فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6620 - 2020 / 7 / 16 - 19:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العلمانية تعني أن يحتفظ الإنسان بمذهبه على شرط أن لا يفرق بين المذاهب الأخرى ... والوطن عبارة عن رقعة جغرافية جزء من الكرة الأرضية تسكن فيها أطياف ومذاهب دينية وقومية مختلفة يطلق عليه (الشعب) تدبر شؤونه الدولة مقسمة إلى ثلاثة أنظمة (التنفيذية والتشريعية والقضائية) ولكل من هذه المنظمات مؤسسات يدير شؤونها أشخاص من أبناء الوطن من مختلف الأطياف الدينية والقومية يمارسون أعمال خدمية للشعب بمختلف أطيافه الدينية والقومية بدون تمييز طائفي أو ديني أو قومي بموجب عقد بين الدولة والشعب اسمه (الدستور) يحدد العلاقة بين الشعب والدولة لكل طرف ما له وما عليه للطرف الآخر ... والدولة من رئيس الجمهورية إلى أصغر منتسب في الدولة هم من أبناء الطوائف الدينية أو القومية كل واحد منهم منتسب إلى الدولة التي تحكم وتتصرف لخدمة جميع أبناء الوطن بمختلف طوائفهم الدينية والقومية وهذا يعني أن الموظف المنتسب للدولة أن لا يميز أثناء واجبه في خدمته للشعب بين طائفة وأخرى وأن يتجرد من التعصب لمذهبه أو قوميته ويعتبر نفسه منتسب إلى وطن اسمه العراق ويخدم شعب هو شعب العراق وأن ينصهر معهم متجاوزاً المصالح الأنانية والمذهبية والقومية في بودقة واحدة هي مصلحة الوطن وسعادة الشعب .. هذه هي العلمانية التي هي ليست ضد الدين ولا ضد المذاهب الأخرى وإنما تقوم على الاحتفاظ والتمسك بالدين الصحيح الإنساني الخاص به على شرط أن لا يميز ولا يفرق بين الأديان الأخرى ويتعصب لفئة ضد أخرى لأن الدين الصحيح يجعل المجتمع كالبنيان المرصوص إذا شكا منه عضو تداعى له أعضاء الجسم بالألم والحمى ويحضرني الآن موقف للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الشخصية الرائعة التي يجب أن نتخذه ومبادئه وسلوكه منار ونموذج نهتدي به ... حينما كلف مالك الأشتر لولاية مصر قال له : يا مالك لا تكن أسداً ضارياً على الشعب فهؤلاء إما أن يكون أخاً لك في الدين أو شبيه لك في الخلق.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