أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - صرخة ضد التمييز حسب العائلة أو المهنة أو الشهادة العلمية (الإيجابي والسلبي)!














المزيد.....

صرخة ضد التمييز حسب العائلة أو المهنة أو الشهادة العلمية (الإيجابي والسلبي)!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6632 - 2020 / 7 / 31 - 12:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1. صرخة ضد التمييز حسب العائلة (الإيجابي والسلبي):
يقولون: هذا "وِلدْ عائلة أو وِلدْ أصل". أتساءل: والآخر، وِلدْ مَن؟ هل هو وِلدْ ك..؟ من حسن حظ البشرية أن الأخلاق الهابطة والتربية السيئة كما الأخلاق العالية والتربية الجيدة لا تُورَّث جينيا بل الأولى تُكتسب بالكسل والثانية بالكد والجد والعمل فكل فردٍ قادرٍ إذن على اكتساب أخلاق عالية وتربية جيدة إذا أراد واجتهد.

2. صرخة ضد التمييز حسب المهنة (الإيجابي والسلبي):
يُكتب على قفا بطاقة التعريف الوطنية التونسية مهنة حاملها: أستاذ، طبيب، مهندس، عامل يومي، متقاعد، إلخ.
تقود سيارتك الخاصة، ترتكب خطأ مروريًّا، يوقفك شرطي المرور ويطلب أوراق السيارة مع بطاقة الهوية فيخاطبك مبتسما إن كنت طبيبا أو أستاذا وعابسا إن كنت عاملا يوميا. أتساءل: ما الفرق في السياقة بين سائق طبيب أو سائق عامل؟ لعل العامل السائق يكون أفضل في السياقة من الطبيب السائق! ما دخل المهنة الأصلية للسائق في حذق السياقة؟ ما ذنب السائق العامل وبماذا يمتاز عنه الطبيب السائق في احترام إشارات المرور؟ لماذا يُمنح الطبيب السائق امتيازا من قِبل الشرطي ويُعامل معاملة حسنة وفي جل الحالات يُعفى من تطبيق القانون إذا أخطأ؟ لماذا لا يُمنَح العامل السائق نفس الامتياز من قِبل الشرطي ولماذا يُعامل معاملة سيئة وفي أغلب الأحيان تُسلَّط عليه عقوبة مالية إذا أخطأ؟ يبدو لي أن العاملَ الطيبَ أجدر بالمعاملة الحسنة من الطبيب التاجر أو الأستاذ مقاول الساعات الخصوصية وقد تخفي المهنة عورات لا نراها.
أطالب بحذف المهنة من بطاقة التعريف حتى يُعامَلَ التونسي في الطريق العام كمواطن وليس كطبيب أو عامل لأن الطبيبَ طبيبٌ في المستشفى أما خارج المستشفى فهو مواطن متساوٍ في الحقوق مع جميع المواطنين، اللهم إذا كان في مهمة في سيارة إسعاف.
يبدو لي أننا، نحن التونسيون، نخلط بين الحقوق والواجبات. الناس ليسوا سواسية في أداء الواجبات، العامل ليس كالطبيب، كلٍّ حسب اختصاصه لكنهم سواسية في الحقوق وبهذا فقط المواطن المتحضر عن المواطن غير المتحضر.
يُحكَى أن في دولة مصر الشقيقة يُكتب اسم الدين على بطاقة الهوية. يُحكَى أن في دول الغرب الصديقة لا يُكتب نوع المهنة ولا اسم الدين على بطاقة الهوية إذا وُجدت (في أمريكا لا توجد بطاقة تعريف عليها بصمتك وكأنك متهم)، والمقارنة مع الأحسن أفضل. من حسن حظي أنني لم أعد مميزا في بطاقة التعريف: في بطاقتي، حُذِفت كلمة أستاذ وحلت محلها كلمة متقاعد فأصبح المتقاعدون من مختلف المهن سواسية رغم أنوفهم.

