أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ليلى أحمد الهوني - إنها الجفرة















المزيد.....

إنها الجفرة


ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)


الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 23:42
المحور: المجتمع المدني
    


عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن التراث والثقافة، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن الطرب والسرور، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن الزهاء والفرح، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن الوفاء والكرم، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن العلماء والعلم، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن البعد الصحفي وإبداع القلم، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن الموسوعة الإعلامية العربية والثقافة العالمية بمفهومها العريق والمعاصر، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن الأصالة والابتكار، عندما ننطق الجفرة فاننا نتحدث عن طيب الاهل ودماثة الأخلاق والخلق ورفعة الهمم وأمجاد القيم، عندما ننطق الجفرة، فاننا نتحدث بل نمتد عبر تاريخ نضال مشرف تفاخرنا ونتفاخر به، وسيتفاخر به جيل يتلوه جيل من بعدنا.

هذه هي الجفرة وأكثر مما ذكرت وما سأذكر!، هذه هي "الجفرة" التي ننوح ونصرخ بأعلى أصواتنا حتى تهتز الحناجر من مطارحها، وتُبحْ الأصوات حتى تختفي وتنتهي وقارا ووفاءً لها ولمواقفها، إننا ننوح ونصرخ لأجلها لأجل إنقاذها من عبث أيادي الجنجويد الاسود، ومجون وتدهور أخلاق الروس الأبيض، لم نسكت ولن نسكت ولن يسكتنا أحد وإن طال الزمان بنا والعمر اتسع وامتد!.

الجفرة، لمن لا يعرفها (هون - سوكنه - ودان) لا مدينة غيرهم*، قد تربط هذه المدن الثلاث أَسَّنَى "الاسبار"** و العادات، وأَجْوَدْ التقاليد ومحاسن المزايا والصفات، وديمومة أَجَلُّ الطباع في سَّجِيَّةُ نقاء الأهل وأهل الأهل، ولكن أبدأ لا تعلو ولا تنزل بان تَعدّوُنها مجرد (مدينة واحدة) كـ غيرها من المدن وحسب، بل هي منطقة شاسعة تحتضن بين واحاتها ونخيل مسك أرضها المعطاء (ثلاثة مدن) من أعظم وأَرْقَى وأَشْرَفُ وأَنْبَلُ المدن، تحت نفس الكنية ألا وهي (الجفرة) بالجيم وليس بالكاف أو G.

الجفرة لمن لا يعرفها، تجد الوئام في رحابة صدر أهلها وناسها، تتعرف عن الحياة وطيب العشرة في اِلْتِئَام أهلها وناسها، تتعلم المحبة من صفاء قلوب أهلها وناسها، تلتمس التسامح الأزلي في سماحة وعز أهلها وناسها، تكتسب الوقار في أُلفت روح أهلها وناسها، تتعلم المبادئ من حياء نظرات عيون أهلها وناسها.
هذه هي (الجفرة) في أقل وصف لي لها معنويا، هذه هي الجفرة ذات الثلاث المدن (ودان - هون - سوكنه) في مسمى واحد (الجفرة).

((لاتنام أعين أهل ودان وأهل سوكنه أو هون جيّاع، لا تنام أعين أهل سوكنه وأهل هون أو ودان جيّاع، لا تنام أعين أهل هون وأهل ودان أو سوكنه جيّاع))
هكذا عرفناهم وهكذا سيعرفهم العالم أجمع ولن تغيرهم غطرسة ونَعَرَاتْ قبلية، أو أية مناوشات أضَلّ خَلَبْ وفتنْ جهوية.

الله الله عليك يا جفرة يا مبهى في الزهى طبع اُوّنَاسِكْ
ومسعد ايام طرب أفراحك ودقت طبل نخيختك فـ أعراسك

الجفرة جغرافيا: هي وسط خريطة ليبيا ولُبْهَا، بقعة تنير بقاع تراب هذا الوطن، كنزا ذخرا ووافر بها أفخر وأطيب أنواع التمور مذاقاً وجودةً، تقام فيها أوقات الرخاء أسَرّ المهرجات الفصلية، تتَشَنَّفْ وتتزين فيها بأجمل الازياء التقليدية أطفالهم، يقدمون فيها ابدعاتهم الحياكية والصناعية اليدوية بسواعد "جفراوية" ما بين وبين ذويهم ونسائهم وعائلاتهم.

انها ارض معركة عافية، انها ارض المجاهدين والشهداء، انها أرض

خرابيَن يا وطن ما فيك والي
وذيلك جوّالي ولخرين فى المشنقة والقتالي
خرابين يا وطن ما فيك هلّ ركبك الذلّ
اللي ما جلا، فى المشانق حصلْ
عدّوا ولا زول منهم وصلْ
وباتوا مدالي مثيل العراجين في راس عالي***

"المزايدة" ليست من طبعي ولن تكون، ولكن قول كلمة الحق ولو على نفسي، هي احدى اهم ميزاتي أو ربما أفضلها وأعظمها وأنظفها وأنقاها.

وتقولون لنا تحرير "سرت"! من هي "سرّتكم" هذه أمام (الجفرة) بمدنها الثلاث؟ أليست "سرت" التي قمتم بتحريرها وعلى أكملِ وجه ولعدة مرات؟ ولكن ماذا فعلت هي بكم في كل مرة؟ غير الخيانة وفك العهد والميثاق والغدر، ولندع الماضي القريب، ولنتحدث قليلا عن الآن الحاضر الحديث، تحديدا عندما غزتها ميليشيات خليفة حفتر وانتزعها منكم امام مراة ومسمع العالم جمعا، هل تصدت له؟ هل انتفضت ضده؟ هل حاربته؟ هل وهل وهل .. الخ!.

