اسم مكة

تحسين هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 01:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ان ( مكة ) هي مكان يقبع في عمق الصحراء في المنطقة المسماة حاليا ( العربية السعودية ) نسبة لال سعود مؤسسوا تلك المملكة الا ان هذا الاسم ( مكة ) لم يظهر في المرويات التاريخية الاكثر ثقة على مستوى العالم مما يجعل هناك تساؤل وهو من اين جاء اسم مكة وقد اختلف الرواة والمؤرخون على ذلك بسبب ان كل ما نقل عن تاريخ البدو الاعراب هو نقل شفاهي وقل ما وجد دليل تاريخي موثق كان يكون بابليا او مصريا كونهم الوحيدون المجاورون لتلك المنطقة وقد وثقوا التاريخ باسلوب وثائقي قياسا لزمنهم وهو الوثائق المكتوبة على الالواح او الرسوم والنقوش التي تؤكد تواريخ الحقب التي عاشوها , لذلك نرى من الضروري استعراض تلك الاراء الماخوذة عن مؤرخين قد يكونوا ثقاة للعالم .
فقد جاء في البابليات ان اسم مكة او البيت الحرام لم يرد في نص الملك البابلي نيوبيد وانما ورد اسم يثرب مما يشير الى ان هذا الملك بجيوشه وصل الى اخر نقطة في الجزيرة وهي يثرب ضمن المواقع التي خضعت له في العربية الغربية .
اما اللفظ الذي اورده ديودروس الصقلي باعتبار الكعبة مكانا مقدسا لقبيلة عربية هي Bizomeni وله حرمة وشهرة بين العرب فهو راي خالي من اي دليل عقلي او منطقي او حتى تاريخي وهو مكان بعيد جدا عن مكة يقع في ( الغوافة ) .
اما راي ( كيين ) فانه يميل الى راي ديدروس الصقلي الذي حدد موضعا يحج اليه الناس دون ذكر اسمه ظهر في القرن الاول قبل الميلاد الا ان جماعة من المؤرخين المستشرقين راوا ان هذا الوصف ينطبق كل الانطباق على مكة دون ان يكون لديهم دليل واضح من الممكن الاعتماد عليه للجزم بصحة قدسية المكان وانطباق وصفه على الكعبة .
اول رجل وصلت الاخبار عنه انه اعطى للكعبة قدسية هو قصي بن كلاب وهو اول من ادخل الاصنام الى البيت بعد ان جلب تماثيل منحوتة بشكل جيد وعلى راسها هبل وجذب قصي انظار القبائل الى الكعبة لتصبح لها قدسية صنمية بين الناس كان الغرض الذي ابتغاه قصي من جلب الانظار الى الكعبة ليس القدسية الدينية ابدا وانما هي فكرة تجارية فذة اخذت شكلا تعبديا كماليا وليس اساسيا .
الحرمة التي اكتسبتها الكعبة منذ هذا التاريخ كانت سمة لضمان جلب الحجيج وتوفير الامان لهم وللقوافل المارة بهم والتجار ومن ثم وبمرور الزمن اخذت هذه القدسية تترسخ دون ان تكون هي الاساس في كون ان الكعبة بيتا حراما او مقدسا فعلا وانما هي مسالة ضمان تجاري ومفهوم اقتصادي سياسي رسخه وسعى اليه رجال الاعمال في ذلك الزمن وهم القائمين على الكعبة .
وفي هذا السياق ربما من الثابت تاريخيا بان عمرو بن لحي المكنى بابي ثمامة هو اول من ادخل الاصنام الى مكة حيث جلب هبل من العراق من الصحراء الغربية التي تسمى الان بالانبار او الرمادي وجلب اللات والعزى من الشام واقنع رجالات قريش في ذلك الزمن باتخاذها اربابا يتقربون بها زلفى الى الله .
ويذكر ان ( اسعد الكامل ) وهو اسعد ابو كرب الحميري من قوم تُبَّع اول من وضع الكسوة على الكعبة وصنع لها بابا وهذا نوع من التقديس غير مالوف حينها وان اسعد هذا هو يهودي ويروي البعض انه مسيحي وهو من قوم تبع من اليمن وهي من اشهر القبائل اليمنية حينها , ولكن في الحقيقة لم يصل الينا اي خبر عن صحة تقديس اهل اليمن للكعبة ولا اي من العرب المجاورة او ان الكعبة هي كعبة جميع العرب مما يعني ان هذه الفكرة وردت ودونت بعد الاسلام وربما بعد موت محمد نفسه .
ويؤكد جواد علي ( اننا لانملك اثرا جاهليا استنبط منه علماء الاثار شيئا عن تاريخ مكة قبل الاسلام ولذلك كل ما ذكروه .... واخبارهم عنها متضاربة متناقضة لعبت العواطف بها دورا في ظهورها ) المفصل ص 705 .

#تحسين_هاشم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات