|
كلمة : ملاحظات أولية بصدد ما يسمى - مشروع المصالحة والحوار الوطني .
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:31
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في البداية لابد لنا من تجديد توصيف وتحديد معالم الوضع السياسي الذي يمر به وطننا ، بإعتباره بلد يقع تحت الاحتلال الأمريكي العسكري المباشر ، مع تعيين إدارة محلية تابعة له ، ولو عبر إنتخابات مشوهة ، و إستمرار العمليات العسكرية الواسعة للجيش الأمريكي ، الى جانب عمليات مقاومة واسعة أيضاً رغم نواقصها الكثيرة، تستخدم كافة الأشكال والأساليب في عملها ، في حين تتصاعد العمليات الإرهابية الهمجية التي تستهدف المدنيين في الشوارع والأسواق والبيوت وأماكن عملهم ، وهذه العمليات تقوم بها جهات متعددة ، بأساليب وأعراض متعددة أيضاً ، وتستمر الفوضى الأمنية ، وأعمال الخطف والدهم والقتل لإعتبارات طائفية تقوم بها فرق الموت التابعة للميشليشيات والأحزاب الطائفية المعروفة ، كما تعمل هذه الأحزاب الطائفية على التغلغل في نسيج( الدولة ؟؟ ) وخاصة الأجهزة الأمنية لفرض سلطتها وسياساتها ، والتي تطرح على شكل صيغ فيدرالية ( طائفية ) كشفرة ( تقسيمية ) واضحة ، بينما تعمل جهات طائفية أخرى لتحقيق مصالحها وحضورها الحزبي والشخصي الضيق ، تحت حجج وصيغ متهافتة !! إذن نحن أزاء شكل مشوه للعمل السياسي ، أصطلح علية الاحتلال ب ( العملية السياسية ) والتي قامت على أسس طائفية وتقسيمية واضحة ومقصودة، حسب صيغة بريمر ، وحسب النتائج الراهنة ، لخدمة أهدافه وأجندته الخاصة ، والتي أصبحت معروفة ومكشوفة ، إلا للمتواطيء مع المحتل ، أو من يريد تبريرها بمختلف الصيغ القديمة أو الجديدة المتهالكة ، المقدمة إلينا بوسائل الدعاية والتشوية المختلفة ، التي هي جزء من الماكنة المعادية لشعبنا ومصالحه الوطنية . لابد من التذكير بأن ما يسمى ب ( مشروع المصالحة والحوار الوطني) هي من إبتكارات الاحتلال ودوائره ، وقد خرجت من رأس خليل زاده ومستشاريه ، وهي لم تطرح بعيداً عنه أو ضده ، وان كل ما يطرح لايمكن أن يرى النور دون موافقته ، وهي بذلك تفتقد الى جانب كبير من المصداقية ، ومن التوجه الوطني الداخلي والقصد الوطني الواضح والخالص ، الذي يتعارض بالضرورة ودائماً مع الاحتلال وتوجهاته ، ويمكن الإستنتاج من هذا الرأي ، بإنها حركة جديدة منه يراد بها فرض السيطرة على الأوضاع وتسوية الأمور لصالحة ، وهذه الحركة تتضمن أيضاً إعتراف صريح بصعوبة الحالة العراقية ، وعدم تمكن المحتل من فرض مايريده بسهولة ، حتى اللحظة على الأقل . ولما كان سبب الأزمة الوطنية الراهنة هو وجود الاحتلال وما نتج عنه من تفاصيل خطيرة ومدمرة ، فأن إي تحرك لايكشف ويعالج السبب الرئيسي سيكون علاجاً سطحياً وفاشلاً ، وسيشبه الحراثة في البحر ، لأن شعبنا العراقي في هذه اللحظة التاريخية لايقبل ، أن يمر الاحتلال ويبقى ويترسخ ، عبر هذه الألاعيب المكشوفة أو غيرها ، ولايقبل بالتسميات المواربة والتخفيفية من قبيل ( التواجد العسكري الواسع ) وغيرها من التعابير الخبيثة والموجهة نحو هدف معين . لذلك فإن ورقة المبادرة ، لاتعترف بسبب الأزمة الراهنة وشكلها الرئيسي وهو الاحتلال ، ولا تتخذ موقفاً صريحاً من خروجه عبر جدوله زمنية محددة ، والأطراف التي أستصدرت الورقة غير قادرة للوصول الى هذا الموقف الوطني المشرف ، وهي بذلك لاتتحدث يشكل واضح عن حق المقاومة الوطنية ضد الاحتلال على الأقل من الناحية النظرية والقانونية