أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - وليد خليفة هداوي الخولاني - شمس العالم علام تُحوّل لطاقة كهربائية، وشمسُنا تُحرقنا














المزيد.....

شمس العالم علام تُحوّل لطاقة كهربائية، وشمسُنا تُحرقنا


وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)


الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 28 - 00:27
المحور: الصناعة والزراعة
    


في النجف الاشرف، تخرج النار من شقوق الأرض، وفي بغداد في السيدية، التراب يغلي والحرارة تصعد الى السماء تغلي كالمرجل، الحرارة تتجاوز الخمسين درجة مؤية في العراق مخازن السلاح تتفجر، حرائق تأتي على الأسواق والمخازن. الناس تغلي، تتفجر من الداخل فالحرارة لا ترحم، لو نأتي بكل من استلم ملف الكهرباء، وكل من نهب أموال الكهرباء، وكل من أعاق صرف الأموال لتوفير الكهرباء، بحسن نية او بسوء نية، وننصب لهم خيمة في السيدية، فوق التراب الذي يغلي في هذه الأيام الحارة ونتركهم بلا كهرباء، كي نشعرهم بمعاناة الناس، وآلامهم واحزانهم.
في النزاهة في التعليم، في مستوى الدخل، العراق في ذيل القائمة، لكنه في الفساد وفي درجة الحرارة وفي البطالة هو الأول او في المراكز الاولى على العالم. ولا نعلم ونحن نعيش منذ 17 عام ومررنا ميزانيات انفجارية تجاوزت المائة مليار دولار سنويا. دون ان تُوفر كهرباء وطنية للناس.
من البديهي ان لا يشعر المسؤولون بالحر الشديد، فلديهم المكيفات والتيار الكهربائي الذي لا ينقطع، وان انقطع فهنالك المولدات العملاقة التي تعمل على مدار 24 ساعة ان تطلب الامر ذلك.
وردت كلمة الفساد ومشتقاتها في القران الكريم (50) مرة، ومعناها يشمل أنواع الفساد المالي والسلوكي والأمني إضافة الى الكفر وإساءة العلاقة مع الله.
ان السبب الرئيسي لعدم كفاية الكهرباء في العراق هو الفساد، يقول الله في كتابه الكريم ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ الرعد (25). الم يؤدي المسؤولين القسم بأن يصونوا الأمانة، اليس أموال الشعب ومشاريعه امانة بأيديهم. هل من المعقول ان نرجع كل عام لنكتوي بحر الصيف، المصيبة ان الفاسدين يعيشون في الأرض فسادا، لا يسمعون صرخات الثكالى، ولا صيحات الفقراء، ولا أنين المرضى، مات عندهم الضمير ومات الاحساس، فلا يخشون الله، ولا يستحون من الناس. فهم كما يقول فيهم الله في سورة الاحقاف "وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) " لقد تسلمت مسؤوليات وكنت اصرف بحدود 300 مليار دنبار سنويا للشركات والمقاولين، يعلم الله أنى لم ادخل في جيبي من هذا المال ولو دينار، ولا زلت اسكن دارا بالإيجار، والله أنى لاحتقر الفاسد، واني لأجد الدنيا بجمالها وبهرجها تساوي عندي صفرا. اين يذهب الفاسدون بمالهم إذا بلغت الروح الحلقوم، ولماذا يتسابقون على المال الحرام ورواتبهم تكفيهم. الم يعتبروا بما آل اليه قارون، الذي لا يستطيع الرجال من حمل مفاتيح خزائنه، فبغى واستعلى، حتى عاقبه الله، قال تعالى: (وخسفنا به وبداره الأرض)، لكنه داء، ما له دواء الا القبر.
وللشاعر أسامة بن منقذ في الفساد:
فخف الله فما يخـ ـفى عَلَيْه منهُ سرُّ
يجمع الظالم والمظـ ـلومَ بعد الموتِ حَشْرُ
أَوَ مَا ينهاكَ عن ظُلـ ـمك موت ثم قبر
بعض ما فيه من الأ هوالِ فيه لكَ زَجْرُ.
ويقول الامام الشافعي
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها ستبدي له مالم يكن في حسابهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجُوزيّ بالأمرِ الذي كان فاعلاً وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه.
ان ما أنفقه العراق في قطاع الكهرباء منذ 16 عام يبلغ 60 مليار دولار، هذا لغاية عام 2019 حسب وكالة يقين للأنباء، ولا زلنا نستورد الكهرباء بالدولار، ونستورد الغاز الذي يشغل محطات الكهرباء بالدولار، وهذه الملايين من الدولارات التي نستورد بها، ما ضرَّ لو انفقناها لعمل مصانع لإنتاج الغاز، ونحن بلد نفطي، وأين وعود سيمنس وتصريحات المسؤولين في بناء الطاقة الكهربائية. لقد تقدمت مصر 68 مركزا في 5 سنوات بالعمل مع شركة سيمنس.
علام الشمس الحارقة في العالم تقدم طاقة كهربائية، وشمسنا تحرقنا، علام تنفق الدول ربع انفاقنا من الأموال لتنتج 4 اضعاف ما ننتج من كهرباء. ويستورد العراق الغاز لتشغيل محطاته الكهربائية، بينما يمتلك مخزونا يقدر ب131ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ويحل بالمرتبة 11 عالميا، ويحرق يوميا 700 مليون قدم مكعب.
والله ان الالم والحسرة والمرارة لتملأ القلوب، ومن اين لوزارة الكهرباء ان تسد الحاجة المحلية من الكهرباء إذا كان الإنتاج الفعلي اقل من الحاجة المطلوبة. ان المواطن لا يقتنع بالتبرير أي كان شكله ونوعه، فهو يحسب عشرات المليارات من الدولارات التي انفقت، ولا زال بدون كهرباء. وما قيمة المسؤول بدون انتاج لمسؤوليته.
فإذا كان الكثير من الناس عاطلين عن العمل، وليس لهم راتب او دخل، سواء بالقطاع العام او الخاص، فدعوهم يناموا على الأقل على هواء المروحة وذلك أضعف الايمان. فاذا كانت تنويمه الجواهري- رحمه الله - يخاطب العاطلين (الجياع) عام 1951بالقول:
نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ
نامي فـإنْ لم تشبَعِـي مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ
نامي على زُبَدِ الوعـود يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي على نَغَمِ البَعُوضِ كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ
وتغازلـي والنَّاعِمَـات الزاحفاتِ من الهـوامِ
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ
لكن كيف ينام من تغلي الأرض تحته، وتتوهج الشمس فوقه، فيسلب الضرام راحته، ويفقده المرض عافيته، ليله حار مظلم، ونهاره نار لا ترحم، كيف ينام، سوى بقدرة الله، فهو ربُ من ليس لهم ربٌ سواه.



