أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - سقطت السياسة وعاشت كورونا














المزيد.....

سقطت السياسة وعاشت كورونا


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 24 - 19:51
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


الركود والإنكماش العالمى الذى أصاب الطبقات الرأسمالية كان نتيجة طبيعية لسيادة النظرة الرأسمالية إلى وباء كورونا فيروس، كان الإنسان والمجتمع هما آخر ما تفكر فيه الأنظمة الرأسمالية إلا إذا كان وراءهم منفعة تصب فى مصالح الطبقات الحاكمة، ومثال أيطاليا وبعدها أمريكا والبرازيل وغيرهم يؤكد أن السياسة الرأسمالية قبل أو بعد سيطرة كورونا على العالم الأقتصادى لم تتغير، بل زادت فى توحشها والواقع اليقينى لكل عين هو أن العالم قد أستطاع التعايش مع كورونا فيروس بعد أنتهاء الظهور المفاجئ لفيروس يليق بتكنولوجيات عالمنا المعاصر، وأستطاعت بعض الدول القيام بالكثير من المراجعات لحساباتها القديمة لمواجهة وباء تصرفت معه بغباء فى بداياته وأستهانة بتأثيراته غير المرئية على الأقتصاديات العالمية.

رأينا خلال السنوات الماضية مدى التصلف والجبروت الرأسمالى لترامب والمؤسسات التى تساعده وتعمل معه ويعمل من أجلها، عندما كان يتعامل مع ولى العهد السعودى ويقدم نفسه للعالم وللسعودية بأعتبار أنه الكايبوى الأمريكى الذى يحمى كل نظام يدفع له الأتاوة المقررة، تماماً مثل نظام المافيا والعصابات الإجرامية الرأسمالية التى بدأت تتساقط من داخلها لأنها فقدت مصداقيتها امام العالم كله، بمعنى أدق أمام الشعوب الفقيرة التى بدأت تفكر فى السياسات الدولية الفاسدة، ورغم ذلك أستمر الغباء الترامبى لينتفع من موتى كورونا لصالح المؤسسات الصحية وفشلت حساباته وكشفت كورونا غباء الرئيس الأمريكى.

من الواضح بروز توازن على المستوى العالمى فى التحالفات لكنها تحالفات أظهر وباء كورونا هشاشتها، بل وبروز حكام يريدون فرض نظامهم الجديد على الجميع وطبعاً بالأشتراك مع تحالفات وتنظيمات خفية لدول يهمها زرع فوضى من نوع آخر،
مشكلة الدول والمجتمعات الحالية أنها لا تملك بديلاً ذا كفاءة عن النظام الرأسمالى المسيطر على الفكر السياسى والأقتصادى، فالصين وكوريا الشمالية والجنوبية هما البلدان الذين يملكون نظاماً شمولياً ذا ديكتاتورية أنيقة لذلك لا يمكننا القول بأنهم بلدان ناجحة أو فى أستطاعتها قيادة العالم، فى الوقت الذى تعيش شعوبها كالقطيع وفقاً لأيديولوجية أسميها: " ديكتاتومالية" بمعنى أنها أيديولوجية دكتاتورية مالية مثل الرأسمالية والأختلاف الوحيد أن الرأسمالية تخدعك وتقول أنها تمارس الديمقراطية، بينما الأيديولوجية الجديدة لمحور الصين وروسيا والكوريتين هى نظام ديكتاتومالية القائم على الدكتاتورية المالية، تلك الدكتاتورية المالية التى يمسك بزمامها رؤساء الحزب والقادة ومن يريد لهم قائد البلاد أن يكونوا أغنياء الدكتاتورية الجديدة.

إذن كورونا أصبحت جزء لا يتجزأ من النظام العالمى الحالى الذى يحاول الأستفادة منها على حساب شعوبهم، فأمريكا مثلاً أصبحت على حافة الهاوية الأقتصادية والتى بسبب العجرفة وسلوكيات رئيس أمريكا الراقص التى ترتقى إلى سلوكيات قادة طالبان وداعش، بل ينظر إليه أيضاً بعض المثقفين على أنه الأبن العاق للرأسمالية التى تنتظر يوم أنهيار أركان نظامها العنصرى، وأعتقد فى صميم فكرى أن الرأسمالية أنتهت كنظام وحل مكانها الرقصمالية الجديدة التى يتعايش معها بأبتهاج كل الأيديولوجيات السياسية والعقائد الدينية والإقتصادية، لأن نظام الرقصمالية الجديدة يتيح حرية الحركة وتبادل الأدوار بعد أن أزهق راقص أمريكا ترامب على آخر نسمة حياة فى رأسماليات بلاده بعد أن صدق نفسه أنه يرقص أفضل من كورونا وسيستغلها لصالح الرقصمالية الجديدة، لكنه فشل وبدأت تتراجع أمريكا العتيدة رائدة وقائدة العالم نحو هاوية الرأسمالية.

عصرنا الحديث يفرض على العلماء البحث عن كل ما هو جديد لمواجهة كل مرض وكل وباء وليس معنى أكتشاف مرض أو فيروس يسمى الأيدز، أن يتصارخ المثقفين والإعلاميين ويقولوا نحن الآن على أعتاب حقبة جديدة من التاريخ ما قبل الأيدز وما بعد الأيدز، هذا تفكير يريد تحجيم العقول فى فيروس أو وباء كورونا لم ولن يستمر أكثر من سنة أو سنة ونصف واضعين فى الأعتبار الدول المتخلفة سياسياً ولم تنظر بعين الأعتبار والحذر من خطورة التراخى واللامبالاة بصحة شعوبهم، تحجيم العقول ينتج عنه التركيز على ذلك الوباء والتقصير فى واجبات وسياسات أخرى تنسف بشكل حقيقى كل الجهود التى كانت تبذل فى ميادين العلم والمعرفة والأقتصاد والبطالة وغيرها.
وهذا بالفعل ما حدث من عباقرة لا عقول لها إلا السياسة التى تعاقب الفقير وتكافئ الأغنياء فى نظام عالمنا الرقصمالية العالمية، ذلك النظام الذى يرقص ويتراقص برؤوس الأموال أمام عيون الأنظمة الفقيرة ليغريها بقروض بنك النقد الدولى، حتى تقع فريسة بنك الرقصمالية العالمية لتتزايد ديون الشعوب الغلابة وتتراكم عليهم كورونات فيروسات لا شفاء منها، بل أصبحت رؤوس الأموال مجرد لعبة فى أيدى الأغنياء يتلاعبون بها لتحقيق أكبر المكاسب والأنتصارات ويتراقصون على أنغام صعود وهبوط أسواق البورصة العالمية.

لكن العلماء كواجب علمى عليهم البحث فى المناطق المجهولة التى أظهر كورونا فيروس جهلهم بها، ويتحتم عليهم الدخول إلى المناطق الغير مأهولة حتى هذه اللحظة عن كيفية قدرة الفيروس على الحياة لفترات زمنية مختلفة وأنتقاله الحر بأساليب مختلفة لم يعهدها العلماء من قبل، هذا وغيره من أعمال البحث الطبيعى فى حياة الباحثين والعلماء ومناهج البحث الواجب أتباعها وفقاً للواقع الجديد الذى يحتاجه الوباء، وليس هناك ثوابت علمية يسير عليها العالم بل منذ بدأت النهضة وعصور التنوير وكل شئ فى تغيير مستمر نحو أكتشاف العوالم المجهولة.

التعايش هو الحل، هذه الكلمة هى المفتاح الذى يحتاج كل إنسان يمارسه فى واقعه اليومى وينسى الفلسفات العقيمة، نعم التعايش هو مفتاح الحياة الحقيقية لمن يفهم واقع الحياة الإنسانية بعيداً عن نظام الرقصمالية!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالمنا واحد قبل وبعد كورونا
- السماء التى لا وجود لها
- الله أم صورة الله البشرية؟
- الله يكذب قصصه السحرية
- تعرية الله من الألوهية
- معجزة الله السحر مثل البشر المشعوذين
- ذنوب الله وإنكارها
- الله لا ينسى لكنها أخطاء
- نسيان الله الإنسانى
- تهافت سحر رب العالمين
- الله الرب الساحر
- الوداع يا الله
- هزيمة الله وأنتصار كورونا
- كورونا يُقَيِّد أيدى الله
- كورونا والإله الغائب
- إستسلام المرأة لعورتها ونجاستها
- إيمان الدكتور مجدى يعقوب
- الأزهر بين الإسلام والتجديد
- مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر
- زعيم الأمة والثورة الإسلامية


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - سقطت السياسة وعاشت كورونا