كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 02:55
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
حرية – مساواة – أخوة
كبرنا في بيئة مغربية و منذ كنا صغارا و نحن نسمع مصطلح "لَكْمامَا" الدارج الذي يعني قطع من الجلد كالاحزمة المجمعة مصممة بطريقة تأخذ شكل مقدمة رؤوس الحيوانات التي تعض مثل الكلاب والخيول و الحمير حينما تكون بين البشر.و لها أطراف لشدها إلى وراء رؤوس تلك الحيوانات كي لا تسقط .
كما كبرنا و نحن نسمع في الدارجة المغربية مصطلح آخر مستعمل لإناث الحيوا نات الثديية مثل القطط و الأرانب و البقر و غير ذلك و هو مصطلح "دارَّا " أو "ضارّا" الذي يعني أن لها صغار في بطنها على مستوى الرحم ستلدهم فيما بعد ..
بينما مصطلح "حامْلا" الذي يقابله مصطلح "حامل" في الفصحى يعني المرأة التي تحمل جنينا في بطنها على مستوى الرحم ..
و هناك مصطلحات أخرى مثل هذه تُفرق في الدارجة بين الحيوانات و البشر ..
للأسف أن مصطلح "لكماما" الدارج أو الكمامة ،بمناسبة ظاهرة كورونا ، إنتشر كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام العربية على طول شمال افريقيا والشرق الأوسط علما أنه كما سبق أن قلنا يخص الحيوانات .و صار يُكتب اليوم هكذا "الكمامة " بالفصحى ..
بل مما يؤسف له أننا صرنا نسمع أو نرى صورا لشخصيات حكومية في عدة دول مع تعليقات أو وصف في أخبار تقول مثلا " ظهر الوزير الفلاني أو فلان الفلاني (بصفته الرسمية) و هو يرتدي كمامة " و هم لا يعضون أحدا ...
أو مثلا "ظهر الفلان الفلاني أو الوزير الفلاني دون كمامة في اجتماع كذا و كذا .." للفت الانتباه إلى أنه كمسؤول لا يحترم الإجراءات التي تعلن عنها الحكومة التي يشارك فيها للإستدلال على التناقض في سلوك الوزراء مثلا بين القول والفعل..
إن ما يغطي وجوه البشر أو جزء منها يسمى قناعا mask masque و ليس كمامة ..
مصطلح القناع mask masque تستعمله وسائل الإعلام الأوروبية و الأمريكية و كندا و إنجلترا غير ذلك .و هو المصطلح الصحيح الذي يحترم صفة البشر الذين لا يعضون مثل الحيوانات و هم مختلفين عنهم بالعقل والكلام و النشاط الثقافي و الذكاء و غير ذلك ...
في شمال إفريقيا والشرق الأوسط إستعمال مصطلح الكمامة للبشر شيء لا يُصدق .. هذا صراحة عيب و لا يليق بالشخصيات التي يقترن بإسمها و لا حتى بأي إنسان عادي ..
ومهما كان رأي الناس في أولئك المسؤولين الحكوميين فهم في النهاية بحكم الواقع يمثلونهم في حكومات بلدانهم سواء صوتوا عليهم أم لا و سواء أرادوهم أم لا .و لا يليق إستعمال مصطلح "كمامة" للمسؤولين الحكوميين أو غيرهم لأنه في الأصل خاص بالحيوانات التي تعض و ليس بالانسان المتحضر الذي يعيش في القرن 21 ...
فيمكن إذن إستعمال مصطلح القناع العربي أو الماسك بحروف عربية لأن هناك مصطلحات كثيرة منقولة من اللاتينية كما تُنطق بحروف عربية كمصطلح تكنولوجيا مثلا و مصطلح بيولوجيا و غيرهما كثير...
فرجاء صححوا هذا الخطأ غير المقصود طبعا يرحمكم الله إن كنتم مسلمين ...أو و شكرا إن كنتم غير ذلك ..
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