أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - كلمات -17-















المزيد.....

كلمات -17-


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 466 - 2003 / 4 / 23 - 09:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



كلمات -17-

أهمية توثيق الأحداث الراهنة في بلادنا

  بين سقوط الطاغية والتهيؤ لبناء المؤسسات الديمقراطية، ثمة مرحلة دقيقة من حياة شعبنا، يلزم توثيقها بالصورة، وتكتسب عملية التوثيق بالصورة في عالم اليوم، أهمية بالغة، في زمن تحسم فيه الشاشات البيضاء حروبا بالصورة، ويؤرخ لسقوط الدكتاتوريات والأنظمة الشمولية، وكذلك مراحل بناء الدول والمجتمعات.
   تأرخة الأحداث من إسقاط تمثال الطاغية في ساحة الفردوس وإذلاله وتكسيره، والخطب الحماسية والمظاهرات السلمية المنادية بضرورة مغادرة قوات الإحتلال لوطننا، ومطالبة المحتلين باالحفاظ على أرواح العراقيين وممتلكاتهم وتأريخهم ومتاحفهم، ومن يقف وراء سرقة وتهشيم آثارنا، بل وحتى توثيق عمليات السرقة والسلب والنهب، هل هي الحاجة أم رغبة الإنتقام من النظام الطاغي، وشرح ذلك وإجراء حوارات مع اللصوص إن أمكن، وتحليل أسباب الظاهرة المؤسفة وربطها بظاهرة (الفرهود) التي رافقت عددا من ثورات الشعب العراقي وانتفاضاته ( سرقة ونهب وتدمير للمؤسسات الخدمية من قبل بعض ضعاف النفوس خلال انتفاضة آذار المجيدة)، هذه كلها ملفات لتأريخنا ومستقبلنا ودروس لأجيالنا.
  لاتوجد كاميرات عراقية كثيرة سجلت الأحداث، اللهم إلا إذا كانت هنالك كاميرات شخصية (الفيديو)، أما الفضائيات سواء العربية منها أو الأجنبية، فهي مأمورة لمحطاتها، كما أنها ليست اختصاصية بشؤون العراق والعراقيين، والمراسلون من هذا المنطلق لايغطون الأحداث الجارية في بلادنا إلا وفق ماترسمه سياسة محطاتهم.
 اظن بأن هناك الكثيرين ممن يتحمسون لتوثيق الأحداث الجارية في بلادنا بأفلام وثائقية، ومن بين الذين أعرفهم المخرج السينمائي هادي ماهود، وتأتي هذه الكتابة بمناسبة استعداده للسفر إلى الوطن لتصوير الأحداث التي ستقع في بلادنا -ويانار كوني بردا وسلاما على بلدنا الحبيب- بحثا عن الحقيقة بعيون عراقية، وكان هادي قبل هذا متحمسا لتصوير مراحل سقوط الطاغية والدخول في دقائق عملية السقوط والمظاهرات المناوئة للإحتلال، لكن أمنيته لم تتحقق للأسف.
  منذ وصوله إلى أستراليا لاجئا في العام 1997كتب هادي ماهود إلى أحزاب المعارضة العراقية، لغرض إبداء المساعده في إكمال مشروعه بتوثيق حياة العراقيين في المنافي فلم ينتبه إليه احد، فكان يصرف من جيبه ومن المساعدة التي يحصل عليها، وسافر إلى دول نائية لم نسمع بها تقع في المحيط الهندي (جمهورية نورو!!) مثلا، ملاحقا بكاميرته لاجئين عراقيين في المخيمات هناك، وكان هؤلاء لاقوا من جحود الدولة الأسترالية مالايمكن مقارنته إلا بجحود دول عربية رمت اللاجئين العراقيين في الصحارى!
  وكان عدد من المشاريع يعتمل في نفس هادي، منها كما أخبرنا ان المنفى العراقي على اتساعه وتنوع القساوة فيه لم يتوثق بما فيه الكفاية، ففيه شهود على عصر وشخصيات ومراحل تأريخية ووزراء وضحايا وأسرار، ولاتوجد في المنفى مؤسسات عراقية متخصصة في التوثيق، تعالج موضوعة أحد الشعراء في المنفى مثلا، فقد رحل شعراء كبار الجواهري والبياتي،ولم تتوثق حياة أي منهما.
