أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - خطوة الضم آتية ...ماذا بعد















المزيد.....

خطوة الضم آتية ...ماذا بعد


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 03:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الصعب التوقع بتراجع دولة الاحتلال عن قرارها بضم أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية، فتنفيذ الضم بالنسبة لإسرائيل مسألة وقت فقط. وتشير تصريحات قيادات الكيان الصهيوني إلى أن نية الضم لازالت قائمة. فخطوة الضم ما هي الا تتويج بالشرعنة لإجراءات الاحتلال في الضفة الغربية من استعمار للأراضي وبناء للمستعمرات ونقل المستعمرين اليهود اليها وشق الطرق ومصادرة الأراضي على مدار اكثر من خمسين عاما نفذتها الحكومات الإسرائيلية المتتالية.

وهناك عدد من المتغيرات التي ترجح اقدام إسرائيل على ضم مناطق في الضفة الغربية خلال الفترة القريبة القادمة، يأتي على رأسها وجود الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) في السلطة، وعدم اليقين من إمكانية انتخابه لدورة إنتخابية ثانية. ويعتبر التقارب الواضح في علاقة إسرائيل مع عدد من الدول العربية في الآونة الأخيرة من بين العوامل المشجعة لإسرائيل للمضي قدما لتنفيذ مخطط الضم. كما أن انتشار فايروس كورونا بشكل ملفت في أوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية يعتبر من بين العوامل المشجعة لإسرائيل لاستكمال مخطط الضم. فانتشار الفايروس من شأنه أن يحد من ردود الأفعال الفلسطينية الغاضبة تجاه تنفيذ الضم. وعلى الرغم من رفض معظم دول العالم لخطوة الضم الإسرائيلية، وعلى رأسها دول غربية كبرى حليفة لإسرائيل، كالمانيا وإنجلترا، وتهديدها باتخاذ إجراءات شديدة في مقاطعة إسرائيل، في حال تنفيذها تلك الخطوة، الا أنه من المستبعد أن تقدم تلك الدول على اتخاذ إجراءات صارمة أو حاسمة بحق إسرائيل. فهذه الدول لم تقدم على اتخاذ مثل تلك الإجراءات ضد إسرائيل من قبل، رغم انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية طوال سنوات سابقة.

من المرجح أن تقدم إسرائيل على تنفيذ خطة الضم بشكل متدرج. فطالما اتبعت إسرائيل سياسة التدرج والعمل على مراحل لتحقيق أهدافها. فقبل (بن غوريون) بخطة لجنة بيل للتقسيم عام 1937، معتبراً التقسيم خطوة مهمة في سبيل تحقيق الهدف الصهيوني. كما أن الحركة الصهيونية نجحت بشكل متدرج في تغيير الواقع الديمغرافي في فلسطين، عبر استعمار الأرض وتكثيف الهجرة الصهيونية وطرد السكان الفلسطينيين بالقوة ما بين عامي 1907-1947. ونجح الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 وعلى مدار سنوات طويلة وبشكل متدرج في خلق واقع مختلف في أراضي الضفة الغربية من خلال تشييد المستعمرات وتوسيعها وإقامة الطرق الواصلة بينها وزيادة عدد مستعمريها. واليوم تسعى إسرائيل لضم نصف أراضي الضفة الغربية والتي يسكنها أكثر من ثلاثة أرباع مليون مستعمر يهودي.

وانتقت إسرائيل الجزء المتعلق بالضم من خطة صفقة القرن التي وضعها فريق الرئيس الأمريكي (ترامب)، بينما تستبعد إسرائيل أجزائها الأخرى. فرفض (بنيامين نتنياهو) رئيس الوزراء الإسرائيلي طرح موضوع قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المتبقية بعد الضم للتصويت في الكنيست. ويريد (نتنياهو) أن يحصد المكاسب المترتبة على عملية الضم لإسرائيل، دون تخليه عن المكاسب التي جنتها إسرائيل كنتيجة لتوقيعها على إتفاق أوسلو. فإسرائيل تفضل بقاء الوضع السياسي والاقتصادي والأمني على ما هو عليه في الضفة الغربية، والذي أرساه إتفاق أوسلو منذ عام 1993. يأتي ذلك على الرغم من أن تنفيذ إسرائيل لخطوة الضم ينسف إتفاق أوسلو من أساسه. فمخطط الضم يجعل إسرائيل تحسم منفردة القضايا التفاوضية الرئيسية المؤجله التي اطلق عليها الاتفاق مصطلح "قضايا الوضع النهائي"

