أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد طاهر كاظم - سرًاق الثورة بين النموذج الروماني والنموذج العراقي














المزيد.....

سرًاق الثورة بين النموذج الروماني والنموذج العراقي


احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الثورات الحديثة التي سرقًت في بدايتها الثورة الرومانية عام 1989, حيث ثارً الشعب الروماني على النظام الديكتاتوري الظالم والذي كان يترأسه الديكتاتور ((نيكولاي)) وهو كان صديقاً للدكتاتور العراقي (صدام ) , حيث تمكن الثوار من إسقاط اعنف طواغيت الأرض في عصرنا وأمام الشعب وفي ظرف ساعات حوكم الطاغية واصدر الحكم بالإعدام رميا بالرصاص وكان الشعب الروماني تغمره الفرحة محتفلاً بهذه المناسبة التي يراها عظيمة, لكن لم تستمر هذه الفرحة طويلاً.
لم تكن معاناة الشعب الروماني مصدرها الرئيس فحسب بل كانت أجهزة الدولة الأمنية والإدارية والسياسية وموظفوها المتجذرين في جميع أركان الدولة وهو ما يسمى بــــــــ(الدولة العميقة) بسبب سذاجة الثوار وعدم امتلاكهم رؤية فكرية وسياسية تتناسب مع حجم التحديات بعد الثورة ركب موجة الثورة الانتهازيون الذين يعودون لذات المؤسسات العميقة التي ذكرناها سابقاً , فظهر احدهم كقائد بواسطة الإعلام وظهر بوجهين مختلفين الوجه الظاهر يمتدح الثوار والوجه الثاني أشاع الانفلات الأمني والقتل والسلب حيث لم يسلم الناس في بيوتهم من القتل والسرقة, وهذه الأعمال متعمدة تقوم بها أجهزة الديكتاتور المعدوم سراً,ليس هذا فقط بل عمدوا على تدمير البنية التحتية وروعوا الناس ورفعوا أسعار السلع والمواد الغذائية ومنعوا الخدمات العامة حتى أصبح المواطن حائراً كيف يعيش, إضافة الى الشائعات التي ينشرها الإعلام الحكومي لتعظيم إرهاب الناس, ورويداً رويدا حتى إنهم وجهوا أصابع الاتهام الى الذين عارضوا النظام الديكتاتوري وكافحوا لسنوات بأنهم يتلقون أموالا من الخارج وإنهم يقفون وراء الانفلات الأمني والنقص الخدمي وبسبب الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون الرومان صدقوا هذه الإشاعات,وعندما ترسخت الشائعات لدى المواطنين وجهت الأدوات الإعلامية فوهاتها مرة أخرى الى المواطنين داعية للقضاء على الثوار (الخونة) كما اسماهم ومن باب اخر استدعى الرئيس الانتهازي عمال المناجم وسلحهم وأمرهم بقتل الثوار, فقتلوا المئات من الثوار واعتدوا على منازلهم ولم تنتهي القصة بعد.
زمرة المجرمون القتلة أطلق عليها الرئيس الانتهازي بـــــ "جبهة الخلاص او الإنقاذ الوطني" وهي تتكون من الصف الثاني لقيادات الحزب الشيوعي المنحل , فأطلقت الجبهة أنفة الذكر العنان إلى لأعضاء النظام البائد او النظام المنحل فوسعت نطاقها الجماهيري وكسبت السذج وأعلنت انها لن تشترك بالانتخابات وانها غير مبالية بالسلطة إلا أنها كذبة أخرى, فأسست لأسم الحزب الجديد بأيديولوجية القديم ففازت بالانتخابات ومثلت الأغلبية البرلمانية وشكلت الحكومة والنظام وأعطت صلاحيات كبيرة للسلطة التنفيذية, لذا أجهضت الثورة وانتصرً الطغاة بسرقة الإرادة الثورية وحكموا البلاد والثوار الحقيقيين تطاردهم السلطات وفقدوا التعاطف الدولي والشعبي وعادت الديكتاتورية بثوب جديد .
اذا ما قارنا ما حدث في رومانيا عام 89 وما حدث في العراق عام 2003 النموذج الروماني والنموذج العراقي قد يكون متطابق الى درجة كبيرة مع فارق الاحتلال الامريكي ,لأن الثوار العراقيين الذين ناهضوا النظام الديكتاتوري لعقود طويلة على اختلاف قومياتهم وانتمائاتهم وعقائدهم لهم رؤية استراتيجية في تاسيس الدولة لكن تصفية قادتهم المفكرون أمثال "اية الله محمد باقر الحكيم" و المفكر الاسلامي لحزب الدعوة "عزالدين سليم" وغيرهم من المفكرين حال دون نجاحهم, حيث ابقوا على السذج المتلونون بألوان الأيديولوجيات واللاهثين خلف المال, اذ رميت لهم العظمة فتسابقوا للحصول عليها ومهما كان الثمن فكانت الأموال سائبة و بلا رقيب ومن السهل سرقتها فابتلعوا العظمة , من جهة اخرى كانت جميع الوزارات تدار من قبل موظفي أجهزة صدام بحجة لديهم خبرة ولا احد يتمكن من إدارة هذه الملفات غير هؤلاء الا ان الحقيقة غير ذلك تماماً , لعبت الأجهزة المنحلة على شيوع الفساد والتعامل بالرشوة مع المواطنين, حتى بعض رجال الأعمال هم من تلك الحقبة المنحلة فالمقاول يستلم العقد ويبيعه على اخر وهكذا وهذا كله مقصود بالفعل, على الصعيد الأمني عمدت جماعات إرهابية ومتطرفة تابعة لفدائيي صدام والحرس الجمهوري و مدعومة من دول سنية تنفذ عمليات الاغتيال والتفجير والقتل والتهجير وهذه العمليات المقصودة التي جعلت المواطن يواجه الموت والجوع ونقص الخدمات لمدة 17 عاماً لديه الحق في الانتفاض ضد الوضع المأساوي الذي أنهك حياة المجتمع برمته.
انفجرت ثورة تشرين 2019 في العراق بسبب المآسي التي ما عاد باستطاعة المواطن العراقي تحملها راغباً في الإصلاحات الحقيقية فكانت ثورة شبابية كبيرة لكن سرعان ما تحركت الماكينة الإعلامية الولائية السعودية في تأجيج الوضع وجعله أكثر دموية, وبعد تنصيب رئيس وزراء جديد لم ينصف الثوار بل أكرم الأدوات الإعلامية المحرضة ملا طلال ونبيل جاسم بمناصب حساسة فأصبحوا (بوقي السلطة) ولازال الثوار في الشوارع يطالبون بالإصلاحات ويقتلون , ويوم 26 - تموز 2020 تعرضوا للقمع واستشهد منهم 6 وتستمر المعاناة وتسرق الثورات ويبقى الفقر جليس البسطاء هكذا تسرق الثورات.



#احمد_طاهر_كاظم (هاشتاغ)       Ahmed_Tahir_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوسيولوجيا الاغتيال بين هشام الهاشمي وسيد قطب
- نقد الوجودية الماركسية
- نقد نظرية نهاية الايديولوجيا او نهاية التأريخ
- الحراك الشعبي والصراع الايديولوجي
- كورونا و البقاء للاصلح
- حقيقة الصراع الملكي الجمهوري في العراق
- سطوة العشيرة و وهن الدولة العراقية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد طاهر كاظم - سرًاق الثورة بين النموذج الروماني والنموذج العراقي