عمر عبد الكاظم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 00:31
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
الصحة النفسية هي واحدة من اهم ركائز المجتمع السليم فبدون الاستقرار النفسي لايمكن لاي مجتمع اي يبدع او ان يعرف الاستقرار الاجتماعي والسياسي .
لهذا نجد الكثير من المجتمعات التي مرت بازمات واضطرابات عميقة وحروب وصراعات داخلية وخارجية هي من اكثر المجتمعات التي تتصدر اللوائح عالميا بالمرضى النفسيين .
حيث نالت الحالة النفسية للمدنيين اهتماما واسعا من قِبل العديد من المؤسسات الدولية و أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث ان الأشخاص المدنيين الذين عاشوا الحرب او نزحوا من بلادهم هم اكثر عرضة للاصابة بحالات الاكتئاب والصدمات النفسية والضيق النفسي الشديد .
وبما ان العراق لم يشهد استقرار سياسي واجتماعي منذ العام 1980 وحتى يومنا هذا اذا شهد حروب متتالية منها خارجية ومنها صراعات محلية وعمليات ارهابية .
لهذاهوقد يحتل مراتب متقدمة جدا عالميا باعداد المرضى النفسيين على الرغم من غياب المؤسسات الصحية وغياب الاحصاءات الرسمية التي تهتم بهذا الجانب.
.
يعلم المختصون بالطب النفسي وعلماء النفس ان اكثر الامراض النفسية انتشارا في الدول التي تتعرض الى الحروب والصراعات هي الاكتئاب و القلق و اضطرابات ما بعد الصدمة والاضطراب ثنائي القطبية و انفصام الشخصية .
وتكون مخرجات هكذا امراض نفسية ملتصقة التصاقا شديدا بالسلوك البشري لهذا نجدها تترجم اما الى اعمال عدائية واجرامية او تطرف ديني وسياسي او تنمر او توتر شديد او انعزال اجتماعي .
وفي كثير من الاحيان يكون التماهي مع المجرمين والفاشلين من القادة السياسيين والزعماء الدينيين والدفاع عنهم بالرغم من اخطائهم وفشلهم هو بمثابة تنفيس او محاولة دفاعية من المريض النفسي ليتجنب الضغط النفسي الهائل الذي يكون ضحيته بدون ان يشعر .
بدون ايجاد برامج وحلول عاجلة للمجتمعات التي تقع ضحية المغامرات والحروب العبثية والنزعات الثأرية وانتشالها نفسيا .
لايمكن لهذه المجتمعات ان تستقر ابدا ولايمكن ان تنتج اخلاقا فاضلة او تعرف سلوكا قويما وسويا ولايمكنها ايضا ان تنتج اوتبدع في اي حال من الاحوال كما هو حال العراق اليوم مع الاسف الشديد ..........
#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