علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 6620 - 2020 / 7 / 16 - 13:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معروف أن القيادات الاستثنائية تفرزها الازمات، وتلك الحقيقة تؤكدها ذاكرة الشعوب التي قدمت أمثلة لقادة سياسيين استطاعوا بأفعالهم الشجاعة أن يحفروا اسمائهم بالذهب، حين قادوا شعوبهم بعيدا عن مصالحهم الشخصية ووصلوا بها الى بر الامان في ظروف الحرب والسلم، فخلدتهم افعالهم التي اضحت فخراً لشعوبهم وللبشرية جمعاء .
ماحصل في العراق كان استثناءاً بامتياز، فقد أخفقت القيادات التي توالت على مراكز القرارفي القيام بواجباتها التقليدية التي تفرضها المناصب التي شغلتها وفق ابسط مفاهيم الادارة والسياسة والوطنية، حتى وصلنا الى مانحن عليه من مأسي وتضحيات مستمرة منذ عقود، نتيجة للصراعات السياسية التي يتحمل اشعالها من يسمون انفسهم قادة ويتحمل اوزارها الشعب باسره.
الآن وبعد مرور أكثرمن سبعة عشر عاماً على المنهج (التجريبي للديمقراطية) الذي جاء به المحتل الامريكي، والذي انتظم في مدرسته من كانوا يكتبون المعلقات في جرائم الدكتاتورية الصدامية البغيضة ، لم يتبين من النتائج سوى الفوضى والخراب، ومازالوا يجترون ذات الخطاب الاعلامي الفارغ، بدعواتهم للشعب أن يصبر ويصبر ويتحمل أكثر، وهم الغارقون بفساد شمل كل الانشطة، بما فيها المحرم من قوت الفقراء ودمائهم ، حتى وصلنا الى قاع اعمق من قيعان الاستعمار والدكتاتورية البغيضة .
لقد انجز العراقيون كل ماطلب منهم باخلاص ومثابرة أملاً بحياة أفضل لهم ولاجيالهم القادمة, فقد زحفوا الى صناديق الانتخابات غير مبالين بتهديدات الارهاب، وقدموا ومازالوا قوافلاً من الشهداء في ملاحم شهد لها العالم، تنفيذا لنداءات من يسمون انفسهم قادة (تحت شتى العناوين) في دورات انتخابية متتالية، كانت نتائجها وبالاً وفوضى وفساد في جميع القطاعات، لم يشهد العراق مثيلاً لها منذ تاسيس الدولة في مطلع عشرينات القرن الماضي .
من هنا جاءت ثورة تشرين التي قلبت الطاولة على الفاسدين والمستهترين بدماء العراقيين وثرواتهم ومستقبل اجيالهم، وطالبت بالتغيير الشامل عبر انتخابات جديدة باشراف دولي، وفق قانون انتخابي عادل ومفوضية انتخابات نزيهه، للعبوربالعراق الى ضفة العدالة والامان والبناء، وبتحقيق هيبة القانون، تمهيداً لفتح كافة ملفات الفساد ومحاسبة حيتانه وحاشياتهم وقواهم الساندة وحماتهم المتنفذذين وأذرعهم السرطانية القاتلة.
الانتخابات الجديدة ستكون فرصة لاختيار قيادات تستحق ثقة الشعب وشرف وأهمية المناصب التي تشغلها، بعد عقود من الفشل في الاختيار بسبب القمع والتزوير والدجل وشراء الذمم .
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