كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6633 - 2020 / 8 / 1 - 11:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رفضت أثيوبيا محاولات مصر والسودان، وجامعة الدول العربية، ودول الاتحاد الإفريقي إقناعها بتأجيل خططها لملء خزان سد النهضة حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل بشأن تقاسم مياه النيل، وأعلنت انتهاء المرحلة الأولى من ملء السد، وقال وزير خارجيتها جيدو أندارجاشيو إن هدف السنة الأولى من ملء السد تحقق بالفعل، وهنأ الشعب الإثيوبي بهذا الإنجاز بالقول" نهنئكم، كان نهر النيل وأصبح بحيرة ستحصل منه إثيوبيا على التنمية التي تريدها. في الواقع النيل لنا."
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن خطوة بلاده هذه تمثل إنجازا تاريخيا يدل على نهاية عهد استخدام نهر النيل بشكل" غير عادل"، مما يعني أن المرحلة الأولى والأساسية من بدء عملية ملء السد انتهت بانتصار حاسم لإثيوبيا، التي مزقت كل الاتفاقيات التاريخية التي كانت تضمن الحقوق المائية لمصر والسودان بحجة أن تلك الاتفاقيات تم توقيعها أيام الاحتلال الأجنبي لها.
سد النهضة يهدد أمن مصر والسودان المائي، وستكون له تداعياته الخطيرة على توفير مياه الشرب للمواطنين في البلدين، وعلى محطات توليد الكهرباء، والمحاصيل الزراعة، وعلى الوضع الاقتصادي والمعيشي لملايين المصريين والسودانيين؛ ومن المؤسف القول ان إثيوبيا تمكنت من بناء السد والانتهاء من مرحلة الملء التجريبي للخزان بقرارات منفردة، ... دون أي التزام ... عليها لمصر والسودان سوى الاستمرار في التفاوض!
فماذا كانت النتائج الأولية لملء الخزان؟ " بداية الغيث قطرة!"، فقد أعلن السودان عن انحسار مفاجئ في مستوى مياه النهر وخروج عدد من محطات مياه الشرب عن الخدمة، وأعلنت مصر عن بدء خطة شاملة لترشيد استهلاك المياه، والقادم أعظم! وماذا كانت ردود فعل مصر والسودان؟ جعجعة وكلام فارغ على الطريقة الرسمية العربية! فعندما أعلنت إثيوبيا أنها بدأت بملء السد في 15/ 7/ 2020 رد النظام المصري بأنه لن يسمح بالملء الأحادي؟ وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي عندئذ " ماء النيل حياة أو موت " بالنسبة لمصر، وإنه لن يسمح بفرض الأمر الواقع، لكن إثيوبيا لم تهتم بما قاله السيسي، وفرضت الأمر الواقع، وها هي تمارس التحدي وتقول " النيل نيلنا "، وتكشف المزيد من الهوان المصري والسوداني.
إثيوبيا نفذت ما أرادت بسبب ضعف مصر التي انكفأت على نفسها بعد أن وقعت اتفاقية السلام مع إسرائيل، وتخلت عن دورها القيادي في القارة الإفريقية، وتنازلت عن قيادة الوطن العربي وسلمتها لبعض قادة دول النفط الفاسدين والمفسدين المتحالفين مع أعداء الأمة العربية، " فهانت وسهل الهوان عليها "، وأضاعت نفسها، وأضاعت الوطن العربي معها! فكما هو معروف عندما تكون مصر قوية ومتحدية وبخير وتقود الوطن العربي، تكون هي والوطن العربي بخير، والعكس صحيح!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