أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل النجار - أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)














المزيد.....


أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 03:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصل العقيدة
(سياقها التاريخي بين العلم واللغة)

لي مقولة دائما ما أُردِدها في مناسبات ذات علاقة على النحو التالي:

أنا "أعتقد"؛ إذن أنا لستُ على اليقين.

والفعل "اعْتَقدَ" بمعنى: ظَنَّ أو تصوَّر أو حَسِبَ أو توهَّم خلافاً لواقع حقيقة ما. ومثل هذه المُثل والأفكار الظنِيَّة هي الوسائل والأدوات الصورية التي استخدمها المشعوذون والكهنة في تكهناتهم في إرساء كل المعتقدات التي تدين بها الأمم وآمنت بها كل المجتمعات؛ فشكلت بنيتها ووظيفتها، ومع الوقت ترسخت هذه المعتقدات الظنية وصارت – بالتدليس ولوي ذراع المنطق- يقيناً راسخا بقداسة لا تتزعزع، وقد تكون مجرد وهْمٍ خالص، أو مجرد أيديولوجيا كأي أيديولوجيا أخرى.
فقد اعتقد أسلافنا، ممن عاشوا في مراحل ما قبل التاريخ، بأن البرق والرعد، مثلا؛ هي من أسلحة الآلهة، واعتبرت بعض المجتمعات البدائية أن الأماكن التي تضربها الصاعقة هي أماكن ملعونة وبأن الأشخاص المصعوقين ملعونين، وبأن الرعد هو صوت الآلهة التي تزمجر غضباً؛ عندما تكون مستاءة من البشر على الأرض. والبرق، في حقيقته، من الناحية العلمية هو مجرد شرارة كهربائية، تحدث غالبا بين الغيوم وبعضها وبين الغيوم والأرض، ولا تُحدث ضرراً إلا إذا حدثت في نطاق الغلاف الجوي، ومن أسبابها: المعروف فيزيائيا أن الذرات متعادلة كهربائيا، وعندما تخسر بعض الذرات بعض إلكتروناتها؛ يحدث تجاذبا بين الشحنات السالبة والموجبة؛ فتولد شرارة محدثة هذا البرق، وسرعة البرق كسرعة الضوء (300.000 كم/ ث)، ويحدث أن يسخن الهواء المحيط بشرارة البرق بدرجة هائلة تُقدر معها حرارته بنحو 33000 درجة مئوية؛ نتيجة لطاقة تقدر بنحو 100 مليون فولت من الكهرباء؛ فيتمدد الهواء المحيط بشرارة البرق بسرعة مفاجئة؛ مسببا لتطاير جزيئات الهواء التي تتمدد في كل الاتجاهات بحثاً لها عن مخرج من هذه الدوامة الملتهبة بعيداً عن مجال الشرارة؛ فتصطدم بسرعة هائلة مع نُطق الهواء البارد المحيط بمجال الشحن؛ فتخلق موجة هوائية ذات ضغطٍ هائل يتسبب في حدوث هذا الصوت المدوي والمرعب المعروف بالرعد. وبالمناسبة، فالبشر يدينون- بطعامهم- للبرق؛ وذلك من خلال تأكسد كميات هائلة من النيتروجين بعد تفاعله مع الأكسجين, بسبب العصف الكهربي للبرق وبعد اتحادها مع الماء؛ تعطي حامض النيتريك، تتساقط معه مركبات النتروجين على الأرض بمساعدة المطر؛ ليدعم التربة بالنترات فيعطي تربة صالحة؛ وذلك عن طريق عملية تُدعى تثبيت النتروجين، إذ تعد أنواع التساقط على اختلافها أحد المصادر الطبيعية التي تجلب معها كميات من الأمونيوم والنترات؛ المشتقة من تفاعلات النيتروجين، إلى سطح الأرض، وذلك أثناء تشكلها في طبقات الجو عند حدوث البرق.
وقد كان الأقدمون يعتقدون، أيضاً؛ بأن " خسوف القمر، يرجع إلى وجود تنين يحاول التهامه، في حين أن حقيقة الأمر، يوضحها العلم الحديث، بأنها مجرد ظاهرة فلكية يحدث فيها أن يختفي القمر كله أو جزء منه؛ عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية، وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (على استقامة واحدة)؛ فينتج عنها الخسوف الكلي؛ بسبب وقوع القمر بأكمله داخل مخروط ظل الأرض، أو تقريبي؛ فينتج عنها الخسوف الجزئي؛ بسبب وقوع القمر أو جزء منه في منطقة شبه الظل، وهذا هو الفارق بين العقيدة والحقيقة، وعليه؛ فكل المعتقدات ظنيَّة غير مؤكدة، والغريب في الأمر، رغم ذلك، يتسم المعتقد بالقوة الغاشمة المُتشنجة في نفوس معتقديه، ويترعرع الاعتقاد في كل البيئات والمناخات التي تغيب فيها الحقيقة اليقينية والمعرفة العلمية المؤكدة.
وبعد أن عرفنا أصل المعتقد؛ فهل تستحق أي عقيدة كل هذا التعصب وكل هذه التشنجات التي قد يُنفِق في سبيلها مؤمن بمعتقد ما؛ حياته بمنتهى السهولة والرضا؟!



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الوقت؟
- الديانة البوذية (سطورٍ الاستنارة البدائية المضيئة)
- مصر بإسلامييها إلى أين؟
- نفسية التشفي
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)
- انما هي نفسية البشر!
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل النجار - أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)