والسياسية ، وبذلك ستكون هذه الورقة كمن يحاور نفسه ، ولا تعني الاطراف الأخرى التي لها رؤية وطنية مختلفة عن رؤية أصحاب الورقة ، اللذين يريدون بتذاكي فاشل ، أن ينجحوا في إدارة اللعبة السياسية ، التي يديرها ويقررها المحتل . وعلينا بهذه المناسبة ، وبهذه الوقفة ، بإشارة ولو سريعة عن إشكالية الارهاب ، وهي مشكلة خطيرة وواسعة ومعقدة ، يحاول البعض إستغلالها ، كقول حق يراد به الباطل لخدمة إستمرار الاحتلال والتغطية عليه ، عبر تقديمه على الاحتلال ، ذلك الاحتلال الذي جاء بالارهاب بشكل مباشر وغير مباشر ، كما إنه قد فشل ( في مكافحة الارهاب ؟؟) لأسباب وأغراض عديدة ، منها إنه جزء منه !! والارهاب في حالتنا العراقية ، متعدد المصادر ومتعدد الأساليب والأغراض ، تقودة جهات كثيرة ضد الانسان العراقي ، ولا يمكن القضاء عليه ، من دون التخلص من الاحتلال نفسه ، بإعتباره المشكلة الرئيسية ، التي خلقت كل المشاكل الأخرى ، بقصد دائماً وبدون قصد أحياناً ، ويحاول كتبة الورقة إستغلال بشاعة الارهاب وإلتباساته للخلط والتشويش ، وهي محاولة أخرى فاشلة ، لن تؤدي الى حل الأزمة القائمة في بلادنا ، ولن تؤدي الى القضاء على الإرهاب الحقيقي وإيقافه . سيجرب الاحتلال هذه المحاولة الجديدة ، ويراقب النتائج ، وهو يعد خططاً جديدة أخرى ، بالتزامن مع التطورات الأمريكية الداخلية ، وسوف يطرح خططه حسب تطور الأحداث والوقائع الميدانية في العراق ، التي هي إنعكاس للصراع المرير بين المحتل والشعب العراقي ، ربما يجري في الأخير تجاوز الادارة المحلية والتخلي عن خدماتها وعن جميع أحزابها وطروحاتها ودورها الراهن ، بعد أن يثبت عجزها الكامل قريباً . إن من يريد أن يطرح مشروعاً وطنياً واضحاً ، كخطوة أولى على طريق طرد الاحتلال ، وإستعادة السيادة الوطنية والاستقلال ، وحل جميع المشاكل الوطنيةالمعقدة ، القديمة والجديدة ، عليه أن يطرح برنامجاً للعمل الوطني ، ليفرض شروطه على المحتل ، وهذا هو الطريق الوحيد للعمل السياسي الوطني ، بعد إن تبين عقم وفشل جميع مشاريع الاحتلال وأعوانه العسكرية والطائفية لفرض السيطرة على بلادنا وإدارته .
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمة : المذابح مستمرة ، ودائماً هناك شاهد وكاميرا !!
-
رسالة مفتوحة : الوطن تحت الخطر الداهم ، وفي الدرجة الحرجة .
-
كلمة : مذبحة مدينة حديثة من منظور وطني وقانوني وإنساني
-
كلمة : بلير والنفاق السياسي بين المزرعة الخضراء والبيت الأبي
...
-
عن الحرب والحب . أو كيف نرتق الجرح ؟؟
-
رسائل واستغاثات من الوطن ، وقضية أخرى .
-
حكمت السبتي : صوت مغسول بالماء وممزوج بالحنين والطقوس الجنوب
...
-
كلمة : هل سقط الاحتلال ؟؟
-
تنوية وتصحيح وإعتذار - عن الشهيد منتصر
-
كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق ال
...
-
بشتآشان : مكان خالد في الذاكرة الوطنية
-
حال المدن العربية البائسة كإنعكاس للوضع العربي المتردي
-
تهنئة وتحية وسلام الى محسن الخفاجي
-
رسالة جوابية الى الأخ والصديق حسقيل قوجمان .. الستالينية باع
...
-
دفاعاً عن حياة وحرية الدكتور أحمد الموسوي
-
في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدرو
...
-
خففوا ولا تحضروا ، لعنة الشعوب والحياة والتاريخ عليكم .
-
ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!
-
.منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
-
كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|