  في السنة الأولى لوصوله إلى استراليا صور هادي أول فيلم وثائقي حول حياة أحد الشعراء العراقيين (تراتيل السومري)، وكان هادي يتمنى الإستمرار في مشروعه فلم يحصل على أي دعم، وخلال سفره إلى أوروبا في العام الماضي حزن كثيرا لإمكانياته المتواضعة، لكنه وبكاميرا بسيطة استطاع خلال زيارته إلى فنلندا تصوير فيلم عن الفنان التشكيلي الكردي الفطري عزيز سليم (وزير ثقافة في حكومة مهاباد الكردية)، لكن الفيلم بقي في ماحله الأولى، ولم يكتمل لعدم توفر إمكانيات كبيرة لإنتاجه، فاالسينما كما هو معروف فن وإنتاج ورأس مال ودعاية وتسويق وغير ذلك.
 استفز هادي ماهود حادث غرق السفينة المليئة بالعراقيين في اكتوبر 2001قبل وصولها إلى الشواطئ الاسترالية، مأساة عراقية لايمكن إلا أن توثق بفيلم، فاتصل بأطراف من المعارضة العراقية لمساعدته في تصوير هذا الحادث الرهيب وإنتاج فيلم عنه، لكنه للأسف يلق أذنا صاغية وتم تجاهل المشروع، وكان ضحية سرقة قامت بها قناة الجزيرة بعدما سطت على جهده في تصوير مشاهد للناجين مؤلمة.
 ولم يتوقف هادي فحمل كاميرته إلى إندونوسيا لتصوير عاثري الحظ من العراقيين هناك، من الذين تقطعت بهم السبل، وصور وجوههم العراقية الحزينة المنتظرة على الشواطىء مراكب مهلهلة قد تنجو وقد تغرق، صور في أندونوسيا ثلاثين ساعة على أمل أن تدعم المشروع جهة ما لإتمامه، واكتشف أثناء حواراته مع العراقيين هناك وتصويره لحياتهم التعيسة والمافيا الإندنوسية، أن هنالك الكثير من المراكب غرقت قبل (تايتانيك العراقيين) ولم يُكتب عنها ولم تصور!!
 يعتقد هادي بأن تايتانيك العراقيين أغرقت عمدا وهو عمل خططت له الحكومة الأسترالية، مبقية على عدد من الناجين للتحدث أمام الكاميرات، ماأدى فعلا إلى انخفاض عدد رحلات اللاجئين العراقيين من أندونوسيا إلى الشواطئ الأسترالية.
  سعيا وراء الحقيقة وبالتعاون مع محامي استرالي سافر هادي إلى دول نائية صغيرة في المحيط الهادي (دولة نورو!!)، حيث مجموعة من النساء العراقيات المنفيات عن أزواجهن الموجودين في مدن استراليا!!، وهذه جريمة نعجب كيف تقدم عليها دولة تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وطرد هادي من مطار هذه الدولة ولم يسمح له بالتصوير، وبعد فترة استطاعت مخرجة استرالية التسلل إلى المخيم من تحت الأسلاك الشائكة بمساعدة النساء العراقيات اللاجئات، حيث استطعن إكساء المخرجة (جبَّه اسلامية)، ونجت وصورت حياة العراقيين في المخيم النائي، وعرض التلفزيون الأسترالي الفيلم وأحدث ضجة في الراي العام.
  يقوم هادي هذه الأيام بتصوير فيلم عن تهريب اللاجئين في العالم تدور أحداثه في أوروبا والصي،ن وجزء من الفيلم يتناول مشاكل لجوء العراقيين والإيرانيين لحساب شركة أسترالية ويخرج الفيلم المخرج الإسترالي الشهير كرس هيلتون.
 اخيرا يرى هادي نفسه في العراق بعد هذا التغيير العظيم الذي حصل بزوال الطاغية، ويحلم بشركة صغيرة، ولديه أفكار كثيرة، وساعات طويلة صورها عن العذاب العراقي قي تضاريس المنفى، يتمنى إكمال مونتاجها ووضع اللمسات الأخيرة عليها وعرضها في صالات العرض السينمائي في العراق.

 




#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِصَّتي من النفط
- موت حارس الفنار - في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محمود البري ...
- كلمات - 15
- كلمات-14-
- كلمات -13 -
- سقط الطاغية
- كلمات-10
- كلمات - 12


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - كلمات -17-