أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - هل نستحق إحترام العالم ؟















المزيد.....

هل نستحق إحترام العالم ؟


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لا يكون هذا السؤال رد فعل داخلي و محاولة للنقد الذاتي عندما نتحدث عن إزدواجية العالم تجاة قضايانا ؟

بدر إلي ذهني هذا السؤال عندما وصل إليً كيف أن الرئيس اليمني قد أفاق من كذبتة الكبري بعدم ترشيح نفسة لرئاسة اليمن بعدما خرجت المظاهرات المدفوعة الأجر مقدما تطالبة بالبقاء و عدم الرحيل حتي لا تضيع اليمن وشعبها في ظلمات العالم , علي طريقة السيد جمال عبد الناصر عندما تنحي بعد هزيمة 1967 محاولا الفرار من المسائلة بمسرحية دراماتيكية من إخراج مستشارة الصحفي صور ناصر فيها و كأنة "هاملت" ذلك الأمير "الشيكسبيري" الذي تكالب علية الإنس و الشياطين معا .

تكرر إلي ذهني نفس المشهد عندما رأيت السيد صالح يعلن إستجابتة للصرخات المطالبة ببقائة.

و ما بين موقف ناصر و ما بين موقف صالح نجد دليل واضح علي درجة التطور التاريخي لحالة الإنحطاط التي أصابت العقلية العربية, حيث أن الأول كان يريد التملص من مسؤليتة و خرج شعبة رغم هيستيرية مظهرة إلا أن إصرارة علي بقاء ناصر قد يكون معبرا عن شعور الجماهير المندفعة بحجم الورطة و مدي وطئتها بصورة تجعل بقاء ناصر سببا جوهريا لإزالة أثار الفساد الذي سمي زورا "عدوان" وما هو إلا إستبداد وصل إلي أسوء الدرجات فجلب محتلا, أما موقف صالح فهو السودوية بعينها حيث يقبع اليمنيون تحت الفقر و الجهل و المرض و فوق ذلك كلة البطش الأمني و الأرهاب الذي أفرزة إستبداد السيد صالح علي مدي أكثر من ربع قرن, و رغم كل ما حاق بهذا الشعب إلا أنة خرج مدفوع الأجر مطالبا ببقاء المستبد الأكبر عن طواعية و بدون أي نواغص ضميرية قد تعيد تلك الجماهير إلي رشدها, فبدلا من تأييدة تطالب بمحاكمتة محاكمة عادلة علي ما دار بالبلاد علي مدي ربع قرن .

الفاجعة الكبري تقول أن تلك الشعوب هي من تلعن العالم ليل نهار و تتباكي علي إزدواجية معايرة المقدسة التي تضربنا يوميا و تسقط دولنا و تحتل أرضنا و تبيد شعبنا و تضطهد المسلمين و تريد رأس الأسلام .. إلخ من المفردات الغوغائية الذي تعودنا علي سماعها من الشعوب العربية و الأنظمة في أن واحد ففي كراهية الغرب تتفق الشعوب مع الأنظمة و لكن لكل منهما أسبابة و دوافعة التي بالقطع لا تتقاطع أبدا و لا يمكن أن يكون لدوافع الطرفين أي صلة, فالأنظمة العربية دائما لا تريد سوي مقاعد السلطة و هي دائما ضد الغرب الذي يستغل قذارتهم لتمرير مصالح شعوبة فيكشف عوراتهم أمام أنفسهم و ما أقسي أن توصف العاهرة بعهرها و تستغلة لمصالحك, أما الشعوب العربية فلا تريد سوي الجنة و كفي, كنتيجة حتمية لحالة التجهيل المتعمد و التديين الأمني الإنهزامي الذي لا يوجه العقل سوي نحو السماء و يكفي علية تراث فقهاء السلطان علي مدي التاريخ العربي الأسود علي مدي 1400 عام الملئ بقاذورات الحكام و فقهائهم و إستبداد الأثنين معا في مواجهة الشعوب المسكينة التي فتحت بلدانها زورا و بهتانا تحت دعوي نشر الأسلام و ما نشروا إسلاماً و لا يحزنون بل إغتصبوا الأوطان و شعوبها و إستباحوا ثقافتها و تراثها و جعلوها عبيدة للسيد العربي القادم من مجاهل الصحراء تارة و تارة أخري للحكام الشواذ و المجانين و المماليك .

