|
ما بين الإنتخابات النيابية والإصلاح السياسي
فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)
الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 02:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في البداية ... فأنا أتوقع وفي القريب العاجل بأننا سوف نتخلص من الفئة الذين دمروا العمل السياسي وإعطاء فرصة لحاملي الأفكار من جيل الشباب الواضج والواعي ، فجميعنا مع الإصلاح السياسي لكن بطريقة حضارية وبطريقة ديمقراطية ، وعندما نصل مرحلة النقد البناء والحوار والنقاش الهادف ستتغير أحوالنا إلى أحسن حال.
- سألوني هل ستنتخب ؟؟؟ قُلتُ لهم إن موضوع الإنتخاب بالنسبة لي موضوع مبدأ ولن اغيره ، فأنا لن أنتخبك لأنك أخي أو عمي أو ابن عمي ، ولن احتاج منك في المستقبل "واسطه" لكي توظف ابني ولن اطلبها منك ما نبحث عنه هو شخصية قادرة على طرح برنامج إنتخابي واقعي ومفيد للشعب ككل.
قلنا وما زلنا نقول عندما يسند العمل السياسي إلى غير أهله ويتحول العمل النيابي ذا الطابع التشريعي والسياسي أيضاً إلى بسطات لبيع أي شئ أو الإنتفاع من أي شئ ،،، عندها علينا أن نتبصر في ما فعلتهُ أيدينا عندما اتخذنا قرارنا في إعطاء فلان الصوت والذي يمثل إرادتهُ السياسية ، فنرى الآن بأن السياسة أصبحت من أهم أمورنا اليومية ، فيجب أن نتحدث عنها في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل دقيقة ولكن هنالك فرق كبير ما بين أن نتحدث بالعمل وبالإصلاح السياسي بشكل ديمقراطي وبشكل يليق بنا نحنُ كرجال سياسة ، وما بين أن نتفلسف على السياسة من دون علم ولا دليل ولا برهان ، يقول إيمانويل كانط "إنّي أسمعُ من كلِّ مكانٍ صوتاً يُنادي لا تُفكِّر ، رجلُ الدِّين يقولُ لا تُفكِّر بل آمِن ، ورجلُ الإقتصاد يقولُ لا تُفكِّر بل ادفعْ ، ورجلُ السياسة يقولُ لا تفكِّر بل نفِّذ ، ولكن فكِّر بنفسكَ ، قِفْ على قدميك ، إنّي لا أُعلِّمكَ فلسفةُ الفلاسفةِ ، لكنّي أُعلِّمكَ كيفَ تتفلسفُ.
يُشكل الإصلاح السياسي عائقًا على الإقتصاد الوطني فلم ولن يتحقق الإصلاح الإقتصادي إلا بوجود إصلاح حقيقي وصادق في المجال السياسي ، فالإصلاح الإقتصادي مهم جدًا لكسب ثقة الشعب ، فلم ولن تتحقق ثقة الشعب بالحكومة إلا إذا أثبتت الحكومة بأنها هي من تُريد أن تُحارب الفساد والفاسدين ، فإذا أردنا إلى إصلاح سياسي حقيقي فيجب علينا أن نعمل على تفعيل دور الأحزاب عن طريق تعديل قانون الإنتخاب والوصول إلى حكومات نيابية تُنتخب عن طريق الشعب ليستطيع الشعب محاسبة الحكومات واسقاطها في حال لم تحقق المطالب الشعبية والسماح للأحزاب بالوصول إلى المناصب لأن تفعيل دور الأحزاب يعمل على محاربة الفساد والعمل على إتباع نهج الشفافية والمسائلة والمحاسبة وأخذ الرأي الشعبي في الحسبان ، فإذا أردنا أن نعيش في مجتمع مليء بالعدل والعدالة ، مليء بالنزاهه والديمقراطية ، فيجب علينا أن نعلم جميعًا بأن هنالك عدة أشخاص بمواقع ومناصب سياسية مختلفة يعملون دائمًا على إظهار صورة مشرقة عن الحكومة وقرارات الحكومة ولكن ما يجري خلف الكواليس هو حقًا مُعاكس لهذه الصور التي نراها ، في السياسة هناك دائماً أقوال عظيمة رنانة تتحول لشعارات عظيمة رنانة ولكنها لا تتحول أبداً لأفعال ، فإذا أردنا تحقيق الإصلاح السياسي فيجب علينا اجتثاث الفساد ولن يتم اجتثاث الفساد إلا بعد أن يتم شطب جميع القوانيين التي تدعم الفساد وأهله.
