أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الكاظمي وآفاق التغيير في العراق














المزيد.....

الكاظمي وآفاق التغيير في العراق


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال ثلاثة أسابيع مضت حدثت تطورات دراماتيكية غير مألوفة ولافتة للنظر على المشهد العراقي الداخلي ، وعلى وجه التحديد فيمايتعلق بأسلوب تعاطي القيادة الجديدة للحكومة ممثلةً في مصطفى الكاظمي مع المظاهر المنافية لسلطة الدولة وهيبتها ازاء سطوة وتغوّل الميليشيات الحزبية المدعومة من إيران ؛ بدءاً من مداهمة موقع لإطلاق الصواريخ يتبع كتائب حزب الله واعتقال 13 عنصراً من مقاتليه في أواخر الشهر الماضي ، ومروراً باغتيال الباحث والخبير الاستراتيجي الأمني هشام الهاشمي في أوائل الشهر الجاري وهو ما أثار غضب وسخط رئيس الوزراء الكاظمي ، وليس انتهاءً بقيامه بزيارة للمنافذ الحدودية البرية ، وبخاصة تلك التي على الحدود مع إيران والتي تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة ومن ثم توعده بتطهيرها منها وإعادة سيطرة الدولة عليها .
وعندما زار رئيس الوزراء الكاظمي عائلة المغدور الهاشمي لتعزيتها كان لافتاً تأكيده أن من ارتكبوا الجريمة ليسوا عراقيين في إيماءة لا تُخفى على أي لبيب بأن القتلة وإن كانوا " عراقيين " إلا أنهم ينفذون أجندة أجنبية ، وكان المغدور تلقى تهديدات بالقتل من إحدى الميليشيات الموالية لإيران ، كما كان لافتاً عند تعزيته أرملة الشهيد قوله لها : " أنتِ بنت عرب طيبة وعراقية أصيلة " . و مما شك فيه بأن مسارعةالكاظمي بتعزية عائلة الشهيد الهاشمي خطوة موفقة في الاتجاه الصحيح ، ومثلها قراره بتسمية أحد الشوارع بإسمه ، وكذلك اجراءاته الأخيرة - كما ذكرنا - بزيارة وتفقد عدد من المنافذ الحدودية التي عاث فيها المفسدون فساداً طوال ما يقرب من عقد ونصف ؛ إذلم يكن نزيف الميزانية العامة ؛ الذي لم تشهد له الدولة العراقية مثيلاً منذ تأسيسها قبل قرن كامل ، يقتصر على فساد ممثلي أحزاب الإسلام السياسي في الحكومة والبرلمان فحسب ، بل وتقاسم الإيرادات المالية للجمارك الحدودية فيما بينها والميليشيات الاخرى ، وكانت واحدة من أبرز تلك الزيارات تلك التي قام بها لمعبر "المندلي " حيث يجري حلب الموارد المالية الجمركية لصالح الميليشيا المسيطرة فيه ، حيث يجري تهريب المخدرات والعملة والمنتوجات الغذائية الفاسدة . ومن المعروف بأنه كان يسمح لما يقرب من ثلاثة ملايين زائر إيراني في المواسم الدينية - وبخاصة خلال زيارة الأربعين - بالعبور من هذه المنافذ بلا تأشيرات دون أن تعامل طهران الزوار العراقيين لإيران بالمثل ! وأغلبهم يحلون ضيوفاً على العراقيين يملأون شوارع كربلاء وبيوت أهاليها ويتلقون وجباتهم من المضايف الحسينية والقلة هي التي تسكن منهم الفنادق ، ولك أن تتخيّل مقدار الخسارة التي يتكبدها الاقتصاد العراقي أو التجارة الداخلية من هذه السياحة الدينية بلا مقابل ! على العكس تماماً فإن عوائد السياحة الدينية الإيرانية كبيرة بما في عائدات فنادقها ذات الاسعار العالية وأسواقها الداخلية .
