أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!














المزيد.....

من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 15:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل يحق لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولو كان في الوقت نفسه ممثِّلا لـ "الممثِّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني" وهو منظمة التحرير الفلسطينية، أن يدعو إلى "استفتاء شعبي" في شأن "وثيقة"، أي "وثيقة الأسرى"، تتضمن بنودا وفقرات، يمكن أن تفسَّر موافقة غالبية المقترعين أو المصوِّتين الفلسطينيين (من فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة) عليها على أنها اعتراف شعبي فلسطيني بأن ليس للشعب الفلسطيني من حق قومي أو تاريخي في حيفا ويافا واللد والرملة والبلدة القديمة من القدس الشرقية..؟ لقد فهم بعض المعارضين لفكرة "الاستفتاء الشعبي"، أو أرادوا للفلسطينيين أن يفهموها، على أنها فكرة أنتجها عقل سياسي خبيث ليس بالفلسطيني، ولا أهمية سياسية عملية لها إذا لم تنتهِ إلى وقوع، أو إيقاع، الفلسطينيين في هذا الفخ، فخ إنكار حقهم القومي والتاريخي في فلسطين، أو في جزئها (الأكبر) المسمَّى "دولة إسرائيل". والسؤال ذاك إنما هو هذا الفهم المغرض وقد ألبسوه لبوس السؤال.

وحتى يدفعوا عن أنفسهم، في اعتراضهم على فكرة "الاستفتاء الشعبي"، تهمة "الوقوف ضد الخيار الديمقراطي للشعب"، اخترعوا نظرية "الثوابت التي يُحرَّم جعلها موضع استفتاء شعبي"، وكأن للخيار الديمقراطي الحر للشعوب حدودا (الثوابت) لا يحق لها أن تتخطاها.

لو قامت للفلسطينيين، عبر مفاوضات السلام، وبموجب اتفاقية أو معاهدة سلام، دولة قومية في أراضيهم التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967، فهل يمكن أن يستثنى من شروط قيامها شرط الاعتراف الفلسطيني بأن لإسرائيل (الدولة المجاورة) الحق في العيش في أمن وسلام وضمن حدود آمنة ومعترف بها (فلسطينيا في المقام الأول)؟ كلا، ليس ممكنا.

وإذا ما انتهت المفاوضات إلى توقيع اتفاقية أو معاهدة سلام تتضمن، ولا مناص لها من أن تتضمن، الشرط ذاك، فهل يجوز أن نقف ضد الحق الديمقراطي للشعب الفلسطيني، والذي لا ريب فيه، في أن يدلي برأيه، عير استفتاء شعبي، في تلك الاتفاقية أو المعاهدة، التي فيها من وضوح الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل ما يفوق أضعافا مضاعفة مثيله في "وثيقة الأسرى"؟!

الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل ليس من نمط أو مستوى واحد، فثمة نمط أو مستوى يمكن أن يقبله الفلسطينيون، وأن يعبِّروا عن قبولهم له في "استفتاء شعبي"، وثمة نمط أو مستوى لا يمكن أن يقبله الفلسطينيون أبدا. ولا شك في أن المعترضين على فكرة أو اقتراح "الاستفتاء الشعبي" تعوزهم القدرة على تمييز اعتراف من اعتراف، فالاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، والذي يمكن أن يحظى بقبول شعبي فلسطيني، لن يكون أبدا في طريقة تسمح لإسرائيل (ولغيرها) بأن تدعي بأن الفلسطينيين قد أقروا واعترفوا بأن لليهود (وليس لهم) حقا قوميا وتاريخيا في حيفا ويافا..

الفلسطينيون لن يتنازلوا في هذا الصدد إلا كما "تنازل" اولمرت إذ قال إن إسرائيل، وفي سبيل السلام، "ستتنازل" عن جزء من أرضها من أجل أن يقيم الفلسطينيون دولة لهم فيه، فـ "حقائق الواقع"، مع "الرغبة في السلام"، تحمل على اختصار "الحلم الإسرائيلي".

وعلى النسق ذاته، يمكن أن يقبل الفلسطينيون اختصار حلمهم، ففي سبيل درء المخاطر عما بقي لهم من وجود قومي، ومن دون أن يعترفوا بأن لليهود حقا قوميا وتاريخيا في حيفا ويافا..، يمكن أن يعترفوا بإسرائيل دولة مجاورة لدولتهم، التي يشمل إقليمها الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، تعيش معها في أمن وسلام.

وفي هذا المختصَر من الرد على ذاك الاعتراض على فكرة "الاستفتاء الشعبي" بقي أن نقول إن هذا الاستفتاء لا يشمل إلا جزءا من الشعب الفلسطيني، فالجزء الأكبر منه، أي اللاجئون في خارج فلسطين، ليس بمشارك فيه، فـ "الاستفتاء الشعبي الفلسطيني العام"، أي الذي يشمل الشعب الفلسطيني بأسره، لن يجرى إلا بعد التوصل إلى اتفاق حل نهائي يشتمل، أيضا، على حل نهائي لمشكلة اللاجئين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!