#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امام انظار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية كورونا يدق ن ...
- هل سيتحول العراق الى بؤرة لجائحة كورونا قراءة إحصائية للفترة ...
- الكاظمي الشهيد الحي
- طيف سامي .......كلمة حق
- وزارة الكهرباء وتعظيم الجباية
- الجيش الأبيض قتال حتى النصر
- قراءة إحصائية لجائحة كورونا عالميا تحمل اخبارا سارة، تزايد ن ...
- جائحة الدواعش
- الحصانة الامنية لرجل الشرطة ضد الفسادوالاختراق
- كورونا الى اين والتعايش معها كالتعايش مع اسد جائع في قفص مغل ...
- (رؤية امنية لتفعيل دور وزارة الداخلية)
- داعش و العبث بالأمن والفرصة الأخيرة للحكومة الانتقالية
- محنة العلم والكتاب في بلدي
- كورونا .... الفايروس الإرهابي ... لا تستهينوا به ويوم 5/5 يو ...
- مقارنة معدل عدد المصابين بفايروس كورونا لكل مليون نسمة في دو ...
- شدو الاحزمة بعد وباء كورنا.... الوباء المالي قادم
- قراءة إحصائية لنسب الوفيات لكل 100 حالة متعافي في جائحة كورو ...
- كورونا....ورفع اسعار المواد الغذائية
- رفقا بالمرضى يانقابة صيادلة العراق
- كورونا ........ليست لعبة بوبجي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - وليد خليفة هداوي الخولاني - شمس العالم علام تُحوّل لطاقة كهربائية، وشمسُنا تُحرقنا