كان من الطبيعي أن يتبادر علي ذهني هذا السؤال , هل نحن فعلا نستحق الإحترام ؟
و كانت قاطعة ...... بالطبع لا

لا نستحق الإحترام و لا حتي أمام أنفسنا حتي لو زينا شكلها الخارجي بمخدرات المظهر كحجاب أو نقاب أو لحية أو زبيبة صلاة, و نخرج لندعي علي العالم العفة و الشرف , و ما نحن إلا مدلسين نعرف حقيقتنا السوداء التي تطفح علي جلودنا فنلجأ للتغطية بدلا من المكاشفة و إعلان حقارتنا أمام أنفسنا .

كيف نطالب بأن يحترمنا العالم و نحن نقبع بلا حراك منذ ما لا يقل عن نصف قرن تحت حكام إستخدموا ضدنا كل ألوان البطش و الأستبداد و أدمنوا إحتقارنا تحت كل المسميات بصورة سادية جعلتنا أكثر ماسوخية نستلذ بتعذيبهم لنا و نخرج لنصرخ في الطرقات مطالبينهم بجرعات أعلي من العذاب و الأستمرار في قمعنا لمدد أطول و براحة ضمير أكثر .

كيف يحترمنا العالم و نحن لا نقبل من أنظمتنا سوي دور المفعول بة دائما بلا اي حراك و لا إعتراض إلا لقلة ربما توصف أحيانا بالجنون و أحيانا أخري نوصفها كما توصفها الأنظمة بالعمالة و الطابور الخامس, فقد تربي العقل العربي علي عقلية الجماعة و القبيلة البدوية و من خالف شيخ القبيلة فهو إما مجنون أو عميل لإحدي القبائل المجاورة التي تريد أن تنقض علينا فتفترسنا و تسبي نساؤنا و أطفالنا قبل أن نبادئهم نحن .

و عندما قامت تلك الشعوب لتعبر عن نفسها لم تجد سوي العالم الحر متنفسا لها تعبر فية عن عقدها الداخلية و أمراض الأستبداد التي زرعت فيها علي مدي نصف قرن بإرهاب حقير يقتل الأبرياء و يهدم الأبراج و يخطف الطائرات و يطير الرؤس أمام أعين شاشات التلفاز .

لم توجه رصاصة واحدة و لا ثورة واحدة تجاة تلك الأنظمة التي هي في الأصل أسوء من ألف إحتلال و تاريخها الأسود في القمع لا يتشابة مع سجلات أي محتل غربي, فسجلات قمع المحتل الغربي ثبت علي مدي التاريخ أنها كانت أنقي و أكثر بياضاً من الصفحات السوداء لهؤلاء الحكام التي إختلط فيها لون الدم بسواد الزنازين برائحة الموت القادمة من قاع حمامات الأسيد و المقابر الجماعية .

قطعا لن يحترم العالم شعوبا خرجت تدعو مستبديها للبقاء أكثر, و تناجيها بالمزيد من العذاب في مظاهرات تشبة قطعان الخراف الضالة التي تبحث عن طعام لا يمسك بة سوي جزار علي طريقة معاوية الخالدة, بيدة اليسري طعام ملوث بالعار و بيدة اليمني بلطه لامعة, و الحبل علي الجرار, و تسهر الخراف مع الجزار معلنة إنصياعها لة مستمتعة بطعامة الأثم و تتأوي ضحكا علي تلك الخراف المجاذيب التي قبلت بالبلطة حلا, في مشهد يختلط فية الدم بالعار لا تجدة كثيرا إلا في بلاد المشرق العربي .

سيبقي حكامنا المستبدون علي رؤسنا كزبيبة صلاة علي جبهاتنا تعلن دوما كم نحن وضعاء نسترق التسامح و الحرية لكي نفرغ وضاعتنا علي رؤوس أعداء صنعناهم من وحي خيالنا المريض, أعداء تنطعنا عليهم قروناً من الزمان, نلهث وراء علمهم ثم نرجمهم بأقسي أحجارنا إن لم ننحرهم تحت سيوفنا اللامعة دائما من كثرة ما أطارت من رؤوس, بعد أن إستنزفنا ثمن إحتلالهم لنا يوما و لازلنا نطالبهم بالمزيد .

و لن يحترمنا العالم طالما بقيت علي جبهاتنا زبيبات الركوع لهؤلاء المستبدون .
و تبقي تلك الأمة
يالها من أمة !!!!!


ويا حكاما مهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما اوسخنا ...ما أوسخنا ...ما أوسخنا
ونكابر
ما أوسخنا
لا استثني احدا
من قصيدة وتريات ليلية
مظفر النواب



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة حماس:عندما تتجسد الوقاحة في أجساد حكومات
- مسلمون .. مسيحيون ... عن أي إزدواجية تتحدثون ؟
- العلمانية بين الدفاع و الهجوم
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - هل نستحق إحترام العالم ؟