رشيد اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 6628 - 2020 / 7 / 26 - 11:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ايا صوفيا متحف في اسطنبول كان عبارة عن كنيسة ضخمة قبل احتلالها من قبل الامبراطور العثماني محمد الفاتح حيث كانت مقر للدولة البيزنطية / الروم الشرقية وكانت تمتد حتى حدود الامبراطورية لتصل الى اراضي الشام.
هذا المتحف كان يقصده الكثير من الزوار السياح باعتباره أحد المعالم العالمية اضافة الى كل معالمها الكنسية فقط بعض اللوحات الدائرية لأسماء قادة الإسلام.
لماذا بالذات هذا التوقيت من حكومة اردوگان التي حولت المتحف الى جامع ومركز عبادة للمسلمين؟
اولا / حكومة اردوگان تعاني من ازمات كثيرة وخاصة بعد فقدانها بلدية إسطنبول ما أضعف مكانته السياسية.
ثانيا / التدهور الاقتصادي والبطالة وبالأخص بعد جائحة كورونا وتوقف الكثير من النشاطات الصناعية والسياحية.
ثالثا / السياسة الشوفينية وقمع المعارضين بكل قسوة من العمال والناطقين باللغة الكردية والتقدميين والصحفيين المعارضين لنظامه.
رابعا / التدخلات العسكرية في سوريا وشمال العراق واخيرا وليس اخرا في ليبيا لإعادة الحياة للإمبراطورية العثمانية كممثل لها باسم الإسلام.
وهو بهذا القرار يحاول دك أسفين حروب دينية مقيته ضحيتها العمال والكادحين والنساء والاطفال في الشرق الاوسط واوروبا والعالم.
ثم اعادة تركيب الدول جغرافيا حسب مقاسات الدول الرأسمالية، غير مبالية لأبسط حقوق الانسان، المهم الاستعباد وبأبشع صوره، كما في افغانستان واليمن وسوريا والعراق وليبيا، ومسح اي ملمح للمدنية من ذاكرة الانسانية وانعكاساتها الوبيلة على اعلى المستويات، وارجاع المجتمعات الى الهمجية والبربرية باسم الدين والطائفية والعنصرية.
والازمة الاخيرة لكورنا مزقت اقنعة الرأسمالية وعجزها عن الرعاية الصحية في الكثير من البلدان الرأسمالية وترك الجماهير لمواجهة الموت، ولا يهمها سوى الربح والاستحواذ على الأرباح، غير مبالية لأبسط انواع الرعاية، كمثال صارخ في امريكا وبريطانيا واوروبا والبرازيل، وغيرها الكثير من هذه الدول، والمتاجرة بلقاح او الدواء مجازفة بحياة الجماهير.
اردوگان وحكومته بيدق اساسي لهذه السياسة الجديدة في الشرق الأوسط.
#رشيد_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