3. صرخة ضد التمييز حسب الشهادة العلمية (الإيجابي والسلبي):
عادة ما يتكبر بعض الناس بشهاداتهم العلمية ويصرّون على البحث عن التمييز الإيجابي ولا يرضون إلا بـمخاطبتهم بـ: "يا دكتور، يا أستاذ". لا يكون الدكتورُ دكتورا إلا في اختصاصه وعادة ما يكون اختصاصه ضيقا ومحدودا جدا فمثلا أنا -وأعوذ بالله من كلمة أنا- أنا دكتور في تعلمية البيولوجيا (يعني كيف تُعلِّم أو تتعلم البيولوجيا)، لكنني لا أفقه إلا القليل في أقرب الاختصاصات إلى اختصاصي مثل تعلمية الرياضيات أو الفيزياء ولا أفقه شيئا في الفقه والفلك والشعر والفن والجغرافيا والاقتصاد وصيد السمك وقائمة جهلي بالمعارف المتبقية أطول من نهر النيل وأتساوى مع أي إنسان عادي في غير اختصاصي وقد أضرّك أكثر مما أنفعك إذا استشرتني ووثقت فيّ في غير اختصاصي وقد يفيدك آخر ممن هو أقل مني شهائد وقد تجد في مجتمعنا دكتورا جاهلا بعديد المواضيع الاجتماعية الهامة وتجد فاقدَ شهائد أعلم منه بكثير في هذه المواضيع وقد صادفت بنفسي هذا الصنف النوعي من العالمين العِصاميين.

خلاصة القول: أنا أقف بشدة ضد التمييز حسب العائلة أو المهنة أو الشهادة العلمية (الإيجابي والسلبي)، لكنني في الوقت نفسه أقف وبحماس مع التمييز الإيجابي للمعاقين وكبار السن كأن نخصص مثلا حصة خاصة في كل وزارة لانتداب المعوقين عضويا أو نبجّل مسنا في الحافلة أو في الصف.

إمضائي المحيّن:
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -واقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد". لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي. عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من فكرك، فإذا كانت مخالفة لإيديولوجيته، شجعك وشكرك، وإذا كانت غير مخالفة لإيديولوجيته تجاهلك واحتقرك. "ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 7 أكتوبر 2015.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن ننقد الدولة على ما لم تفعله، علينا أولا أن ننقد أنفسن ...
- طوفان.. طوفان.. ولا سفينة في الأفق!
- ما هي مواصفات الفرد التونسي التي أنتجها النمط الحضاري-الرأسم ...
- ماذا أنتظر من وزير السياحة القادم؟
- حضرتُ اليوم ندوةً حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من وجهة ن ...
- الجيش المصري أصبح في عهد السيسي جيشًا شَرِهًا نَهِمًا جَشِعً ...
- خدعوكَ أيها الشعب التونسي الفقير بقولهم أنك كريمٌ!
- مَن شابَه أباه، فقد ظلم مستقبله!
- بماذا تتباهون على الصغارْ يا كبارْ؟
- -يجبُ إعادةُ أنسَنَةِ الإنسانيةِ-: صيحةٌ أطلقها الفيلسوف الف ...
- ماذا تفعل وزارة التربية؟
- وهل رأينا كبارَنا يقرؤون حتى نلومَ صغارَنا؟
- حضرت اليوم ندوة استشارية حول إعداد قانون ترتيبي للاقتصاد الا ...
- لماذا، في بلدي؟
- أربعة نماذج للتفقد البيداغوجي في مختلف الأنظمة التربوية في ا ...
- شهادة على العصر: أستاذ تونسي متعاون في الجزائر (80-88)
- نقدٌ في العُمقِ للمدرسة الليبرالية (L`école libérale) السائد ...
- حكايتي مع الوزير
- حضرت اليوم ندوة ثقافية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
- بعضُ مسبّبات الغش والعنف التلمذيَين؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - صرخة ضد التمييز حسب العائلة أو المهنة أو الشهادة العلمية (الإيجابي والسلبي)!