أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إستراتيجية التمكين لدى البيجيديين.














المزيد.....

إستراتيجية التمكين لدى البيجيديين.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 16:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا معززة بصور تفيد أن رئيس المجلس البلدي لمدينة تمارة اتخذ بعض القرارات الإدارية تمنع على الذكور ولوج مقر البلدية بالسروال القصير كما تفرض على المواطنين الراغبين في تصحيح الإمضاء الفصل بين الجنسين وذلك بإحداث شباك للذكور وآخر للإناث . قد يبرر البعض أن الإجراء إياه يتوخى الحفاظ على احترام الإدارة وصيانة كرامة الإناث وحمايتهن من التحرش. لكن الباعث والغاية هما ابعد وأخطر من كل هذه التبريرات .فرئيس المجلس البلدي لتمارة كغيره من أعضاء حزب العدالة والتنمية مكلَّفون بتنفيذ إستراتيجية "الأسلمة" التي وضعتها حركة التوحيد والإصلاح وينفذها حزب العدالة والتنمية تدريجيا من موقع مسؤولية أعضائه في مؤسسات الدولة والمجالس المنتخَبة .وحين قررت حركة التوحيد والإصلاح المشاركة في الحياة السياسية عبر الانخراط في حزب عبد الكريم الخطيب ، لم تكن تتخذ من الانتخابات هدفا في ذاته ، بل بوابة رسمية تسمح لها بالمشاركة في وضع التشريعات ورفض ومناهضة ما تراه منها مخالفا لإستراتيجية الأسلمة التي تتبناها.كل هذا بهدف فرض الرقابة التشريعية على الدولة ومؤسساتها الدستورية ، أي ممارسة نوع من "الولاية الدينية" شبيهة بولاية الفقيه الشيعية على الدولة .فالحركة لا تكتفي "بتوعية" المواطنين بشؤون دينهم ، وليس لهذه الغاية تأسست ، بل إعادة تشكيل المجتمع والدولة على نمط يستجيب لمنظور الحركة ويخضع لإستراتيجية "الأسلمة" التي يعرفها ميثاق الحركة بأنها ( إقامة الدين على مستوى المجتمع يعني أن تنضبط هذه المؤسسات (= المنزل والمدرسة والجامعة والمستشفى والسينما والسوق والمسرح والمسجد والشارع والمقهى والنادي والفندق والحديقة والمتجر والإدارة والمزرعة والمصنع والطريق والسجن وغيرها ) أن تنضبط هذه المؤسسات بأحكام الإسلام وأن يكون من فيها ملتزمين بأحكام الإسلام في أنفسهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم ) .وباعتبار الدستور المغربي يسمح للمجالس الترابية بوضع تشريعات محلية لتدبير الشأن العام المحلي ، فإن أعضاء حزب العدالة والتنمية الذين يتولون رئاسة هذه المجالس يستغلون هذه الفجوة ليس لما ينفع المواطنين ويخفف عنهم الاكراهات اليومية ( النقل العمومي ، النظافة ، الحدائق العمومية المنعدمة ، وضعية الشوارع والأزقة المحفرة والمهترئة ..)، ولكن لتنميط سلوكهم بما يتوافق مع تصور الحزب لمجتمع لا يوجد إلا في مخيلة قادته ومنظّريه . فحين قرر رئيس المجلس البلدي لفاس منع الاختلاط في صالونات الحلاقة والتجميل ، لم يكن بهدف تنظيم المهنة ، بقدر ما هو تطبيق "للأسلمة" التي تقتضي في عقيدة حزب الرئيس وحركته منع الاختلاط بين الجنسين. وهذا ما قرره رئيس بلدية تمارة الذي لا تشغله من مشاكل البلدية وسكانها غير الاختلاط . ليعلم رئيس البلدية ونظراؤه في كل المجالس الترابية أن صيانة كرامة المواطنين ، والمرأة على الخصوص، ليس بالفصل بين الجنسين وتخصيص شبك للإناث وآخر للذكور ، بل فتح أكبر قدر من الشبابيك وتجنيد ما يكفي من الموظفين لتيسير الحصول على الوثائق وتصحيح الإمضاء ، وكذا توفير الكراسي للمواطنين داخل مقرات البلدية حتى يلتقطوا أنفاسهم ويريحون أجسادهم من تعب التنقل ومشاكله. الكرامة الحقيقية التي على رئيس بلدية تمارة أن يصونها هي ألا يترك النساء واقفات في الطابور ينتظرن الحصول على وثيقة أو تصحيح الإمضاء ، وكذلك الشأن بالنسبة للذكور وخاصة كبار السن والمرضى .