أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصبار - اولمرت يفقد الدعم السياسي














المزيد.....

اولمرت يفقد الدعم السياسي


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال محمد دحلان، النائب في المجلس التشريعي والرئيس السابق للامن الوقائي في قطاع غزة، ان خطة الانطواء لن تمنح السلام والامن للاسرائيليين ولا للفلسطينيين. جاء التصريح في مقابلة منحها دحلان لصحيفة هآرتس (20/6). دحلان الذي يعتبر من مؤيدي اوسلو ومعروف بعلاقاته الحميمة مع جهاز الامن الاسرائيلي، اضاف: "ان افضل نموذج لما يمكن ان يحدث في حال تطبيق خطة الانطواء، هو قطاع غزة. النزاع، العنف والعداء، كلها ستبقى".

الفوضى المشتعلة في غزة هي المغزى الحقيقي وراء خطة الانفصال الاحادي الجانب عن غزة. الخطة التي ابتكرها شارون، وحظيت بدعم الرئيس الامريكي بوش، تحولت اليوم الى كارثة حقيقية.

نتائج الانسحاب من غزة جاءت معاكسة لنتائج الانسحاب من جنوب لبنان. في الحالة اللبنانية التزمت اسرائيل بقرار الامم المتحدة رقم 425، تراجعت للخط المعترف دوليا (ما عدا مزارع شبعا)، وسلّمت السيادة للحكومة اللبنانية. اما في غزة فتم الانسحاب دون تنسيق مع اية جهة دولية، ذلك لان اسرائيل لم ترد الاعتراف بالسيادة الفلسطينية على المنطقة. وكانت النتيجة فراغا سياسيا وامنيا كبيرا، امتلأ بالفوضى وصواريخ القسام على مدينة سديروت الاسرائيلية.

العبرة من تجربة غزة اوضحت للجمهور الاسرائيلي ان انسحابا دون اتفاق يزيد العنف ولا يوقفه. نفس الجمهور الذي دعم بحماسة انفصال شارون عن غزة، تحفظ عن دعم انطواء اولمرت في الضفة، الامر الذي بدا واضحا في نتائج انتخابات الكنيست، التي اعطت حزب "كديما" 29 مقعدا فقط.

ضربة اضافية لرئيس الحكومة الاسرائيلي، في الجبهة الداخلية، كانت تصريح زعيم ميرتس، يوسي بيلين، بان حزبه سيعارض خطة الانطواء لانها ستؤدي لتوسيع الكتل الاستيطانية.

الحظ لم يحالف اولمرت في الجبهة الخارجية ايضا. لقاء اولمرت-بوش في البيت الابيض لم يشبه في شيء لقاء شارون-بوش في نيسان 2004. لشارون تعهد بوش بدعم خطة الانفصال واقرّ بضم الكتل الاستيطانية لاسرائيل، اما اليوم فالزعيم الامريكي متورط من رأسه لاخمص قدميه في العراق، يعاني هبوطا حادا في شعبيته، لدرجة جعلته يمتنع عن دعم خطة الانطواء ويشجع اولمرت على التفاوض مع ابو مازن.

خطة الانطواء لا تحظى باعتراف دولي، لان اسرائيل لا تريد الانسحاب للحدود المعترفة دوليا، بل الى الجدار الفاصل الذي حددت مساره بشكل احادي الجانب. ولكن اسرائيل تحتاج الى الاعتراف الدولي مقابل انسحابها، ليتم لها الغاء شرعية مواصلة الكفاح الفلسطيني المسلح ضد الاحتلال. اسرائيل عمليا تريد من العالم ان يعترف بان انسحابها للحدود التي تعجبها، يعني انهاء الاحتلال. ولكن هذا بالضبط ما ترفضه اوروبا، كما اوضح زعماؤها لاولمرت في زيارته الى هناك.

الانطواء هو وصفة لمنع اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، لانه يبقي المناطق التي سيتم الانسحاب منها دون تواصل اقليمي، دون اقتصاد ودون حدود او تواصل مع العالم الخارجي.

الحكومة الاسرائيلية التي وعدت بتحويل اسرائيل الى دولة "ممتع العيش فيها"، دون مشاكل امنية او اقتصادية، تكتشف اليوم استحالة تحقيق حلمها، طالما يبقى الشعب الفلسطيني مغلقا وراء جدران واسوار معرضا للفوضى والفقر. ولكن في نفس الوقت ترتفع الاصوات داخل اسرائيل وخارجها التي تعترف بان فكرة الدولة الفلسطينية صارت ضربا من المحال في الظروف الراهنة، لافتقارها لمقومات الدولة الاساسية واولها الاقتصاد.

لقد استغلت اسرائيل المناطق المحتلة حتى النخاع. فسخّرت القوى العاملة الرخيصة لبناء الاقتصاد الاسرائيلي منذ ايام الاحتلال الاولى، وحوّلت المناطق المحتلة الى ثاني سوق لمنتجاتها. كما احبطت اسرائيل كل المحاولات لبناء اقتصاد فلسطيني مستقل، ومنعت الفلسطينيين حتى من استيراد محوّلات الطاقة الكهربائية، ليبقوا متعلقين بشركة الكهرباء الاسرائيلية. اليوم وجدت اسرائيل لنفسها بدائل في الايدي العاملة الاجنبية الارخص والاسواق الخارجية الاكبر، فقررت الاستغناء عن المناطق الفلسطينية وترك اهلها فريسة للفقر والفوضى، واستكثرت عليهم حتى السيادة.

ولكن سيناريو كهذا مستحيل ان يصمد طويلا، كغيره من اوهام المشروع الصهيوني. ان خطة الانطواء لا تحظى باجماع، الامر الذي سيضطر الحكومة للاعتراف بانه لا حل سوى انهاء الاحتلال والانسحاب من المناطق المحتلة لحدود معترف بها دوليا كما حدث في لبنان، هذا اذا ارادت دعم الشرعية الدولية لها.

ولكن حتى هذا لن يكفي. فاذا ارادت الحكومة ضمان "المتعة" لمواطنيها، سيكون عليها وضع الاسس التي تسمح لجيرانها الفلسطينيين بالتمتع هم ايضا بنظام متقدم وعصري. ان مصير فلسطين سيحدد مصير اسرائيل، ولا يمكن الفصل بينهما لا بالجدران العازلة ولا بقوة المدافع.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الجنسية والعنصرية
- حكومة جديدة حياتها قصيرة
- حزب -دعم- عنوان العمال - للكنيست
- اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع
- زلزال يهز الساحة السياسية
- نسبة الحسم وبناء الحزب العمالي
- وجه جديد نهج قديم
- باب الفرص الضائعة
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصبار - اولمرت يفقد الدعم السياسي