أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - الصداقة سترسخ والحب سيبقى ايها الكوفيد التاسع عشر














المزيد.....

الصداقة سترسخ والحب سيبقى ايها الكوفيد التاسع عشر


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 16:54
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


" من إحداثيات الكورونا "

لفت نظري أثناء فترة الحظر الصحي الذي فُرض علينا الشهور الماضية وما زال حتى الان بسبب فيروس / كوفيد 19 خبرٌ أذاعته أكثر من قناة تلفزيونية ألمانية قبل بضعة أيام في نشرة أخبارها تحت عنوان : " الكورونا لا تقف في وجه الحب " .
أوردت فيه تلك القنوات خبرا مصوّرا عن سيدة ألمانية كبيرة بالسن، تلتقي بحبيبها السويسري ، المريض والطاعن في السن أيضا عند نقطة الحدود التي أغلقت بين البلدين بسورٍ هو عبارة عن شبكة معدنية عالية ؛ إذ تجلس السيدة عند آخر خطوة من حدود بلادها ويجلس الرجل عند آخر نقطة من حدود بلاده أيضا ، يضع كل منهما طاولة صغيرة متحركة أمامه ، فوقها كأس زجاجية ، كما شاهدت كأسا أخرى ممتلئة ؛ أظنها جعةً أو نوعا من العصائر على طاولة الرجل، وقليلا من المقرمشات والأطعمة البسيطة .. يبقيان هناك على هذه الحال طوال بعد الظهر ولا يهتمان بالأجواء بردت ام سخنت ولا الرياح هبّت ام سكنت يتقابلان في العراء حتى تغيب الشمس، يرويان القصص والأخبار ويتسليان معاً في أحاديث تبدو شيقة أحسستها من خلال طلعتهما المبتسمة وإشراقة وجهيهما والسعادة الظاهرة عليهما في اللقاء .
الخبر بحدّ ذاته لطيف وطريف وملفت حقاً فقد تحديا الحجر وعزما ان يلتقيا مهما كلّف الامر حياتهما ، ولم يعبآ بالمخاطر التي أحدثها هذا الكوفيد الأحمق .
المتحابان تجاوزا الثمانين من عمرهما ، ومع هذا بقيت شعلة الحب متقدة لا تخبو في قلبيهما ، ولم تمنعهما الحدود المغلقة من اللقاء اذ خاطرا بحياتهما ليلتئم شملهما حديثاً ورؤيا بلا اقتران جسدي مع وجود الحاجز .
ففي دراسة ألمانية حديثة قرأتها منذ فترة تؤكد أن الحب لا يعرف عمرا طال أم قصر ، انه يتحدّى مراحل الانسان الزمنية ؛ ليس هذا فحسب ، وإنما ثبت أيضا أن الحب مرتبط ارتباطا وثيقا بالصداقة ، وإلاّ فأنه محال ان يدوم بلا علاقات صداقية ترمم المحبة وتبلسمها لو توعكت قليلا .وبدون الصداقة الصدوقة في العلاقة بين اثنين لن يدوم الحب أكثر من بضع سنوات ، إذ يجب على المُحّب أن يكون قادرا على أن يشارك حميمه جميع اهتماماته وأفكاره ، كما لو أنه يشاركها مع أفضل أصدقائه ، وبهذا المنحى يكون الحبيب عادة " الصديق المفضّل ".
هذا عن صفة الحب عند كبار السن، ولكن هل يحب الأطفال ؟
أجابت الدراسة بنعم . فكما أن الطفل يحب والديه، فأنه يحب صديقه أو صديقته ويتعلق بها .
وهذا ما نلحظه في المدارس عندما يرجو طفل من المعلمة أن يجلس قرب فلان من التلاميذ أو فلانة .. يلعبان معا، يتحادثان بعفوية ، أو يقدم شيئا من فطوره لها ويستعير كراسته ، وقد يعانقها ويقبلها وبالعكس .
حتى اليوم لا نعرف كل قدرات دماغ البشر على التحكّم بمشاعرنا ، ولا شك اننا سنكتشف يوما بعد آخر ان الحب هو مُحرّك هذه الحياة وجوهرها، وانه يولد معنا ولا يموت حتى بعد موتنا ، وقصة روميو وجولييت أو قيس وليلى وشيرين وفرهاد خير مثال على ذلك فهذه القصص تبقى خالدة وتتوارثها الأجيال .
واذا كان الحب أجمل نعم الله علينا نحن البشر، واذا كانت الدراسات الحديثة تؤكد قدرة الأطفال على الحب ، فمن المؤكد ان الكهول أيضا يستطيعون الاستمرار بالحب مهما تقدموا بالعمر .
فالعمر يجري ويلاحقه الحب والفرح أينما سرى وحيثما أزفَ ، نحن نقرر أن نبقى شبابا في الحب أو أن تموت خلايا قلوبنا وتبهت أرواحنا من دون محبة .
تلك هي الحياة أوصتنا بالحب شيبا وشبانا وفتية ، لأن الوصول اليه أيضا يكون بالحب وليس بالحقد والكراهية ؛ فالحياة لم تعطنا ولا تعطينا كل ما نحب ولكن من نحبهم يعطوننا كل الحياة .
أؤمن أنه في كل دواخلنا قنديل مليء بزيت المحبة ؛ لا يحتاج منّا إلا الى شعلة صغيرة ليملأ الدنيا ضياء وبهاء ويفوح عطراً وعبيرا .
فلتضيئوا وتتوضئوا به بالحبّ وتتطهروا بمائه الرائق الدافق ولتلعنوا الظلمة ومطفئي شموع المحبة لتسيروا في طرق الحياة بمرأى كاشف ، ولا تعبأوا بعثراتها ومطبّاتها وأخاديدها طالما مصباح المحبة يبقى مشتعلاً في دروب الحياة السالكة والوعرة معاً .

جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نَـكَدٍ الى رغـدٍ
- لسانٌ سؤول
- الوقوف على - أطلال - الشاعر إبراهيم ناجي
- أنا وطبيبي صديق الشباب والكهولة
- أنا وإقامتي الجبرية الكورونية وحرمان الكهرباء
- هل لي برثاءٍ خاطف ؟
- صَيّرتموني هَجّاءً
- شاعرٌ في حجرٍ منزلي
- معاناة الفقر والفاقة وصلتهما بالابداع
- تلويحة شاتمة الى كورونا
- وما أدراك ما أهوال الكتابة !! ؟
- الطاعن في العشق
- وطنٌ ذبّاحٌ
- شيخوخة الكتاب الورقي وفتوة الكتاب الالكتروني
- ومضات شعرية في الصداقة
- متى تكفّ العلمانية عن مغازلة العقائد الدينية والاستنجاد بها ...
- صلاة الشعر حينما تصدق
- وصلةٌ شعريةٌ لبغداد الواهنة الكسيحة
- قفشات وتسميات مبتكرة صاحبتْ ثورة الاشقاء السودانيين
- أحببْ عقائد الآخرين محبتك لدينِك


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - الصداقة سترسخ والحب سيبقى ايها الكوفيد التاسع عشر