في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية: هل تحترم مبادئ ك.د.ش في المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم ... ؟!!!.....12

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:44
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

الإهــــداء:

 إلى جميع المناضلين المخلصين في كل المواقع الكونفيدرالية.

 إلى كل من امتلك الشجاعة لمقاومة التحريف، و عمل على تعبئة الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة، من أجل مواجهة كافة أشكال التحريف، في مختلف الاطارات الكونفيدرالية.

 إلى الكونفيدراليين المخلصين الملتزمين بالمبادئ، و الضوابط الكونفيدرالية الأصيلة من خلال تواجدهم في النسيج الكونفيدرالي.


 إلى مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الصامدين، و المواجهين لكل أشكال التحريف النقابي، في مختلف التنظيمات الكونفيدرالية: القطاعية، و المركزية.

إلى مناضلي الحزب في مدينة مراكش، لامتلاكهم شجاعة مواجهة التحريف، و من خلال النسيج الكونفيدرالي بولاية مراكش، و في مواجهة واضحة، وصريحة، مع بعض عناصر المكتب التنفيذي للك.د.ش. المهرولين من أجل إرضاء الطبقة الحاكمة، عن طريق محاصرة مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

 من أجل المحافظة على ك.د.ش. كنقابة تقدمية، جماهيرية، ديمقراطية، مستقلة، وحدوية.


محمد الحنفي



النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) و أسس التنسيق النقابي :

وإذا كانت النقابة الوطنية للتعليم )ك.د.ش(، خلال الثمانينيات، والتسعينيات من القرن العشرين، تنسق مع الجمعة الحرة للتعليم، كامتداد للتنسيق البرلماني، حين ذاك، فإن على المؤتمر الوطني الثامن أن يخضع تجربة التنسيق إلى الدراسة المعمقة، حتى يتبين المؤتمر:

هل كانت تجارب التنسيق المختلفة ناجحة؟

أم أنها لم تجر على النقابة الوطنية للتعليم إلا عوامل الضعف، والخلل، والتراجع؟

وهل كانت تلك التجارب محكومة بالمبدئية، وبمصلحة الطبقة العاملة، وحلفائها؟

أم كانت موجهة من الأحزاب البرلمانية؟

أم كانت تقف تجربة التنسيق وراء فسح المجال أمام تسرب الفكر الرجعي المتخلف إلى صفوف النقابيين؟

أم تساعد على جعل الظلاميين، باعتبارهم يمينا متطرفا، يتسربون إلى الك.د.ش، ويتخندقون في تنظيماتها المختلفة؟

ألم تعمل تجربة التنسيق على محاربة الفكر الاشتراكي العلمي في صفوف النقابيين، كما يدل على ذلك اختفاء جميع الشعارات التي لها علاقة بذلك الفكر، استجابة لرغبة الرجعيين، والظلاميين، الذين صارت الك.د.ش، تستقوي بهم؟

إن ما آلت إليه القطاعات الكنفيدرالية، ومنها النقابة الوطنية للتعليم، ناتج عن اعتماد الممارسات التحريفية المختلفة، التي سادت خلال الثمانينيات، والتسعينيات من القرن العشرين، مما أدى إلى الانقسامات التي عرفتها مختلف القطاعات الكنفيدرالية، وإلى النزيف الذي تعرفه مختلف النقابات، بما فيها الك.د.ش، وإلى تحول الغاية، في العمل النقابي، من الحرص على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، إلى الحرص على التمثيلية المشرفة في مجلس المستشارين، مما حول النقابات المختلفة، و منها الك.د.ش، إلى مجرد وكالات انتخابية، ليس إلا، مما لا يخدم إلا مصالح القيادات النقابية في تحقيق تطلعاتها الطبقية، من تواجدها في الغرفة الثانية من البرلمان.

وإعادة النظر في تجربة التنسيق، التي كانت معتمدة سابقا من قبل الكنفيدرالية الديمقراطية للشغل، ومن خلالها النقابة الوطنية للتعليم، صارت شرطا لأي إقدام على استعادة مبدئية العمل النقابي في إطار الك.د.ش، و في قطاعاتها المختلفة، وفي مقدمتها النقابة الوطنية للتعليم، حتى تلعب دورها كاملا، فيما يستقبل من تجارب التنسيق، التي يجب أن تخضع لمقاييس مختلفة، عن المقاييس التي حكمت قيام تجارب التنسيق المختلفة، سواء تعلق الأمر بتجربة التنسيق مع الاتحاد العام للشغالين، والجامعة الحرة للتعليم، أو بالتجارب الموسعة التي جاءت بعد ذلك.

وهذه المقاييس المختلفة تتمثل في:

1) استحضار الأسس المبدئية، التي تعتبر شرطا للمحافظة على مبدئية النقابة، وعلى هويتها التحريضية، والنضالية.
والتنسيق بين نقابتين، إحداهما تستحضر المبادئ، والأخرى ليست كذلك، سيفرض أحد أمرين :

الأمر الأول يتمثل في النقابة التي لا تأخذ بالمبادئ، لتتحول إلى نقابة تحترم المبادئ، من خلال التنسيق على الأقل، مما يؤدي إلى الرفع من وتيرة التحريض، واتساع رقعة المشاركين في النضال النقابي، مما يترتب عنه تجسيد الوحدة النقابية على أرض الواقع.

