محمد عبابو
الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 20:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن العالم الإسلامي في الوقت الراهن يعيش مثلما عاشت اوربا سابقا في القرون الوسطى ، إذ كان التشدد الديني المسيحي هو المسيطر على الأمور، ولا وجود للعلم أو الفكر الجديد، حتى وإن كان صحيحا لأن الكنيسة ورجالها كانوا يعتبرون كل ما ينافي قوانين الكنيسة هو رد و مرفوض، كما كان هناك ومثلما يحدث في العالم الإسلامي الحالي قهر للمرأة و محاربة الفنون، و مهاجمة الفلاسفة والعلماء، بداعي أنهم ضد تعاليم الكتاب المقدس، وبالمقابل نجد أن تطور أوربا كان نتيجة لحتميات أبرزها الثورة الفكرية و الإصغاء للفلاسفة والمفكرين و توظيف الفكر الإيجابي، و التصدي للفكر المتطرف والسلبي، و تشجيع البحث والإبتكار، و الفنون والآداب بمختلف أشكالها وقوالبها...و إعادة النظر في تعاليم الكنيسة وضبطها، أي جعل ما هو ديني للدين وما هو دنيوي ويخدم المجتمع إيجابا لا يمكن رفضه بداعي ديني متتشدد.
و بالعودة إلى العالم الإسلامي حاليا يوجد ما هو محرم وهو في الحقيقة جائز، ويوجد ما هو مفروض ولكن الحقيقة تثبت أنه مرفوض دينيا، نحن نتحدث هنا عن الفنون مثلا او حقوق المرأة، إذ كثر القيل والقال حول الفنون وممارستها، وكذلك قهر للمرأة بداعي ديني مفبرك ليس له أصل لا في الكتاب و لا في السنة، لذلك ومن الواجب إذا أراد المسلمون أن يتطوروا ويتحقق ما حدث خلال الخلافة الأموية والعباسية من تطور ورقي و انفتاح على العالم أن يعمل فقهاء ودعاة الأمة الإسلامية وعلمائها على تثقيف و تطوير العقل المسلم و ترسيخ لذهنية الفكر الإيجابي و التحفيز على طلب العلم مزجا ما بين العلم الديني و الدنيوي لما يخدم مصلحة تطور شخصية المسلم و إصدار للفتاوي التي تندرج ضمن التطور العلمي و التخلي عن الفتاوي الهدامة وفتاوي الكراهية.
(تحرير المرأة من القهر و عدم اعتبارها كآلة للجنس وفقط + تشجيع الفكر الإيجابي + التخلي عن فتاوي الغم والهم والتخويف والكراهية= مجتمع إسلامي مثالي)
#محمد_عبابو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