أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - الجواهري : فيّا لكِ امةً قُسِمتْ ثلاثاً وعشريناً، وتسأل هل مَزيدُ؟














المزيد.....

الجواهري : فيّا لكِ امةً قُسِمتْ ثلاثاً وعشريناً، وتسأل هل مَزيدُ؟


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 20 - 00:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجـواهــري :
فيّا لكِ امةً قُسِمتْ ثلاثاً وعشريناً، وتسأل هل مَزيدُ؟
* رواء الجصاني
-----------------------------------------------------------------
... والعنوان اعلاه واحد من "أبيات قصيد" دالية مطواع، نظمها الجواهري، والقاها في حفل مهيب بمناسبة زيارة رسمية وثقافية قام بها الى (أبوظبي) في النصف الاول من عام 1979 وكانت ضمن أواخر سفراته الخارجية من بلاده – العراق، الذي أغترب منه، وعنه، اوائل عام 1980 وحتى رحيله في دمشق الشام عام 1997 حيث وريّ الثرهناك ..
وأجواء القصيدة واضحة ومباشرة في المقاصد والمدلولات التي هدف اليها الشاعر الخالد، سياسية بأمتياز، مع بعض إفاضة لمكنونات نفسية ومشاعر وجدانية، ولوعات انسانية من الاجواء العراقية والعربية السائدة حينئذٍ، في الاتكفاء والتمزق، والأحـن، وشيوع العسف والارهاب..
1/ يأتي المطلع جواهرياً، في "ديالوغ" ذاتي - يوشر في ما يؤشر- الى بعض عنفوان الشاعر الخالد، وتفاخره بمحطات ومواقف من حياته، وثراء منجزه الابداعي على مدى أزيد من نصف قرن.. كما يشي المطلع بما سيليه من مقاطع وأبيات لاهبة، تتوقف عند حال، وتثبت ثاني، وتتنبأ في آخــر.. فتقرر وتحكم، ثم تستنج فتحذر وتبشر في آن واحد:

أعيذكُ أن يعاصيكَ القصيدُ / وأن ينبو على فمك النشيدُ
وأن تعلو لسانك تمتماتٌ / وأن يتفرطَ العقد الفريدُ
أعيذك أن تتوهَ بكل وادٍ/ وأنت لكلّ سامعةٍ بريـدُ
فكن كالعهد منتفضاً شباباً / و جَوّد أيها اليفنُ المجيدُ
فقد آلى وريدك أن يغني / بحب الناس ما بقيَ الوريدُ
وقائلةٍ أما لكَ من جديدٍ / أقول لها القديمُ هو الجديد
كشفتَ بأمسِ وجهَ غدٍ رهيبٍ / أماطت عنه قافيةٌ شرودُ
كزرقاءِ اليمامةِ حين جَلّتْ / مصائرَ قومها بصرٌ حديد
وما كنت النبيّ بها ولكن/ نبيّ الشعـرِ شيطانُ مريدُ ..
ومن لم يتعظ لغـد بأمسٍ / وإن كان الذكيّ هو البليدُ

2/ وفي الابيات التاليات من القصيدة التي عنونها الجواهري بـ"أفتيانَ الخليج" ثمة وقفات وصف، وشكر على حسن وجميل الاهتمام الرسمي والثقافي والشعبي بزيارته لأبي ظبي، والحفاوة التي أستقبل بها، والتي لم يتوقع لها ان تكون بذلك الشكل، بحسب ما صرح به وفي أكثر من مناسبة..
وبعد ذلك يبدأ الشاعر ببث ما يعتريه من خواطر وانفعالات وشجون، وقراءات للواقع الذي تعيشه الامة، زعامات ومجتمعات وشعوبا، فراح يخاطب المحتفين به، وعبرهم المتلقين و"الصفوة" القادرين على فهم الاحداث، واستلهام العبر.. مستنهضا الهمم، و"الفتيّان" بشكل رئيس، ومحذرا من الأتي "الأعظم" والذي راح واقعاً بعد فترات زمنية وجيزة، وتكررعلى شكل مآسي أستمرت – وتستمر- تداعياتها بصور واشكال وعناوين شتى: اضطهادا وطغياناً وحروبا وأحترابات داخلية، وسوى ذلك من آلام وكوارث :

أفتيان الخليج وليس تألوا / دروبُ المجد تعمرها الوفودُ..
أهيبُ بكم وقد رجفَ الصعيدُ / وماتَ الوعدُ وانتفضَ الوعيدُ..
وباتت أرضنا كرةً تنزّى/ على الفرقاء تركنُ أو تميدُ
وأضحتْ ساحةُ الألعاب فيها / كأقصر ما ترسّمت الحدود
تَخَطفُها على نسقٍ بروقٌ / وترعبها سواسية رعودُ
ويوشك فرط ما دُحيّت بناها / على الرمضاء ينتشر الجليد
حذار بني الخليج فثـمّ وحشٌ / حديدُ الناب مفترسٌ حقودُ
خبيث الكيد في شرك خفي / يصيدُ عوالماً فيما يصيد
يغازلكـمْ مراودةً و يغـزي/ سواحلكم أساطيلاً ترودُ