لا والله، بل فُتحت احضان نسائها قبل أحضان الرجال فيها وعلى مصرعيهما.. هل أنا أكذب؟ هل أنا أبالغ؟ أبداً إنها الحقيقة "المرة" التي ستكون حلاوتها "جحيم" يصهد قلوب خائني (الجفرة) وأهلها، والتاريخ لم ولن يمحو وينسى ويعفو.

سرت قد لاقت نصيب الأسد أو ربما أكثر إثناء انتفاضة فبراير، واثناء انتفاضتكم ضد الغزو الثاني الميليشاوي حفتر، ومازلتم تسعون وتركضون زاحفين لتحريرها!

ممن ستحررون "سرت" هذه؟ هل ستحررونها من طبع وغدر سكانها الملتوي والمخادع؟ أم من ولائهم المطلق لحكم العسكر وتبعاته؟ ام من ضيق أنفسهم الضعيفة والحالمة بعودة ابنها من الموت وبالابرة الصينية****

ماذا رأت "الجفرة" من بين كل هذا التهليل والسعي والتحرير؟ الذي أغرقتم "سرت" به؟ ومازلتم تفعلون!

أجيبونا..
هل من احد ساعد (الجفرة) إثناء تحريرها من براثن حكم القذافي المنهار؟ "إطلاقًا" لم يساعدها أحد، ولم يؤازرها ويقف بجانبها ولو بقايا أحد إلا الإلٰه الواحد الأحد! فقد كانت الانتفاضة فيها بقوة قبضة أذرع جفراوية 100٪، لا جهة علمت بقيمتها الثقافية ولا حتى بمكانتها الإستراتيجية الجغرافية، ولا بقواعدها الهامة والمهمة العسكرية المحورية، والتي انشئت في عهد المردوم منتهى الصلاحية، ومازالت تستخدم من قبل مرتزقة حفتر على قدمٍ وساق بقيادة مرتزقة ميلشوية.

لقد تناسيتم وتتناسون "الجفرة" على مر الحكومات، منذ المجلس الانتقالي المشؤوم، حتى حكومة الوفاق النائمة في العسل المسموم، ناهيك عن تناسيها إبان حقبة القذافي، وذلك عندما جعل منها مقر عسكري فاشل وخائِب ومُخْفِق وضَعيف، يحوي كل فاسد وسكير ومبذر ضال وضيع.

الجفرة لم تشتكي من الظلام فـ نور تنورها لم يطفئ.
الجفرة لم تشتكي من نقص المياه فـ واحاتها تروي وتقنع.
الجفرة لم تشتكي من عدم السيولة فـ تمار نخليها مدرار على أهلها يغدق.
الجفرة لم تشكوا من نقص زوائد الاحتياجات فهي حامدة لله حالها وتزيد وتشكر.

ها أنا أصرخ الآن من جديد، لاعلمكم بان أبناء (الجفرة) يقتلون بدمٍ بارد، على أيادي ميليشيات مرتزقة حفتر ما بين الجنجويد والروس الشقر البيض، فهل من سامعٍ لأهل الجفرة ومجيب!؟ أم إن الموضوع برمته بات بين بيني (أحمد وأحميدة)؟ أم ان الأوامر لم تصدر بعد لإنقاذها؟ أم لكون موقعها ليس على ساحل المتوسط القريب من الجنوب الاوروبي البخس الرَخِيص والناقص الزَهِيد!؟
اعيدها لكم وعلى مسامعكم وأكرر، بان التاريخ لم يرحم ولن يرحم، ولا نريده لكل خائن للجفرة "قلب الوطن النابض" مسامح يحن ويرق أو يعفو ويغفر.
~~~~~~~~~~~~~
زلة وغات وغيرهما لم يكونوا يوما ضمن منطقة الجفرة بقيد انملة وانتهى.
* جمع "سبر" وهو من اللهجة الليبية العامية، وتعني نهج "طرق محددة" في ممارسة وقيام ببعض العادات الشعبية التقليدية.
* *أبيات من القصيدة الشعبية "اليتيمة" للشاعرة الهونية الراحلة فاطمة عثمان.
**** اتباع المردوم القذافي في ليبيا وفي المدن التي مازالت تكن الوفاء لعهده من أمثال سرت، ينشرون شائعات "خلاصتها" تقول: بان لدى الصين المقدرة على إختراع "إبرة لعودة الحياة" فتجدهم يجمعون الأموال من ضعاف النفوس (ضحكًا على الذقون) لشراء تلك الابرة الخيالية الأعجوبة! عذرا من أصحاب العقول، ليست (نكتة) بل هي حقيقة الحقيقة وواقع معاش، وهنا بالتحديد يكمن عدم الوعي، وتدني مستوى تفكير هذه القلة في مجتمعنا الليبي.



#ليلى_أحمد_الهوني (هاشتاغ)       Laila_Ahmed_Elhoni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو قمتي بذلك يا صين!
- كورونا وباء أم حرب!؟
- الفيدرالية حل
- أحقادكم لن تُنسى
- قالك ... ملك ورجال!
- فن إخفاء الجرائم!
- كر وفر
- انها المأس.....اة!
- براڤو خليفة حفتر
- زنقة الريح ولكن!
- البوهيمية* ظاهرة حضارية
- صرخة آلم .. آه يا ليبيا
- إلى ذلك الحين!
- اللعب مع الكبار
- نداء لأهلنا في غرب ليبيا الوطن
- قِرّتْ الحسوم (ارمي عباتك وعوم)
- عندما أغوى آدم حواء
- ماالذي تغير في خطاب معمر القذافي!؟
- ما الذي تريده روسيا على وجه التحديد!؟
- وماذا عن شركة -أم الجوابي-!؟


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ليلى أحمد الهوني - إنها الجفرة