على هذا الرئيس أن يدخل العصر بقيمه وتقنيته وخدماته ، بأن يجعل إمكانات البلدية ومواردها البشرية والمالية في خدمة الساكنة . إن المواطنات والمواطنين بحاجة إلى تجويد الخدمات الإدارية وتسهيل الحصول على الوثائق توفيرا للوقت والجهد . إذ ما فائدة الفصل بين الجنسين في ظل بطء الإدارة وسوء الخدمات وانعدام الكراسي وضيق فضاء المرافق .وليعلم الرئيس وأمثاله من حملة مشروع "الأسلمة" أن التحرش بالنساء لن تتم محاربته بمنع الاختلاط ولا بفرض الحجاب والنقاب ، فأفغانستان تحتل المرتبة الأولى في التحرش رغم أن كل نسائها محجبات ومنقبات وغالبيتهن يرتدين البرقع. إن المدخل لمحاربة التحرش هو تجريمه قانونيا وتشديد عقوبته ، أما مسألة القيم والأخلاق واللباس ، فإن كانت تنفع وتحمي من التحرش لكانت حمت نساء الحزب والحركة من التحرش داخل الهيأتين ومن طرف المنتسبين إليهما .وليعد الرئيس إلى تحذيرات بنكيران لأعضاء حزبه من تفشي التحرش بينهم رغم كونهم يطبقون الفصل بين الجنسين في مقرات الحزب وأثناء الندوات واللقاءات المفتوحة وحتى المغلقة.
إذن ، ليس هدف البيجيدي من المشاركة في الانتخابات والانخراط في الحياة السياسية هو خدمة الصالح العام ، بقدر ما يهدف إلى فرض إستراتيجيته واستغلال تواجد أعضائه في مراكز القرار والتشريع للقيام بالمهمة. في هذا الإطار جاءت قرارات رئيس بلدية تمارة بتغيير أسماء عدد من الشوارع والأزقة ووضع بدلها أسماء لرموز التطرف والإرهاب .فإذا كان الفصل بين الجنسين داخل مقر البلدية بمبرر صيانة كرامة النساء ، فبأي مبرر أطلق أسماء شيوخ التكفير والكراهية والقتل على شوارع المدينة؟ أو منع دخول الذكور بالسروال القصير إلى البلدية؟ قرارات من هذا النوع "الداعشي" وإن بدت محدودة وبسيطة فهي إشارة دالة على ما يعدّه الحزب مستقبلا من أجل الهيمنة على الدولة والتحكم في المجتمع باستعمال الآليات الديمقراطية تنفيذ لما نصت عليه أطروحة المؤتمر6 للحزب ( على أن الاشتغال على قضايا المرجعية والهوية والقضايا الأخلاقية وجب أن يتم ضمن آليات الاشتغال وأدوات الخطاب السياسي أي باعتبارها من قضايا السياسات العمومية مما يقتضي التركيز على مقاربتها مقاربة قانونية وتشريعية ورقابية . فمقاربة الحزب لقضايا الهوية والأخلاق تتم بترجمتها إلى إجراءات عملية ومقترحات مفصلة مع آليات التنفيذ ، وهو ما يعني اقتراح سياسات عمومية في إطار برامج سياسية تطرح ديمقراطيا ضمن المؤسسات المنتخبة ذات الصلاحية ).
نفس الإستراتيجية نهجها إسلاميو الأردن فانتهى بهم المطاف إلى حل التنظيم بقرار من المحكمة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب وإستراتيجية مواجهة الإرهاب.
- مدرسة البيجيدي تجعل الغش نزاهة وخرق القانون شفافية.
- البيجيدي يستغل كورونا لتنفيذ أجندته.
- الأمانة العامة للبيجيدي تناصر الوزيرين في خرق القانون.
- إستراتيجية جماعة العدل والإحسان للانقلاب على النظام.
- أدبيات البيجيدي وتصريحات قادته تناهض الدولة المدنية.
- هل القانون لا يسري على وزراء البيجيدي؟
- إنهم يخافون ولا يستحيون.
- جماعة العدل والإحسان والعنف المؤجًّل.
- وزير انتهاك حقوق الإنسان .
- نداء النفاق الوطني لحركة التوحيد والإصلاح.
- يساريون في خدمة أجندات الإسلاميين.
- أي تصور يقدمه البيجيدي لمواجهة آثار كورونا ؟
- رجاء لا تبتزّوا الدولة في ملفات الاغتصاب والاتجار بالبشر.
- هل سيجيز د.الريسوني اللواط كما شرْعَن من قبل الاغتصاب؟
- من يتخذ المودودي مرجعه يفقد ولاءه للشعب وللوطن.
- إنهم يطمسون الهوية الوطنية يا وزير الداخلية.
- ذكرى 16 ماي: أين المغرب من خطر الإرهاب؟
- إنجاح التعليم عن بُعد مسؤولية كل القطاعات الحكومية.
- الحاجة إلى نموذج حزبي جديد.


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إستراتيجية التمكين لدى البيجيديين.