3/ وبعد أن وثق الجواهري واقع الحال، في الابيات السابقة، حان الوقت لأن تأتي "ابيات" قصيد أخرى، وأعني بها رؤية الشاعر الخالد لبعض الوصايا، والتنبؤات التي أثبتت قوادم الاعوام صواب الكثير منها، كما سبق القول.. ولم يترك الأمر هكذا وحسب، بل انتفضت القصيدة تلتهب، وتهيب، وبقساوة مخلص حميم، تهدف للتحريض، وفق قناعات الجواهري التي باح بها مستندا الى تجاريبه في ميادين الحياة، وجهاده التنويري في ادانة العسف والتخلف، واشاعة العدالة والارتقاء:

أفتيان الخليج ولا خيـارٌ / وأن زعم الدعاةُ ولا محيدُ
وليس هناك إلا من يطاطي/ إلى المستعمرين ومن يذودُ
وما لضياعنا أمل يرجى / سوى أن يُجمعَ الشملُ البديد
فيالك أمة قسمت ثلاثاً / وعشريناً وتسأل هل مزيد؟
تعدّ لكل واحدة طبولٌ / وحراسٌ وترتفع البنودُ
وعند الهند ربعُ الكون عـدّاً / وفي شطريّن تنقسم الهنودُ

4/ ولمزيد من التأرخة والاستشهادات، لم يفوّت الجواهري الفرصة للتنبيه الى المزاعم التي كانت تسود فترة ولادة القصيدة – اي في آواخر السبعينات الماضية- صابّا جام الغضب على كل المعنيين، الرسميين والسياسيين، وغيرهم، المتاجرين – وما زالوا- بقضايا الوطن والأمة، والقضية الفلسطينية في المقدمة طبعا...مقارناً ذلكم الحال الراهن لأولئك الزاعمين، مع احداث تاريخية ذات أكثر من مؤشر على ما ارادت القصيدة وصاحبها البوح به، موقفا وتوثيقا:

ودجالين يصطنعون سحراً / وترياقاً بما صنع الجدودُ
تَعِلّاتٌ تشوق وهم صحاةٌ / وأطيافٌ تروقُ وهم هجودُ
ولم يُعـطِ الجدودُ (القدس) يوماً / ولا احتلتْ فلسطيناً يهودُ ..
(صلاح الدين) كان يَفّـتُ خبزاً / وكان ينامُ أرضاً والجنودُ
وكان يمدّ زنداً للمنايا / فتتبعــهُ مطاوعــةً زنــودُ
وها هو عنده فلكٌ يدوي/ وعند منعمٍ قصرٌ مشيــُد
يموتُ الخالدون بكل فـجٍ / ويستعصي على الموت الخلودُ

5/ وفي ختام داليته ذات السبعين بيتاً يعود الجواهري ليوجز، ويكرر مجددا خلاصات وآراء متعمقٍ في السياسة والفكر، ووصايا محنــكٍ في تجاريب الحياة، وتمنيّات متفائل بقدرات الشعوب والمكافحين من اجل النهوض والمستقبل "فإن تكُ أطبقتْ جدرُ الليالي/ فسوفَ يُشقُ من فجرٍ عمود" بحسب قناعات الشاعر الخالد..
--------------------------------------------* رواء الجصاني/ براغ- تموز 2020



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتفاءلُ الجواهري، فيعود الى بغداد عام 1968... ولكن؟!
- نصوص ... وأصداء
- نشطاء ورواد يوثقون لبعض تاريخ اتحاد الطلبة العام في العراق
- ايضا .. عن اسماء ورواد في الهيئات العليا لأتحاد الطلبة العرا ...
- اسماء ورواد في الهيئات العليا لأتحاد الطلبة العراقي العام
- رواء الجصاني : هوامش وتساؤلات من مفكرة الاحداث - 7
- من بينهم نوري السعيد وعبد الكريم قاسم وصدام حسين: - حكام الع ...
- رواء الجصاني : هوامش من مفكرة الاحداث الراهنة في العراق - 6
- عراقيون من هذا الزمان (*) 25/ قيس الصراف (ابو نادية)
- رواء الجصاني : هوامش من مفكرة الاحداث في العراق - 5
- وقفات عند اسباب ودوافع ووقائع: العنف السلطوي والمجتمعي في ال ...
- رواء الجصاني: هوامش من مفكرة الاحداث في العراق -4
- عودٌ على بدء.. حول الاحتجاجات في العراق
- هوامش من مفكرة الاحداث في العراق في العراق -3
- ايضا عن بعض رواهن وتداعيات الحراك الشعبي في العراق(*)
- رواء الجصاني: هوامش من مفكرة الحراك الشعبي في العراق -2
- رواء الجصاني: حول بعض مسؤوليات المثقفين الوطنيين
- هوامش من مفكرة الحراك الشعبي الراهن في العراق
- الشباب والشيوخ في مسار الحركة الاحتجاجية الراهنة في العراق
- حول بعض ضرورات التضامن المنتج، والحريص، مع الحراك الشعبي في ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - الجواهري : فيّا لكِ امةً قُسِمتْ ثلاثاً وعشريناً، وتسأل هل مَزيدُ؟