الكاظمي أكّد أيضاً خلال زيارته لمنفذ المندلي بأنه لن يسمح بسرقة المال العام بعد الآن وستخضع المنافذ جميعها لسيطرة الدولة وقواتها . من جهة اخرى وفيما معظم محافظات العراق تغرق ساعات طويلة في الظلام في عز الصيف كشف تقرير للجنة النفط والطاقة البرلمانية أن وزارة الكهرباء أكثر الوزارات استحواذاً على مخصصات مالية لمشاريعها ، وبلغت خلال 15 عاماً أكثر من 62 مليار دولار ذهبت في الفساد وسوء الاداء والتخطيط . وأكّد الكاظمي في ضوء هذا التقرير الصادم بأن ملف قطاع الكهرباء أحد أهم التحديات التي تواجه حكومته ، وأنه سيتم سد منافذ الفساد في هذا القطاع ، وأمر بتفعيل مشاريع الكهرباء المتوقفة وتزويد المولدات الأهلية بالوقود مجاناً .
ولعل ثمة بصيصاً من الأمل بات يلوح في الأفق إذا ما تمكن الكاظمي من منصبه المؤقت -كمرحلة انتقالية في شغله الفراغ الدستوري - بالمضي قُدماً في تطهير جهاز الدولة من المفسدين المتنفذين والاستجابة الكاملة لمطالب انتفاضة تشرين ، وتقديم قتلة شهدائها للمحاكم العادلة . ومع أن رئيس الوزراء يمتلك شجاعة وحزماً واضحين ؛ لكن سيظل السؤال القائم : هل سينجح في تنفيذ أجندته الإصلاحية بلا عراقيل ؟ وهل شبكة الفساد المتغلغلة في مفاصل الدولة والمحتمية من مواقعها بالمحاصصة الطائفية وبالميليشيات الطائفية والمدعومة من إيران ستدعه وشأنه وستسلم طواعية وديمقراطيةً أسلحتها وترفع الراية البيضاء بعد بحبوحة الفساد التي استنزفت من خلالها جيوب الفقراء طويلاً ؟ والحال ثمة شكوك أن تكون الأرضية ممهدة أمام الكاظمي لينفذ أجندته الإصلاحية بكل حرية بلا عراقيل ومعوقات ستوضع أمامه ؛ ومن هنا فإنه بلا شك إلى دعم القوى الوطنية والديمقراطية العراقية ، وكذلك هو بحاجة إلى دعم داخلي وإقليمي عربي ودولي. ولربما تتضح مقادير ومدى هذا الدعم في ضوء النتائج التي ستسفر عنها زياراته الاقليمية والدولية خلال الاسبوع الجاري بدءاً من الرياض .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت وبغداد .. مابين الانتحار والاغتيال
- الأزمة الأخلاقية للرأسمالية في عصرنا
- عبد الناصر .. الهزيمة وآثار العدوان
- السينما السوفياتية والتراث العلمي العربي
- - الشيخ الرئيس - ومشايخ الجهل
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 3- 3 )
- المهام الآنية النضالية لليسار في عصر كورونا ( 2 )
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 1 )
- واقتربت الساعة
- صراع عالمي في مواجهة خطر مشترك
- لماذا أنتصرت الصين على - كورونا - ؟
- كوبري قصر النيل في زمن كورونا
- مستقبل - الناتو - بعد جائحة كورونا
- - ووهان - تنهض وتفضح أنانية الرأسمالية
- كورونا بين الصين والرأسمالية الأميركية
- - كورونا - وأمريكا والأنظمة الاستبدادية
- 112 شركة تنمي الإستيطان .. فماذا أنتم فاعلون يا عرب ؟
- الناصريون والمراجعة الغائبة
- في ذكرى ميلاد عبد الناصر
- في تطور الملحمة النضالية لعرب 48


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الكاظمي وآفاق التغيير في العراق