ورغم أن إسرائيل تسيطر أمنيًاً على كامل أراضي الضفة الغربية، كما تسيطر بشكل مطلق على أكثر من 61٪ من أراضيها، وذلك حسب ما نص عليه إتفاق أوسلو، الا أن خطوة الضم تغيير من الطبيعة القانونية للأراضي التي ستقوم بضمها. فسيطرة إسرائيل المطلقة على معظم مساحة الضفة الغربية تعتبر سيطرة مؤقته لحين البت في مصيرها من خلال المفاوضات، وذلك استنادا الى ما جاء في إتفاق أوسلو. الا أن قرار الضم يحول جميع تلك الأراضي الفلسطينية التي ستعلن إسرائيل عن ضمها إلى أراض إسرائيلية وبشكل دائم، مثلها مثل تلك الاراضي التي احتلتها عام 1948.

وتتطلع إسرائيل لضم حوالي نصف أرضي الضفة الغربية. فيقتطع جدار العزل العنصري، الذي شيدته إسرائيل ما بين عامي 2002-2012، حوالي 13٪ من مجمل مساحة الضفة الغربية، وضمها عملياً لإسرائيل. ويمتد غور الأردن، الذي تسعى إسرائيل لضم 88٪ من مساحته، على حوالي 17٪ من مجمل مساحة الضفة الغربية. وتسيطر إسرائيل عملياً وبشكل كامل على معظم مساحة الغور، وطالبت مرارا خلال مفاوضاتها مع الفلسطينيين باستئجاره. ولا تقل مساحة المستوطنات المقامة خارج حدود جدار العزل والأراضي التابعة لها أو تقع ضمن نطاقها والطرق العملاقة التي تصل بينها عن حوالي 20٪ من مجمل مساحة الضفة الغربية.

ويمكن لحكومة الاحتلال أن تقدم على ضم أي جزء تريده من أراضي الغير، دون العودة للكنيست للتصديق على ذلك. الا أن إسرائيل لا تستطيع التنازل عن أي قطعة أرض ضمتها إلى أرض إسرائيل، الا بموافقة ثلثي أعضاء الكنيست، وموافقة شعبية تأتي في استفتاء عام، وذلك حسب القانون الإسرائيلي. إن ذلك يجعل من الصعب على أي حكومة إسرائيلية التنازل عن أي جزء يقع ضمن نطاق أراضي دولة إسرائيل، لأنه لا بد من التصديق على ذلك من قبل البرلمان والشعب أيضا.

من الممكن لخطوة الضم أن تجلب مصاعب عديدة لإسرائيل. فخطوة الضم قد توحد الفلسطينيين بعد أكثر من عشر سنوات من الانقسام الذي أطرب أعداءهم. كما أن الضم قد يحفز الفلسطينيين للانقلاب على إتفاق أوسلو بكامل تفاصيله، ووقف أي تعاون بين السلطة وإسرائيل، وهو ما سوف يضر بمصالح إسرائيل، ويغير معطيات اللعبة في الضفة الغربية. كما قد يؤدي الضم إلى ظهور أدوات مقاومة جديدة لمواجهة الاحتلال، بعد أن أثبتت أدوات الفلسطينيين التقليدية عدم فعاليتها. والضم قد يولد مزيد من التعاطف الدولي مع الفلسطينيين، والذي قد يؤدي في مرحلة من المراحل إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل دول كبرى، الأمر الذي سيضر بالهدف الصهيوني.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التباس العلاقة بين فتح وحماس
- إعلان بلفور أكبر جرائم هذ العصر
- الخيارات الفلسطينية المتاحة لمواجهة مؤامرات الاحتلال
- لماذا لم يعلن ترامب عن صفقته رسمياً من أمام الجمعية العامة !
- الشرارة الاولى تبدأ من المسجد الأقصى
- ‎اتفاقية أوسلو والنفق المظلم
- لماذا لم تلحق فلسطين بثورات الربيع العربي؟
- الفلسطينون يغيرون شروط اللعبه
- الاسلاميون والربيع العربي
- طبيعة الدور الإيراني في الشرق الأوسط
- مفاوضات عرجاء نتائج متوقعة وأخطاء متكررة
- أزمات تنذر بالانفجار
- ثمن الانقسام
- إسرائيل لم تسع يوماً للسلام
- الولايات المتحدة حقائق لا تحقق الأمنيات
- هل الفلسطينيون متسسللون في أرضهم؟
- السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - خطوة الضم آتية ...ماذا بعد