الملتقى الثقافي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 30 - 2002 / 1 / 8 - 20:43
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
استطاع الدكتور محمد خالص رؤوف، استاذ الدراسات البيئية في جامعة يورك، عضو الملتقى الثقافي العراقي، ان يحول مادة تبدو اكاديمية، جافة، الى مادة حيوية، قريبة من حياة الحضور (اكثرهم من العراقيين) الذين تركوا العراق لاسباب مختلفة، خلال العقدين الاخيرين، وان يجعل اول فعالية للملتقى الثقافي العراقي الذي تأسس اواخر عام 2000 وقدم برنامجا حافلا غطى شتاء – ربيع 2000-2001، جعل هذه الفعالية التي استهل بها الملتقى الثقافي العراقي موسمه الحالي في مقر الاتحاد العربي الكندي في ديسمبر الماضي الى فعالية ناجحة استثارت اهتمام الجمهور ومشاركته الفاعلة.
عرض الدكتور رؤوف بدءأ الى موقف الدول المتطورة من محاولات الدول النامية لتحسين البيئة وقال ان هذا الموقف الذي يلقي بالمسؤولية، كلها، على الدول النامية، هو موقف، غير موضوعي،متحيز. ولو جرت المقارنة بين انتهاك الشروط الصحية للبيئة في الدول النامية وبينها في الدول المتقدمة، لتبين ان الدول المتقدمة، والولايات المتحدة خصوصا، هي الاكثر انتهاكا للبيئة، وقدم المحاضر ارقاما ملموسة بهذا الصدد.
واذ اختار المحاضر البيئة الحضرية في العراق نموذجا، فلانها كانت ميدان عمله، تخطيط المدن، لفترة طويلة.
ويرى الدكتور رؤوف ان ظروف البيئة تغيرت تغيرا جوهريا منذ اواسط القرن الماضي، بسبب الزيادة الطبيعية للسكان في المدن، خصوصا بعد تحسن التغذية والعناية الصحية، وزحف سكان الريف على المدن، وزحف المدينة على ما يحيطها من اراضي زراعية، وعلى ما يتخللها من مساحات خضراء.
ومع انه جرت محاولات لتحسين البيئة في السبعينات، الا ان هذه المحاولات سرعان ما توقفت، بل تراجعت، بسبب الحروب الداخلية والخارجية التي شنها النظام العراقي، وبسبب سياسته العشوائية، غير المدروسة، في مجال الاسكان وتوزيع الاراضي التي كان يقصد بها تحقيق منافع آنية للنظام او بعض شرائحهن مما كان ينشط المضاربة على الارض، ويتعدى على المساحات الخضراء داخل المدن وخارجها.
واذ اقترح المحاضر تدابير ملموسة لتحسين البيئة في العراق، فانه ربط ذلك باحداث تحولات سياسية جذرية في العراق، من شأنها اقامة نظام ديمقراطي تعددي فيدرالي يحترم حقوق الانسان الاساسية، ومن بينها حقه في العيش في بيئة صحية آمنة.
#الملتقى_الثقافي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