أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اخلاص موسى فرنسيس - الويل لأمّة ثقافتها ظلاميّة كافرة بكلّ نور.














المزيد.....

الويل لأمّة ثقافتها ظلاميّة كافرة بكلّ نور.


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المظاهر شيء، والمخابر شيء آخر.
عندما يكون الإنسان مجرّدًا من إنسانيّته، ويحمل نفساً رخيصة يتّجه دائما إلى الازدواجيّة في التعامل والخطابة والحياة اليوميّة.
إنّ الأقنعة التي ترتديها شريحة كبيرة من البشر تحتاج إلى منشار ليس للخشب بل لنشر العقول الجرانيتيّة التي لا بصيص فكر فيها.
إنّ الأقنعة التي يرتديها السياسيّ هي تعبير عن ابن الشارع والشحّاذ ومرتادي المقاهي والملاهي والخمّارات، وأندية القمار.
أمّا أقنعة معظم رجال الدين فهي عبارة عن عمامة أو ثوب كهنوت أو ما شابه. منذ نهايات القرن العشرين، ودخول عالم الإنترنت والمعلوماتية أصبح من السهل ومن البديهيّ وبكبسة زر أن نحصل على المعلومة التي نريدها، وعلى المصطلحات التي كانت خافية على عامّة الناس، والأميين الذين يتّكلون في عبادتهم على المنابر، حيث جعلوا ثقتهم بلا حدود في هذا الرجل الذي يربّي ويرتّب لحيته، ويمسك الخطاب الدينيّ في يده مهما كان نوعه وملّته، ويتوجّه نحو المنصّة، يشهر خطابه، ويغذّي النفوس الضعيفة التي ترضخ لأيّ خطاب دون فكر، ظنًّا منها أنّها بين يدي ممثّلي الله على الأرض.
هنا يأتي دور الراعي الذي حسب مأربه الشخصي ومصلحة القيادة التي ينتمي إليها، فيبدأ في قيادة هذا القطيع مستخدمًا لسانه المنمّق.
كتاب الله في يده سلاح فتّاك، يبدأ بقوله تعالى، وقال الكتاب، وقال الله، ومن يجرؤ أن يكذّبه؟ فكلّ مصائب القوم أنّهم ناقشوا، أو شكّوا، أو لم يشكروا ذلك الذي بسوط العدل ينتظرهم عند زاوية دور العبادة، ليجلد بالويل والثبور كلّ من لم يقدّم له الولاء الأعمى لتقديمه بدوره لمن ينادي باسمه، وهنا يأتي دور القطيع بالارتماء والانحناء حيث في التواضع قوة، وفي الانحناء رفعة، وفي السكوت أجر، وفي العذاب ثواب، وفي الضعف إيمان، والويل من يسال تلك المشيئة الخفيّة القويّة، وذلك الجبروت القابع في قبّة دار العبادة، وفي يد رجل الدين الذي يمتلك الأيفون والمرسيدس والفيلا والخدم والحشم والأسهم في الأسواق المالية العالمية، ويحرّم على غيره ما يحلّل لنفسه، متمتمًا بشعائر أكل الدهر عليها وشرب.
لا أمل في تقويم ذنب الكلب، بل تقويم ذنبه أسهل من تقويم رجل الدين الذي يتاجر بالمقدّسات دون رادع من ضمير وإيمان.
ليس هذا فحسب بل هناك مثيله في عالم الثقافة، فالمثقّف الذي يبيع ضميره، ويعيث الفساد باسم الثقافة، والثقافة براء منه، يقود المجتمع إلى التهلكة.
إنّ المثقّف ورجل الدين كلاهما سلاحان في يد السياسة.
إذا فسد المثقّف فمن يرفع شأن الأمّة؟ وإذا سقط رجل الدين فمن يحاسبه، ويعيده إلى صوابه غير الثقافيّ.
هنا يأخذ السياسيّ راحته في الفساد تحت غطاء الشرعيّة الثقافيّة والدينيّة.
القلم هو سيف الحقّ، هو صوت الذين لا صوت لهم، هو البوابة التي تفتح أمام نهضة الأمة، هو النور الذي يتبعه من في ظلام الجهل لبناء مستقبل نيّر.
المثقّف إن سقط سقطت معه الأمّة، فالويل لأمّة ثقافتها ظلاميّة كافرة بكلّ نور.



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بربغندا كورونا
- طواف سريع في كتاب (الكتابة بالحبر الأسود) للكاتب حسن مدن
- صقيع الغربة
- لبنان ما بين الوباءين
- في ذكرى جبران خليل جبران
- كورونا/ التحدي
- يوم المرأة
- امرأةٌ في المرآةِ
- قصة قصيرة
- فاطمة -رب أخ لم تلده لك أمك-


المزيد.....




- ‌‏وزير الدفاع السعودي: التقيت قائد الثورة الاسلامية بتوجيه م ...
- المسيحيون يحتفلون ببدء أسبوع الفصح من الفاتيكان إلى القدس
- روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
- عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب ال ...
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- في عيد الفصح اليهودي.. استباحة كاملة للأقصى غابت عنها ردود ا ...
- لليوم الخامس مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى +في ...
- بعد الكشف عن خلية -ال16- هل هي بداية نهاية الإخوان المسلمين ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن إحباط الأردن -مخططات إرهابية لجماعة ...
- لماذا يقتحم المتطرفون المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اخلاص موسى فرنسيس - الويل لأمّة ثقافتها ظلاميّة كافرة بكلّ نور.