والأمر الثاني يتمثل في تخلي النقابة المبدئية عن مبادئها، من خلال التنسيق القائم بين نقابتين، أو مجموعة من النقابات، فتقبل القيادة النقابية المبدئية، بمختلف الممارسات التحريفية الممارسة في الإطارات النقابية الأخرى، مما يؤدي إلى استدراج القيادة النقابية المبدئية إلى ممارسة الانتهازية، وبشكل فج، كما حصل خلال نهاية الثمانينيات، وخلال التسعينيات من القرن العشرين، مما جعل القيادة المبدئية، تتعود على عدم استحضار المبادئ النقابية في عملية التنسيق، التي تجرى بينها، وبين نقابات غير مبدئية.

وقد كان المفروض أن لا يتم التنسيق إلا مع النقابة التي تلتقي معها النقابة المبدئية في بعض مبادئ العمل النقابي، إن لم نقل كل مبادئ العمل النقابي: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، حتى تحافظ النقابة المبدئية على هويتها، وحتى تخوض معركة النضال النقابي، من خلال التنسيق مع الطبقة العاملة، وحلفائها، بعيدا عن كل أشكال التحريف البيروقراطية، والتبعية لحزب معين، والحزبية، والتي تحول النقابة إلى مجرد مجال للإعداد، و الاستعداد، لتأسيس حزب معين، أو للسيطرة على أجهزة ذلك الحزب، وسعيا إلى تحقيق جبهة جماهيرية / نقابية مريضة، لفرض تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية لسائر الكادحين.

والمؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش)، يجب أن يستحضر دور الحفاظ على المبادئ، في رفع وتيرة العمل النقابي، من خلال خوض تجربة التنسيق مع الإطارات النقابية الأخرى، ومن خلال العمل على انتزاع المزيد من المكاسب لصالح نساء، ورجال التعليم، عن طريق خوض تجارب التنسيق المقبلة، لقطع الطريق أمام جميع النقابات، التي لا تحترم مبادئ العمل النقابي الصحيح، وللتأسيس لقيام تنسيق مبدئي يقود إلى تحقيق الوحدة النضالية المؤدية، بالضرورة، إلى تحقيق الوحدة البرنامجية، كامتداد للوحدة المطلبية، في أفق العمل على تحقيق الوحدة التنظيمية، من أجل تغيير ميزان القوى لصالح الجماهير الشعبية الكادحة.

2) وكامتداد لقيام الأسس المبدئية، في التنسيق بين النقابات، فإن الأسس المطلبية تبقى حاضرة، ويجب أن تبقى حاضرة، حتى وإن تعلق الأمر بالمطالب التي اختلفت عليها النقابات المنسقة.

و نقصد بالأسس المطلبية هنا:

أ- أن تكون مطالب النقابات المنسقة واضحة، سواء تعلق الأمر بالمطالب العامة، أو القطاعية، أو الفئوية، لأن عدم الوضوح في المطالب النقابية لا يعبر إلا عن انتهازية النقابة. والنقابة الوطنية للتعليم، عندما لا تشترط وضوح الملفات المطلبية في عملية التنسيق مع النقابات الأخرى، تحت يافطة الشأن الداخلي للنقابة، تمارس الانتهازية في التنسيق، وتتنكر لتضحيات مناضليها الأوفياء، وخاصة، منهم، أولئك الذين قضوا، وهم يدافعون عن مبادئ النقابة الوطنية للتعليم، أو استمروا في الدفاع عنها، وما بدلوا تبديلا.

ب- أن تكون جميع مطالب النقابات في خدمة مصالح الطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء، وغيرهم. وسعيا إلى جعل المطالب عاملا من عوامل التعبئة الجماعية للطبقة العاملة، ولسائر الكادحين، من أجل الارتباط بالطبقة العاملة من جهة، وبالنقابة من جهة أخرى، وفي إطار العلاقة الجدلية، التي يجب أن تقوم بين النقابة، وبين الطبقة العاملة وحلفائها.

ج- أن تكون مطالب النقابات المنسقة منبثفة عن مساهمة العاملين في قطاع معين، أو في جميع القطاعات، حتى لا تكون محكومة بالنظرة الأحادية، ومن أجل أن تصير في مصلحة الطبقة العاملة، وحلفائها، ومعبرة عن إرادتها.

واستحضار هذه الأسس يعتبر شرطا لإحداث قفزة نوعية في تطور التنسيق، وفي نوعية ذلك التنسيق، وفي العلاقة مع العاملين في مختلف القطاعات، الذين تزداد ثقتهم في النقابات المنسقة، مما يجعلهم يزدادون ارتباطا بها، ومساهمة في نضالاتها.

ولا نشك في أن إقدام المؤتمر الثامن للنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) على استحضار الأسس المطلبية، في أي تنسيق، يقوم بين النقابات التعليمية، سيؤدي إلى اتخاذ قرارات جريئة، وواعدة في هذا المجال، حتى تكون المطالب المشتركة في مستوى ما تطمح إلى تحقيقه الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، إذا انعتق المؤتمر، من خلال ما يمارسه المؤتمرون، من كل أشكال التحريف النقابي، واستحضروا المبادئ، التي قام عليها العمل النقابي في إطار الك.د.ش.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات