أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يسري غباشنة - سيدي أبا القاسم... عذرا














المزيد.....

سيدي أبا القاسم... عذرا


يسري غباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عذرا سيدي، وألف عذر على ما اقترفنا بحقك وحق دينك؛تريد أن تباهي بنا الأمم يوم القيامة، ونحن قد خلطنا المفاهيم، ولوثنا المصطلحات؛ فلم نعد نميِّز بين الجهاد والمقاومة والإرهاب،ففي العراق سيدي، هدمنا المساجد، وردمنا الجوامع بالعشرات ورب الكعبة. منابرك-سيدي-هشمناها بعد أن حطمناها،ودماء العراقيين سالت في جنباتها.وتوحدت خناجرنا وسيوفنا و( درلاتنا) مع أباتشي المحتلين في التصويب والتهديف على أفئدة العذارى، والشيوخ، والأرامل، وطيور الجنة.
 لقد أسأنا إلى الإسلام أكثر مما أساء له بنو قريظة وذريتهم. السّنة مولهون بحبك، والشيعة مولعون بمحمد وآله، وما يجري بينهما تشيب له الوِلدان، والأجنة في أرحامها،فالقاتل من هنا وهناك مجاهد، والمقتول من هناك وهنا شهيد. المنابر سيدي حولناها إلى مهرجانات للفتنة والفرقة،فمنبر البصرة يكفر منبر الرمادي،ومنبر كركوك يخون منبر بعقوبة، والشيء نفسه في غير العراق، والمصيبة -سيدي- أننا نتضاحك على أدمغتنا،ونستهزيء بعقولنا، وندعي أن ما يجري ليس حربا طائفية، فإذا قتل الغاصبون آلاف العراقيين،فإننا قد جندلنا في ساحة الوغى مثلهم بالسكين والسيف والـ (درل).وأجرينا الدماء أنهارا توازي دجلة والفرات. لقد رملنا ، ويتَّمنا،ودنسنا، واقترفنا من الموبقات ما اقترفنا،ونحن نأمل بشفاعتك سيدي،وتغفو عيوننا على أننا مَن ستباهي بهم الأمم والخلائق يوم القيامة .
سيدي،في بغداد الرشيد، روؤس مقطوعة، وأشلاء منثورة، وجثامين مصفوفة، وعائلات مذبوحة، تنوح وتسأل: بأي ذنب قتلت؟فلا طفولة تشفع، ولاشيخوخة تمنع،فالكل سواء كأسنان المشط تحت سيارة مفخخة، أو أباتشي محلقة، أو سكينا مسنونةو(درلات)ممدودة.
سيدي؛العرق يتصبب منا خزيا، وعارا، وخجلا على ما فرطنا وضيعنا؛ ففي مسراك وزعنا الشوارع بين هذا الفصيل أو ذاك، وحولنا بنادقنا من شمشون وشارون إلى نحورنا،وتمرغنا في سيئات أعمالنا،فلا الإسلام يردعنا، ولا الإيمان يثنينا؛فدم الفلسطيني قد سال في شوارع غزة برصاص فلسطيني ياسيدي- والله على ما أقول شهيد- وبدلا من أن نبني الجسور لنلتقي، قمنا بحفر الأنفاق والجحور ليوقع بعضنا بعضا،وشارون ينام هنيئا قرير العين في مشفاه. إنها الفتنة التي ما بعدها فتنة. ولاة الأمر من هنا وهناك يفترشون الفضائيات، يتحاورون، ويتغامزون، ويتلامزون، وأخيرا (يتقاتلون) والأطفال في مسراك -سيدي- يرضعون الزيت والزعتر. والطفلة تبيع ظفيرتها ليشتري منتفخو الأوداج القصور والأبراج .
سيدي يا رسول الله، وأما الأخلاق فنحن نباهي الأمم في حياتنا الدنيا بالبرتقالة، والرّمانة، والشّمامة، والبصل، والفجل. إننا الآن أمة الستار أكاديمي، وطل الصبيح ولك علوش. إننا نبوس الواوا بحنان الأم الرؤوم. لقد تخلصنا من آثار الرجعية والتخلف؛ وأخي جاوز الظالمون المدى، وكذلك من آثار الجاهلية؛ وإذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا؛ فهذه قيم قد ولت ونسخناها من مشاعرنا.
سيدي،أطأطيء رأسي خجلا وأنا حائر بين شيوخ الإفتاء في مشارق الأرض ومغاربها، فهذا يبيح، وذاك يحرم، وهذا يفتي بفقه الحيض والنفاس، وذاك يتقصى ويتحرى فيما إذا كان وضع الأصبع في الدبر يفسد الوضوء أم ينقضه؟وأخيرا تم العوض بدعاة الفضائيات والتحول الرهيب من الوحدة ونص إلى التفسير والتأويل والدعوة إلى الهدى والرشد.
سيدي،يا أشرف الخلق، الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، والسلام سيدي.
يسري غباشنة/الأردن



#يسري_غباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والله خير الماكرين


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يسري غباشنة - سيدي أبا القاسم... عذرا