ألم يأن الآوان لجماهير شعبنا أن لا تنسى يوم التصويت ماذا جرى خلال الأيام السابقة وماذا يفعل أغلب النواب ، متى سنصل إلى اللحظة التي نُحاكم فيها قراراتنا ونعترف بتكرار الأخطاء والتي ساهمت مساهمة مباشرة في حالة الضعف والفوضى والفساد التي تعيشها الإدارة الحكومية وعلى مختلف الصعد ، لماذا علينا أن نندم بعد أن يُباشر مجلس النواب أعماله لنشاهد بِأعيننا هذا الهزال والضعف في نوعية وثقافة من وقع عليهم اختيارنا لتبدأ بعدها رحلة المعاناة والإنتقاد والسب وكأنهم جاءوا من كوكب آخر ، لا بد من الإعتراف بأننا ساهمنا وبشكل مباشر في تردي الأوضاع التي وصلنا إليها وقد جاء الزمن الذي نتخذ فيه قراراتنا بوعي وبعيداً عن التعصب العشائري والمجاملات وفي أحيان أخرى تحت إغراء المال السياسي الملوث والذي سرقوا أضعافه من جيوبنا ليتركونا على أرصفة الوطن نُنادي بأسقاط من كنا السبب في وصولهم لهذا المكان بعد أن زادت جيوبهم انتفاخاً. احذروا منهم فإنهم يوهمونكم بأنهم معكم وفي نفس خندقكم ويعملون من أجلكم ويكتبون عن معاناتكم وفقركم ومرضكم ويصدحون بأعلى الصوت من أجل كرامتكم ويصرخون ويبكون وتقترب الكاميرات تارة من دموعهم وتارة من تشنجات عروقهم ، وفي حقيقة الأمر هم يعملون لأنفسهم ووظيفتهم ومركزهم ولِما تم توجيههم إليه ، فلا تصدقوا كلامهم وخطاباتهم ولا تغرنكم دموعهم ولا تنتظروا منهم أي شيء ، هم لا يعملون لأجل آمالكم بل يخططون بالخفاء لزيادة ألامكم ، فمهما تبدلت الأوراق السياسية ومهما تلونت وجوه السياسة سنبقى جميعًا في خندق الوطن والملك. فأفتقار الواقع للأسباب المنطقية للإصلاح يجعل من التفاؤل سبيلاً للهروب لصناعة واقعًا إفتراضيًا لا يجمعنا فيه سوى أملُ الإنتصار.
#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)
Fouad_Ahmed_Ayesh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماء الوجه لا يُباع
-
ظاهرة التنمُّر
-
من وصايا الكاتب السوري فادي عزام لإبنته
-
أعمار بعض الدول الإسلامية وأهم إنجازاتها
-
آسف ... بالغلط
-
الــســيــرة الــذاتــيــة للكاتب الأردني فؤاد أحمد أمين عاي
...
-
الحب من أول نظره
-
يوم النكبة
-
للعظه والعبره
-
ما بين الإصلاح والعمل السياسي
-
نعيم القبر والرب الغفور الرحيم
-
الإصلاح السياسي
-
بِِـلادُ الْـعُـربِ أَوْطـانـي
-
العادة السرّية بعد الزواج
-
كُل شَيْء بِالْحَيَاة قَابِل لِلْبَيْع وَقَابل لِلشِّرَاء
-
الحُب من طرف واحد
-
النظام العالمي الجديد على الأبواب
-
بنت الزبال
-
صِراع الحرب العالمية الثالثة
-
المس في علم النفس
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|