخلوق على هيئة ذلّ ) بدبابة الموت ويصفها : (ايها المارينز شكرا لدباباتكم تكتب اجمل قصائدنا .... ايها المارينز ، الغرباء الذين عرفونا الوطن.. الجنود الذين لبسوا مجد الانبياء.. )
(ايها المارينز هوذا ارض كوكبكم الاول، تعالوا لتحموه منا نحن سكانه..) نعم كتبت لك دبابات المارينز اجمل القصائد بدم العراقيين ، بنثار أجسادهم ، بعيون الأطفال المفقوءة ، وبأعضائهم التي صادرتها شظايا قذائف دبابات المارينز ، بآلامهم وتوجعهم وبكائهم الذي أبكى حتى الرب ، ولكن من أين لمن يتغزل بموت أطفال شعبه ويجد في عذاباتهم اجمل القصائد ، آدمية تنتمي وتحب وتعتز، ثم من يمجّد الموت أنت وتلاميذك الخائبين الذين تدفعهم للتهجم على الشاعر سعدي يوسف أم سعدي نفسه ؟ ، صدقني أنك بحاجة لحماية من نفسك ، كذلك أطفالك ومن تتسيد عليهم . لأن الكثير ممن لايمتلكون الوعي الكافي والمنبهرين بخطاب العهر هذا ، محاولين تقليده ( كنوع من الحداثة وعبثية رفض الانتماء ) كما كرّرهذا البعض كببغاء ماقاله ( العبثي الأول ) حيث يكتب   احدهم  مستنسخا نفس الخطاب السابق وبعد أقل من يوم :
( جزء من حزني الكبير على الأشياء التي نهبت خلال الأسابيع الفائته  سوف يتلاشى اذا علمت انها سوف تصل الى متاحف العالم أوليست في النهايه جزء من حضارتهم وتاريخهم الانساني )
ويكتب آخر وبنفس المنحى التخريبي للقيم والمقدسات ودفاعا عن الاحتلال :
(  لست بعالم أجتماع لأكتب عن الذي أصاب ذواتنا وأرواحنا  وأسباب هذا التراجع المريع(الدين , المجتمع , تخلف النخبه المثقفه)
أن هذا القصور في الوعي السياسي وخصوصا لدى البعض (الشباب) الذي يحاول أن يقلد الغرب ومفاهيمه بنبذ القيم والنبل والانتماء بل إشاعة ثقافة الانفلات وحرية الجنس ، ورفض مفهوم الوطن وقواه الوطنية تستثمر من قبل الضالعين في احتطاب الوعي المبكر لهؤلاء الشباب ودفعهم في طريق العري الحياتي والفكري والأخلاقي ( الكاتب أعلاه نموذجا) .
نماذج من العهر لا تحتاج إلى تعليق :
· من المؤسف حقاً أن نسمع الآن صيحات من جهات لا تدرك المخاطر المحيقة بالوطن، يطالبون برحيل القوات التي حررتهم
· ومن الشعارات التي رفعت تقول: (لا للأمريكان لا لصدام) إن رفع هذه الشعارات الديمامغوجية وتحريض الجماهير ضد الحلفاء أمر يبعث على القلق
· هؤلاء في الناصريا لا يعلمون ماذا حصل من تطور مذهل في العالم
· إن مقاومة الأمريكان التي يتبجح بها البعض من الأدباء الأصنام  والدكاترة المتحجرين ما هي الأ كذبة واضحة من كومة الأكاذيب التي أبتلانا الله بها نحن معشر العراقيين خلال سنين طويلة وما هي الا محاولة بائسة للنيل من حالة الحرية والسرور والسعادة التي أنعم الله بها على العراق وشعبه على أيدي قوات الحلفاء .
ملاحطة :أنني أكتب عن ظاهرة لا عن أشخاص ، وعن وطن لا عن سجال شخصي ، أؤكد بأنني غير ملزم بالرد على كلّ مقال أو رد على مقالي .

 



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد
- تفاصيل الذاكرة
- عواء البنادق


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العهر الأخلاقي والثقافي 6